نصر المجالي: قدمت وزارة الدفاع الروسية تفسيرا لتساؤلات حول الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا ضد منشآت سورية، ولماذا لم ترد بضربات مماثلة "على العدوان".

وأكد بيان لوزارة الدفاع الروسية، يوم السبت، أن أياً من "صواريخ العدوان على سوريا فجر اليوم لم تستهدف أيا من المناطق الموجود فيها الدفاعات الجوية الروسية بقاعدتي "طرطوس" و "حميميم" الروسيتين".

وكانت موسكو قد حذرت واشنطن وحلفاءها في وقت سابق، بأنها سترد على الفور على أي صاروخ يستهدف المواقع العسكرية الروسية المتوضعة في سوريا.

وقال موقع (روسيا اليوم) إن محللين سياسيين روس يرون أن روسيا "لم ترد على العدوان الثلاثي بقيادة واشنطن، طالما أن الصواريخ لم تطال القوات الروسية في سوريا، في الوقت الذي لم تألو فيه الدفاعات الجوية السورية جهدا في مقاومة هذا العدوان".

ما الخطوات التالية؟

وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي دميتري سميرنوف، في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، أعتقد أن أي روسي يصحى من نومه ويسمع خبر قصف الأميركيين لسوريا الموجود بها مواقع للجيش الروسي، سيتبادر لذهنه "ما هي الخطوة التالية؟"، "هل سيقتصر الأمر على منطقة الشرق الأوسط أم الأمور ستفلت من زمامها؟"، "هل نودع أقاربنا ونشد الرحال؟ أم ننتظر قليلا؟".

واعتبر سميرنوف أن الرئيس بوتين تصرف بحكمة وجنب العالم ويلات حرب عالمية ثالثة، وأظهر للعالم كله أن سياسة روسيا مسؤولة وأن موسكو لا تتصرف بناء على ردات فعل.

مغادرة طرطوس

يشار إلى أنه مع تصاعد التسخين العسكري في مياه المتوسط، قالت وسائل الإعلام الروسية، إن سفن الأسطول الروسي غادرت ميناء طرطوس السوري استنادا الى معلومات مؤيدة بصور للأقمار الاصطناعية نشرتها "Image Satellite International".

وأظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية يوم الأربعاء الماضي، إخلاء البحرية الروسية قاعدة طرطوس في سوريا، وأشارت الشركة عبر حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، إلى أن الصورة الملتقطة في 11 أبريل تكشف خلو طرطوس من السفن الحربية التي كانت تتواجد في مينائها سابقًا، وبينها فرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش"، المزودة بصواريخ "كاليبر" المجنحة، وسفينة إنزال "روبوخا" وناقلة "المهندس تروبين".

سفن اختفت

وعلقت الشركة على الصور بالقول: "معظم قوات الحربية الروسية اختفت من ميناء طرطوس. هذه السفن تم نشرها في البحر تحسبًا لضربات محتملة في وقت قريب. ولم تبقَ في الميناء إلا غواصة واحدة من طراز "كيلو"

وحسب (نوفوستي)، تلقى أفراد الطيران والنقل البحري بلاغاً من السلطات الروسية، بإغلاق المنطقة المحاذية للحدود البحرية السورية لإجراء رمايات تدريبية أيام 11 و12، و17 و19، و25 و26 أبريل ما بين العاشرة صباحا والسادسة مساء بتوقيت موسكو.

وتضم المجموعة العملياتية الدائمة للبحرية الروسية في البحر المتوسط حاليا نحو 15 سفينة حربية، بما فيها فرقاطتا "الأميرال غريغوروفيتش" و"الأميرال إيسن"، إضافة إلى عدد من الغواصات.