اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية أن مكافحة "الإرهاب" والموضوعات السياسية والعسكرية ستُتيح "إعادة بناء" العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة.

إيلاف: تطرق ماكرون خصوصًا في هذه المقابلة إلى جهده الدبلوماسي خلال الفترة التي شنت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات في سوريا، إثر هجوم كيميائي مفترض، حمّل الغربيون قوات النظام السوري مسؤوليته.

معقدة وناجحة
وقال ماكرون في المقابلة المخصصة للسياسية الخارجية "على محور العلاقات عبر الأطلسي، يجب إعادة صياغة الاستراتيجية مع دونالد ترمب مع التركيز على (الشق) السياسي العسكري ومكافحة الإرهاب".

وشدد على أنه "يتحدث إلى الرئيس الأميركي مع علمه التام بأن سياسته الخارجية تستجيب دومًا إلى أهداف سياسته الداخلية" من "منظور مناهض لإيران".

وأشار ماكرون إلى أن ترمب لم يُقرّر شن ضربات في سوريا إلّا بعدما تحدّث إليه، ورأى أنّ الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية على سوريا كانت "عملية معقدة ناجحة جدًا، ومنسّقة في شكل ملحوظ بين ثلاثة حلفاء".

الحرب ليست هدفنا
وقال إن ترمب "لم يكُن في الثامن من أبريل قد اتخذ قرارًا في شأن الرد على الهجمات الكيميائية، وقلتُ له إن (الرئيس السوري) بشار الأسد يختبرنا، وإنه ليس واردًا أن نشن حربًا على سوريا، ولكن بالنظر إلى الأدلة التي في حوزتنا، فإن ضربتنا المشتركة للمواقع الكيميائية حاسمة بالنسبة إلى مصداقيتنا (...)". 

واعتبر الرئيس الفرنسي أنّ "حوارًا حقيقيًا" فرنسيًا روسيًا بشأن سوريا قد "ساعد على بعث رسائل إلى النظام السوري، مع الأخذ في الاعتبار نهجنا في الحل السياسي لسوريا الغد".

ولفت ماكرون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين فهم أنني لست من المحافظين الجدد (...) أنا لا أريد شن حرب على النظام السوري". 

لتحكيم المنطق
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه أجرى محادثة هاتفية "هادئة" مع نظيره الروسي في اليوم الذي تم فيه شن الضربات، قائلًا "أعتقد أن (بوتين) فهم تصميمنا، وأنني أردت تجنّب التصعيد".

بعد ساعات من الضربات الغربية، دان بوتين "بأكبر قدر من الحزم" تلك الغارات، التي وصفها بأنها "عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة".

وفي اليوم التالي حذّر الرئيس الروسي من أن "هذه الأعمال إذا ما تكرّرت، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، ستتسبب حتمًا بفوضى في العلاقات الدولية".

أما في ما يخص الاتفاق النووي مع إيران، الذي قد يعلن ترمب انسحاب بلاده منه خلال أسبوع، فقال ماكرون: "أحاول أن أذكره بالمنطق وراء مختلف الملفات المتصلة بإيران..."، مبديًا تشاؤمه من قدرته على إقناعه حول المسألة خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن.