أكد الصدر الفائز الأول في الانتخابات العراقية الأخيرة خلال اجتماعه مع العامري، رجل إيران في العراق، أن تشكيل الحكومة الجديدة يجب أن يكون وطنيًا عراقيًا.. فيما دعا ائتلاف علاوي إلى الغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين.

إيلاف من لندن: بحث زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الانتخابي مقتدى الصدر بمقر إقامته في بغداد مع زعيم تحالف الفتح الانتخابي الذي حل ثانيا ويمثل الحشد الشعبي هادي العامري رئيس منظمة بدر الذي يعتبر رجل إيران الاول في العراق والعضو السابق في الحرس الثوري الإيراني.. بحثا "تطورات العملية السياسية في البلد وما أفرزته الانتخابات البرلمانية لعام 2018، حيث أكد الصدر على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبويّة بأسرع وقت ممكن لتتمكن من تقديم الخدمات للشعب وتعبّر عن تطلعاته المشروعة". 

وشدد على ضرورة أن يكون قرار تشكيل الحكومة قراراً وطنياً وأهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة التي تنتهج مساراً وطنياً في تشكيل الحكومة المقبلة"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي عقب الاجتماع الليلة الماضية وتابعته "إيلاف".

ومن جانبه، اكتفى العمري بتهنئة الصدر على الفوز الذي حققه تحالف سائرون في الانتخابات البرلمانية بالمرتبة الأولى بحسب البيان.

الصدر: الغوا الخضراء واكسروا فوهة البندقية

وفي ختام الاجتماع، قال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" انه "بعد ان بنى الشعب بصوته السلطة التشريعية (البرلمان) من خلال الملحمة الانتخابية الرائعة فعلى السلطة التنفيذية القادمة (الحكومة) ان تبني للشعب اسس العدل والرفاهية والامان لا ان تبني قصورا وجدرانا".

واضاف "كلا لجدر الخضراء وكلا للفساد وكلا للتحزب وكلا لازيز الطلقات".. مؤكدًا على انه "لابد ان تكسر فوهة البندقية ويقف ضجيج الحرب".

وتصدر تحالف سائرون المدعوم من الصدر نتائج انتخابات مجلس النواب التي جرت في 12 من الشهر الحالي بحصوله على 54 مقعدا يليه تحالف الفتح الممثل للحشد الشعبي برئاسة العامري بحصوله على47 مقعداً، بينما كان المركز الثالث من نصيب ائتلاف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي بحصوله على 42 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329.

وعلى الرغم من فوز كتلة "سائرون" بزعامة الصدر في الانتخابات البرلمانية وحصولها على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان إلا أن رجل الدين الشيعي البارز لا يمكنه أن يتولى رئاسة الوزراء لأنه لم يرشح نفسه في الانتخابات لكن فوز كتلته يمنحه وضعا قويا في مفاوضات اختيار من سيتولى المنصب ويرجح مراقبون أن يلعب دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة الجديدة. 

وجاء تأكيد الصدر على ضرورة عراقية ووطنية تشكيل الحكومة المقبلة في إشارة إلى تدخل إيران في مجرياتها حيث يقوم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومسؤول الملف العراقي الجنرال قاسم سليماني بإتصالات في بغداد لتشكيل الكتلة الاكبر التي تشكل الحكومة من القوى الشيعية الفائزة ومحاولته مصادرة الاستحقاق الانتخابي للصدر الذي كان انصاره قد احتشدوا في ساحة التحرير وسط بغداد احتفالا بالنصر في الانتخابات هاتفين "إيران برا برا.. بغداد حرة حرة".

ويوم امس، قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي "إنني أشعر بالسعادة لإجراء الانتخابات في العراق وسط استقرار وأمن كامل في هذا البلد". وأضاف أن "إجراء الانتخابات في العراق بشكل جيد وفي جو يسوده الأمن والاستقرار أمر مبارك".

 وكان ولايتي قال في تصريحات له خلال زيارته إلى بغداد قبل إجراء الانتخابات الاخيرة، إن بلاده "لن تسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق"، في إشارة إلى الصدر الذي يترأس تحالف "سائرون" الذي يجمع التيار الصدري بالحزب الشيوعي العراقي وقوى مدنية أخرى.

ائتلاف علاوي يدعو إلى الغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين

إلى ذلك، دعا ائتلاف الوطنية العراقي الانتخابي بزعامة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي إلى الغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين.

وقال الائتلاف في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه اليوم "تابعنا في الايام الماضية وبقلق كبير عملية العد والفرز وقد ثبت لدينا ان انتخابات الخارج والنازحين قد سادتها شبهات التزوير وتغيير الحقائق". 

وأشار إلى أنّ هذا الامر قد انعكس على استحقاق كتل معينة بل وحتى مرشحين من كتل مختلفة، وقد دفع هذا الامر العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية فضلاً عن المرشحين إلى رفع اصواتهم عالياً مطالبين بإلغاء نتائج انتخابات الخارج والنازحين وكذلك العد اليدوي خاصة للمناطق التي جرت فيها شكاوى بفقدان النزاهة ولما انطوت عليه من تزوير كبير وكما هو ثابت بمقاطع الفيديو وغيرها التي توضح عمليات التزوير وتواطؤ بعض الموظفين.

وشدد ائتلاف الوطنية على انه لذلك، فإنه يدعو المفوضية العليا للانتخابات إلى عدم اعتماد اصوات الخارج والنازحين واعتبارها لاغية والغاء ما يترتب عليها من نتائج.

وقد بلغ عدد المصوتين العراقيين في الخارج 179 الفا و329 ناخبا من مجموع 850 الف عراقي في الخارج يحق لهم التصويت.

يشار إلى أنّ ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي قد جاء بالمركز السادس في النتائج النهائية الرسمية للانتخابات لعام 2018 بحصوله على21 مقعدا برلمانيا توزعت في بغداد (8) نينوى (4) البصرة (1) الانبار (3) ديإلى (3) صلاح الدين (2).