الرباط: قال أناس الدكالي وزير الصحة المغربي إن نسبة التعاطي للمخدرات بكل أنواعها، حسب نتائج البحث الوطني الميداني الذي أجري خلال سنوات 2003 - 2006، ضمن الساكنة العامة المغربية من 15 سنة فما فوق، تصل الى 4.1 بالمائة، أي ما يناهز 800 ألف شخص؛ مشيرا إلى أن تعاطى المخدرات يتسم بهيمنة التعاطي للقنب الهندي بنسبة 3.93 بالمائة وبتعاطي الكحول بنسبة 2 بالمائة، أي ما يناهز 426 ألف شخص، واستهلاك المؤثرات العقلية بنسبة 0.18 بالمائة، والمذيبات بنسبة 0.04 بالمائة.

والى جانب هذا النوع من المخدرات، يضيف الوزير المغربي، تشير الإحصاءات الوطنية إلى تعاطي المخدرات القابلة للحقن، كالكوكايين بنسبة 0.05 بالمائة والمواد الأفيونية بنسبة 0.02 بالمائة، والتي قد تتسبب في مضاعفات على الصحة العامة، مثل انتشار التعفنات، كالإيدز والالتهاب الفيروسي الكبدي بي وسي والامراض المنقولة جنسيا وداء السل.

وشدد الوزير المغربـي، الذي كان يتحدث، الثلاثاء، خلال ندوة وطنية حول "إعمال مقاربة سياسية جديدة في مجال تعاطي المخدرات مبنية على الصحة، التنمية وحقوق الإنسان"، نظمتها، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، جمعية محاربة الإيدز بتنسيق وشراكة مع مجلس المستشارين والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بمقر مجلس المستشارين، أن وزارته اعتمدت، للتصدي لهذه الآفة الصحية، بتعاون مع شركائها، استراتيجية وطنية تهدف بالخصوص إلى "توسيع شبكة التغطية فيما يخص المراكز النفسية-الاجتماعية المتخصصة في طب الإدمان" و"تحسين الولوج لاستشارات الطب النفسي بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية بالنسبة لاضطرابات الإدمان والأمراض النفسية المصاحبة لها" و"دعم الكفاءات وبرامج التكوين المستمر لجميع العاملين والمتدخلين" و"توفير الأدوية الأساسية الخاصة اضطرابات الإدمان" و"دعم البرامج الوقائية من الأمراض التعفنية".

وأبرز الوزير المغربي أن المجهودات التي تم إطلاقها في هذا المجال مكنت من تحقيق عدد من الإنجازات، بينها إحداث 12 مركزا متخصصا في علاج الإدمان، بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وإحداث مصالح استشفائية جامعية مختصة في علاج الإدمان، فيما سيتم تعزيز هذا العرض بإنشاء مراكز ونقط استشارية متخصصة، بالإضافة الى وحدات استشفائية، وذلك ضمن برنامج 2018 - 2022، للوقاية والتكفل باضطرابات الإدمان، مع استقبال وتتبع حوالي 27620 مدمنا بمراكز الإدمان منذ انطلاق العمل بها، 6690 منهم لايزالون يستفيدون من خدمات هذه المراكز، ووضع برنامج العلاج الاستبدالي بالمطادون للمدمنين على المخدرات القابلة للحقن والذي يستفيد منه حاليا 1629 مريضا، حيث تم توسيع هذا البرنامج منذ 2014 لتمكين السجناء المدمنين على هذه المخدرات من متابعة علاجهم الاستبدالي داخل الوسط السجني.

وأكد الوزير المغربي أن بلاده اعتمدت استراتيجية خاصة حول حقوق الانسان ومكافحة الإيدز ، تهدف الى تعزيز واحترام حقوق الاشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، ومن ضمنهم مستعملي المخدرات عن طريق الحقن، مبرزا أن هذه الإنجازات قد مكنت المغرب من احتلال مركز الريادة بمنطقة شرق المتوسط وشمال افريقيا والاعتراف له بالخبرة والتجربة في هذا الميدان.