لندن: انتقل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على عجل من بروكسل حيث حضر اجتماعات حلف الناتو إلى مدينة البصرة للبحث مع المسؤولين فيها الاضطرابات والصدامات التي تشهدها منذ أيام بين المتظاهرين وقوات الأمن.. فيما دعا معصوم المتظاهرين إلى الهدود وحماية الممتلكات العامة والاجهزة الأمنية لضمان حرية التظاهر. 

وفور وصوله إلى البصرة قادما من بروكسل صباح اليوم فقدعقد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اجتماعا مغلقا مع القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة حيث "استمع إلى تقرير مفصل عن الاوضاع بالمحافظة وما يمكن اتخاذه من قرارات واجراءات لتخفيف معاناة ابنائها وايجاد الحلول المناسبة للمشاكل فيها" كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الجمعة تابعته "إيلاف".

ويسعى العبادي إلى تهدئة الاوضاع المضطربة في البصرة التي تشهد منذ خمسة ايام تظاهرات احتجاج واسعة ضد النقص في الخدمات الاساسية وتفشي البطالة حيث تصدت الشرطة للمتظاهرين بالرصاص ما ادى إلى مقتل شخصين واصابة اخرين بجروح. وقد امتدت الاحتجاجات خلال اليومين الاخيرين إلى محافظات جنوبية اخرى ما ينذر بتوسع الاحتجاجات واتخاذا منحها عنفيا.

وحذر العبادي من وجود ما اسماها بعناصر مندسة في صفوف المتظاهرين بمدينة البصرة وقال إن "هناك عناصر مندسة تريد الإساءة للتظاهر السلمي والقوات الأمنية".. مؤكدا حرص الحكومة على توفير الخدمات في البصرة بشكل سريع وعبر عن قناعته بأن "المواطن البصري لن يعرض أمن محافظته للخطر وهو أحرص عليها من غيره".

وقال وزير النفط جبار علي اللعيبي ان القوات الأمنية سيطرت على الأوضاع العامة في حقل غرب القرنة /2 موضحا في بيان امس ان متظاهرين حاولوا اقتحام احد المواقع النفطية في حقل غرب القرنة /2 و تسببوا في احراق بعض أبنية البوابة الخارجية والكرفانات واحراق سيارة للشرطة وإتلاف بعض الأجهزة الكهربائية والعبث بها فضلا عن الاعتداء على بعض الموظفين وأفراد القوات الأمنية التي تمكنت من التعامل مع الوضع واخراجهم من الموقع والسيطرة على الاوضاع وتأمينه.

وشدد على رفض الحكومة والوزارة الاعتداء على المنشآت النفطية والإخلال بالأمن العام مطالبا المتظاهرين باحترام القوانين وحماية الممتلكات العامة وعدم الانجرار وراء بعض الاجندات التي تحاول اثارة الفوضى والإضرابات في المحافظة.

وفي محاولة لتهدئة الاوضاع فقد اعلنت السلطات العراقية الخميس عن حزمة اجراءات لتهدئة غضب سكان محافظة البصرة واعلنت اللجنة الوزارية التي شكلتها الحكومة الثلاثاء الماضي لدراسة مطالب سكان البصرة الذين يتجاوز عددهم المليوني نسمة عن تخصيص 10 الف فرصة عمل وتنفيذ خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة الامد لمشاريع خدمية نصب وحدة تحلية المياه بطاقة 3 الاف متر مكعب وايقاف التجاوزات وضخ كميات من المياه لشط العرب لتقليل الملوحة مياه المحافظة.

 

العبادي خلال مشاركته بمؤتمر الناتو في بروكسل

 

وأكد اللعيبي وهو رئيس اللجنة حرص الحكومة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في محافظة البصرة والنهوض بالواقع الاقتصادي الزراعي والصناعي وذلك في بيان بعد انتهاء من سلسلة الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية مع رئيس واعضاء الحكومة المحلية للبصرة.

 معصوم يدعو المتظاهرين للهدوء والقوات الأمنية لحمايتهم

ومن جهته شدد الرئيس العراقي فؤاد معصوم على ضرورة حماية التظاهرات السلمية مع الإلتزام بالقانون ومنع اية مخالفات داعيا الحكومة المحلية في محافظة البصرة والحكومة الاتحادية في بغداد إلى العمل الجاد والفوري للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة واتخاذ خطوات جدية وعملية لتحسين الخدمات لا سيما الكهرباء والمياه والصحة والخدمات العامة ومعالجة الصعوبات التي يقاسي منها المواطنون في مختلف مناطق المحافظة.

وقال معصوم في كلمة له إلى العراقيين الجمعة تابعتها "إيلاف" ان عدداً من مناطق محافظة البصرة شهدت خروج تظاهرات وتجمعات احتجاجية لمواطنين معظمهم من العاطلين عن العمل وذوي الدخل الضعيف مطالبين بايجاد فرص عمل لهم وتوفير الخدمات كما يدعون إلى تحسين شروط حياتهم الاقتصادية والخدمية فضلا عن رفضهم مظاهر الفساد والاحباط في مختلف المجالات.

وأشار إلى أنّ "تلك الاحتجاجات تطورت لتشهد في وقت لاحق قيام متظاهرين معدودين باقتحام مقرات لمؤسسات نفطية في حقل القرنة والحاق اضرار في مبان وممتلكات تعود لدوائر حكومية ومكاتب لشركات نفطية أجنبية ما اسفر عن مواجهات أدت إلى سقوط جرحى واصابات بين المواطنين العزل.

ودعا معصوم المتظاهرين المحتجين إلى تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم الحاق الضرر بالمباني والممتلكات الحكومية ومقرات الشركات النفطية. وأكد رفضه لاي اعتداء على الموظفين الاجانب والعراقيين.. وطالب السلطات الأمنية إلى التحقيق العاجل بشأن اية تجاوزات ومحاسبة المقصرين... داعيا الحكومة المحلية في المحافظة والحكومة الاتحادية إلى العمل الجاد والفوري للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة.

ووجه معصوم القوات الأمنية في البصرة بحماية أمن المواطنين وضمان حق المتظاهرين بالتعبير السلمي عن مطالبهم ومشاعرهم.. وشدد على منع حرف التظاهرات عن مسارها الصحيح والعمل على حماية الأموال والاملاك العامة والخاصة.. كما دعا المتظاهرين إلى الابتعاد عن المؤسسات الحكومية الحيوية وحقول النفط.

اتفاقات لم تنفذ

وتشهد محافظة البصرة منذ ايام تظاهرات أدت إلى قطع الطرق وتوقف حركة الموظفين في الشركات النفطية ومركبات المدنيين في مواقع هذه الشركات وفي منفذ الشلامجة الحدودي مع ايران احتجاجا على تردي الخدمات وانعدام فرص العمل. 

يذكر أن اتفاقًا سابقًا بين وزارة النفط والشركات النفطية يقضي بتشغيل 80 بالمائة من ابناء المحافظة في هذه الشركات لكنه يبدو ان هذا الاتفاق لا ينفذ ما ترك شباب المحافظة التي تعد عاصمة العراق الاقتصادية يعانون البطالة اثر وقف التعيينات في معظم المؤسسات الحكومية منذ ثلاثة أعوام برغم انها تضم أضخم الحقول النفطية في البلاد فضلاً عن خمسة موانئ تجارية نشطة ومنفذ حدودي بري مع إيران وآخر مع الكويت. 

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 12 بالمائة حيث تشكل شريحة العمر دون 24 عاما نسبة 60 بالمائة من سكان العراق البالغ 38 مليون نسمة ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.