الخرطوم: ذكر مواطنون سودانيون أن السلطات حجبت مواقع شهيرة للتواصل الاجتماعي استخدمت في تنظيم الاحتجاجات، التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أسبوعين.

وقال مستخدمو "زين" و "إم.تي.إن" و "سوداني" إن الدخول إلى مواقع فيسبوك وتويتر وواتس اب لم يعد ممكنا إلا باستخدام شبكة افتراضية خاصة (في.بي.إن)، كما أفادت وكالة رويترز.

وتوسع النشطاء في استخدام تلك الشبكات الخاصة، رغم مشاكلها ورغم أن بعض السودانيين لا يعلمون بوجودها، في تنظيم وتوثيق الاحتجاجات.

وقالت منظمة نتبلوكس، وهي منظمة غير حكومية تدافع عن الحقوق الرقمية، إن البيانات التي جمعتها ومنها ما حصلت عليه من آلاف السودانيين المتطوعين، تؤكد وجود "نظام رقابة واسع النطاق على الإنترنت" في السودان.

وقال بدر الخرافي الرئيس التنفيذي لمجموعة زين لرويترز: "حجب بعض المواقع قد يكون لأسباب فنية خارج نطاق اختصاص الشركة".

وذكرت رويترز أنه لم يتسن الاتصال بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تراقب قطاع الاتصالات في السودان أو بشركة (إم.تي.إن) أو شركة سوداني للحصول على تعليق منها، كما رفضت تويتر وفيسبوك التي تملك تطبيق واتس اب، التعليق.

لجنة تقصي حقائق

وكان الرئيس السوداني عمر البشير أمر الثلاثاء بتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في العنف الذي رافق التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت البلاد، فيما دعت مجموعات سياسية إلى "نظام جديد" في البلاد.

وذكرت وكالة السودان للأنباء "سونا" أن الرئيس عمر البشير أصدر الثلاثاء "قرارا &جمهوريا بتكوين لجنة تقصي حقائق حول الأحداث الأخيرة برئاسة وزير العدل" محمد أحمد سالم.

وتأتي الأحداث الأخيرة بعدما رفعت الحكومة السودانية سعر رغيف الخبز من جنيه سوداني واحد إلى ثلاثة. وتحولت الاحتجاجات بشكل متسارع إلى مسيرات مناهضة للحكومة في الخرطوم وغيرها.&

وخلال الأيام الأولى من الحركة الاحتجاجية، أحرق المتظاهرون عدة مبانٍ ومكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.&

وتمكنت قوات مكافحة الشغب من تفريق المسيرات حتى الآن بينما اعتقل عناصر الأمن عدة قادة من المعارضة وناشطين في حملة أمنية استهدفت الأشخاص المشتبه بتنظيمهم الاحتجاجات.&

ويواجه السودان أزمة في النقد الأجنبي وسط ارتفاع معدلات التضخم رغم رفع واشنطن منذ اكتوبر 2017 الحصار الاقتصادي المفروض عليه.

وتصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 الذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير. وتبلغ نسبة التضخم حاليا 70 بالمئة بينما انخفضت قيمة الجنيه السوداني وسط نقص في الخبز والوقود في عدة مدن.&

والثلاثاء دعا تحالف من 22 &حزبا، غالبيتها متحالفة مع حكومة البشير، الى تنحيه وتشكيل حكومة إنتقالية.&

وقال التحالف في بيان وزعه في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن "النظام بتركيبته الحالية وعزلته السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية ليس في مقدوره تجاوز هذه الأزمة التي لا سبيل لتجاوزها الا بقيام نظام جديد".

وأضاف البيان "وعليه أصبح السبيل الوحيد لتدارك الانهيار السياسي والاقتصادي الوشيك اتخاذ إجراءات &استثنائية تشكيل حكومة انتقالية تجمع بين الكفاءات والتمثيل السياسي وفق برنامج أولويات يوقف الانهيار الاقتصادي وينهي عزلة السودان الخارجية السياسية والاقتصادية ويحقق السلام".

وفي مؤتمر صحافي منفصل صرح محافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير "نستهدف كبح جماح التضخم وخفضه إلى 27% خلال عام 2019، وإذا زدنا انتاجنا من البترول والقمح والسكر والأدوية يمكننا خفض التضخم وهذا ما نستهدفه في عام 2019".&