أسامة مهدي: في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الثامنة والتسعين التي احياها العراقيون اليوم، شدد الرؤساء العراقيون الثلاثة للجمهورية والحكومة والبرلمان عزمهم على بناء جيش قوي يمثل كل اطياف الشعب العراقي بعيدا عن التسييس والميول والاتجاهات. فيما شهدت بغداد مباحثات عراقية اميركية للتنسيق ضد بقايا تنظيم داعش، بينما قدمت السلطات توضيحا لظهور عسكريين اميركيين وسط بغداد.

وقال الرئيس برهم صالح في تغريدة على حسابه في تويتر تابعتها "إيلاف": "في ذكرى تأسيس الجيش العراقي نستذكر مآثر الجيش وتشكيلاته في الدفاع عن الوطن، وآخرها دحر إرهاب داعش وإننا إذ نبارك لشعبنا هذه الذكرى، نؤكد على ضرورة تعزيز قدرات الجيش وتمكينه كمؤسسة مهنية وطنية لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم وحامية للوطن ونظامه الدستوري الديمقراطي الاتحادي".

وقام الرئيس صالح بهذه المناسبة بوضع اكليل من الزهور على ضريح الجندي المجهول وسط العاصمة العراقية بحضور قادة الجيش وكبار المسؤولين.

عبد المهدي: الجيش لن يكون الا للدفاع عن العراق وحاميا لتنوعه

اما رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، فقد شدد الأحد على ان الجيش العراقي لن يكون الا جيشا للدفاع عن العراق ومصالح شعبه وسيبقى لكل العراقيين، مدركا انه حامي الاختلاف والتنوع والتعايش تحت سقف الدستور.

وقال خلال حضوره استعراضا عسكريا اقيم في مقر الكلية العسكرية بمناسبة الذكرى 98 &لتأسيس الجيش، في كلمة وجهها الى الشعب العراقي والقوات المسلحة، إن "المؤسسة العسكرية العراقية المشهود لها بالكفاءة والخبرة والمهنية قد خرجت اجيالا من خيرة الضباط والقادة والمراتب واسست لتقاليد عمل راسخة ومازالت تواصل العطاء، وان جيش العراق الباسل سيبقى لكل العراقيين متساميا ومدركا انه حامي الاختلاف والتنوع والتعايش تحت سقف الدستور وبيتنا الكبير العراق العزيز".

واضاف "لقد نجح الجيش العراقي في مهمة الدفاع والتحرير وابلى بلاء كبيرا في الحرب على الارهاب، وادى الى جانب هذه المهمة الصعبة واجب الحفاظ على الامن والاستقرار ولن يكون الا جيشا للدفاع عن العراق ومصالح شعبه".

وشاركت في الاستعراض قطعات من قيادة القوات البرية والبحرية والجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي وآمرية الانضباط العسكري والقوات الخاصة والكلية العسكرية وسرية المراسم.

كما حضر عبد المهدي الاحد حفل تخرج ضباط كلية الأركان المشتركة بالدورة 78، مشيدا بمهنية المؤسسة العسكرية حيث شهد الحفل تخرج 167 ضابطا من كلية الاركان المشتركة بدرجة الماجستير في العلوم العسكرية مع شارة ولقب الركن "دورة التدريب والبناء".

رئيس البرلمان لابعاد الجيش عن التسييس

ومن جهته، اكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على ضرورة بناء جيش قوي بعيد عن كل انواع التسييس والميول والإتجاهات.

وقال الحلبوسي في رسالة الى القوات المسلحة لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش "نفتخر بمهنيتكم العالية &وتضحياتكم العظيمة وبسالتكم الفريدة وسهركم في الدفاع عن الوطن ووحدته حين وقفتم طوال قرن من الزمن حاجزا منيعا تتكسر دونه كلُّ طموحات الأعداء فحققتم نصرا تاريخيا فقاتلتم بالنيابة عن العالم، ودحرتم داعش وطهرتم أرضكم منها، وقدمتم نموذجا فريدا في التضحية والشجاعة خلال تأدية مهامكم بمهنية عالية، انطلاقًا من عقيدتكم العسكرية المتمثلة في حماية السيادة العراقية والشعب والحفاظ على مؤسسات الدولة، والدفاع عن وحدة تراب الوطن".

وشدد على ضرورة دعم المؤسسة العسكرية الوطنية واستقلالها وضمان بقائها كصمام أمان بعيدة عن كل أنواع التسييس والميول والاتجاهات ممثلة كل ألوان الطيف العراقي معتمدة في تقييم أفرادها على المقاييس المهنية.

واشار الى ان البرلمان سيعمل مع الحكومة "ليكون جيشنا قويا وسندعم إبرام الاتفاقيات ذات الصلة التي تصب في مصلحة تعزيز قدراته تسليحا وتدريبا وسنقف إلى جانب حقوق الجرحى وعوائل الشهداء حتى تتحقق وسنسعى خلال دورة البرلمان الحالية إلى إصدار القوانين التي من شأنها تلبية متطلبات أبنائنا في مختلف الأجهزة الأمنية وبما يحفظ حقوقهم".&

مباحثات عراقية اميركية للتنسيق العسكري

وعلى الصعيد نفسه، بحث رئيس اركان الجيش العراقي الفريق اول الركن عثمان الغانمي مع نظيره الاميركي الجنرال مارك ميلي التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال العسكري.

واشار الغانمي الى ان علاقات العراق مع الولايات المتحدة قوية ومتينة، وقال "نحن على اتصال دائم ومستمر مع القادة والمستشارين الاميركيين الموجودين في العراق للتباحث والتنسيق حول دعم العمليات القتالية لما تبقى من فلول داعش الارهابي، بالإضافة الى دعم المجال الأهم وهو التدريب وتطوير قدرات القوات العراقية وخاصة الحدود"، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارة الدفاع تابعته "إيلاف".&

من جانبه، ثمن الجنرال ميلي الدور الذي قامت به القوات العراقية في التصدي للإرهاب واستطاعت دحره وطرده من العراق قائلاً "انتم قادة وجنود لكم الحق بأن تفتخروا بقواتكم بعد تدميركم لداعش الارهابي". مؤكدا الاستمرار بتقديم الدعم اللوجستي والمساعدة من اجل تطوير قدرات الجيش العراقي بجميع صنوفه.&

بغداد توضح حول ظهور عسكريين اميركيين وسط العاصمة

يشار الى انه مع احتفال العراق بذكرى تأسيس جيشه، فقد ظهرت في بغداد امس قوات اميركية بقيادة نائب قائد القوات الاميركية أوستن رينفورث وسط استغراب المواطنين.

واليوم، اوضحت قيادة قوات بغداد في بيان ان قائدها الفريق الركن جليل الربيعي قد تجول في بغداد يرافقه عدد من ضباط ركن القيادة وكذلك الصحافية الأميركية "جين آراف" من إذاعة NPR بعد ان كانت قد &قدمت طلب اجراء جولة ميدانية في العاصمة بغداد من أجل الاطلاع على الواقع الأمني فيها "وتكذيب مزاعم الصحافة الصفراء التي تروج لأعمال العنف والاقتتال في العاصمة".

واشارت القيادة الى انه قد رافق الصحافية خلال جولتها عدد من عناصر قوات التحالف الذين لم يكونوا بمهمة عسكرية، وانما اقتصرت مهمتهم على مرافقتها وليس تأمين الحماية لها.

وقالت انه خلال الجولة في شارع المتنبي، وبناءً على طلب عدد من القنوات الفضائية تم اجراء لقاءات مع الصحافية، والتي أشادت بدور القوات الأمنية العراقية، والقدرة العالية التي يتمتع بها في حفظ الملف الأمني ومحاربة الإرهاب، وكذلك أبدت اندهاشها لما شاهدته من استقرار أمني وأن الحياة طبيعية جداً ولا يوجد هناك ما يشير إلى أي اعمال عنف أو إرهاب وهذا ما نقلته في تقريرها التي أصدرته لاحقا والذي لقي ترحيبا كبيراً في المجتمع الأميركي الذي تفاجأ هو الاخر بالتقرير علما&ان الصحافية نفسها قد زارت العراق في الأعوام السابقة وشاهدت الاعمال الإرهابية التي كانت تعصف بالبلاد وسجلت معدلا عاليا من الجريمة.

وفي وقت سابق اليوم، طالب تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئاسة مجلس النواب باستضافة القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي وكبار القادة الامنيين بمن فيهم قائد عمليات بغداد &ومساءلتـهم حول وجود الجنود الاميركيين&في بغداد.