الرياض: أكدت الحكومة الأسترالية الأربعاء، أن المفوضيّة العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صنفت السعودية رهف محمد القنون لاجئة، وأنها تسلمت ملفها لتقييمه، وستدرسه كما تجري العادة في ملفات مماثلة.

في وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال غريغ هانت، وزير الصحة الأسترالي، لهيئة الإذاعة الأسترالية إن حكومته قد تمنح الشابة السعودية حقّ اللجوء الإنساني، بعدما انتقلت إلى عهدة الأمم المتحدة.

قالت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية إن كندا ساهمت في إقناع السلطات التايلاندية بعدم ترحيل القنون إلى السعودية، خصوصًا أنها فرت من أهلها في الكويت محاولة الذهاب إلى أستراليا من طريق تايلاند، قبل أن تحتجزها بانكوك وتصادر جواز سفرها، علمًا أن السفارة السعودية في تايلاند نفت نفيًا قاطعًا تقديمها أي طلب لبانكوك لتسليم رهف للرياض، من منطلق أن هذه مسألة شخصية، وعائلتها هي المسؤولة عنها، وأن السلطات التايلاندية أوقفت رهف لأنها خالفت القوانين، لا غير.&

لم نطلب استردادها

وأصدرت السفارة السعودية في بانكوك الثلاثاء بيانًا أكدت أن الرياض لم تطالب باسترداد رهف. وقال البيان: "إشارة إلى ما يثار بشأن قضية المواطنة، رهف محمد، وما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشأن، تود السفارة أن تؤكد عدم صحة ما تم تداوله بشأن قيام السفارة بأخذ جواز المذكورة منها واحتجازها في تايلاند"، مشيرة إلى ما أوضحته السلطات التايلاندية أنها أوقفت المواطنة لافتقادها للأوراق الرسمية المطلوبة.

وأكد البيان أن المملكة العربية السعودية لم تطالب باستردادها، وأن الموضوع شأن عائلي، لكه محل اهتمام وعناية السفارة.

وقال عبدالإله الشعيبي، القائم بأعمال السفارة السعودية في بانكوك: "الفتاة السعودية الهاربة خالفت قانون الهجرة في تايلاند، وتم إلقاء القبض عليها، إذ ينص نظام الهجرة التايلاندية على وجود حجوزات مؤكدة للطيران والفنادق والبرنامج السياحي، وبالتالي تم الإبلاغ عن مخالفتها نظام الهجرة، والتواصل مع سفارة بلادها".

أضاف، بحسب موقع "العربية": "تقضي الإجراءات الحكومية في تايلاند عند مخالفة نظام الهجرة بإعادتها إلى البلد الذي قدمت منه، وهي سعودية تسكن مع أسرتها ومتنقلة بين حائل والكويت".

وأضاف أنه تم التأكيد أن الفتاة لم تتعرض للعنف من عائلتها، ولجأت إلى وسائل التواصل الاجتماعي لكسب التعاطف.

تسييس واستغلال

كانت رهف جذبت الاهتمام في الأيام الماضية، مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي كي تضفي صبغة سياسية على مسألتها الشخصية، لتغطية قرارها الهرب إلى أستراليا، فوجدت أن طلبها الحماية وعدم إعاداتها إلى السعودية بزعم انها قد تتعرض للضرب&أو القتل أو التعذيب على يد عائلتها، يمكن أن يكون السبيل الأقصر إلى ترحيلها إلى أستراليا. ولقي هذا التسييس صدى لدى المتربصين بأي مسألة تتعلق بالمملكة العربية السعودية، من قريب أو من بعيد، كي تسيّسها، وتستغل أي تفصيل ولو كان هامشيًا في سبيل واضح، قرار الهجوم فيه على السعودية متخذ سلفًا، بحسب ما رأى مراقبون.

اللافت للنظر أن ثمة تناقضا واضحا في ما تقوله رهف، من ناحية قولها إنها أرادت منذ البداية التوجه إلى أستراليا، خصوصًا أنها ادعت في البداية أن على جوازها تأشيرة دخول إلى الأراضي الأسترالية، وأن بانكوك محطة لا أكثر.

ففي يوم الإثنين، غردت على صفحتها الشخصية بموقع تويتر بالإنكليزية: " I want Canada to give me asylum"، أي أريد كندا أن تمنحني حق اللجوء، فيما كانت قد غردت الأحد: " I seek protection in particular from the following country Canada/United States/ Australia /United kingdom, I ask any if it Representatives to contact me"، أي أنها تطلب الحماية من البلدان الآتية: كندا أو الولايات المتحدة أو أستراليا أو المملكة المتحدة، وتسأل ممثلي أي من هذه الدول أن يتصلوا بها.