كشف مصدر خاص لـ"إيلاف" عن تهديدات إرهابية لوفود مشاركة في قمة بيروت التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ما قد يضع القمة بكاملها في مهب الريح.

مجدي الحلبي من لندن: ما زالت التحضيرات اللبنانية لعقد القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في يومي 19 و20 يناير الجاري. لكن هل تعقد فعليًا هذه القمة؟

في معلومات حصرية حصلت عليها "إيلاف" من مصادر خاصة، أبلغت جهات استخبارية إقليمية دولًا عربية، بصورة مباشرة وغير مباشرة عبر الولايات المتحدة، بمعلومات دقيقة عن نية مجموعات لبنانية وغير لبنانية استهداف الوفود العربية التي ستستضيفها بيروت بهجمات إرهابية. ووصلت دقة المعلومات إلى حد تقديم تفاصيل التهديدات بأسماء المتورطين فيها وأماكن حصولها وتوقيته.

معلومات دقيقة

قال المصدر إن بعض هذه المعلومات الدقيقة هي التي دفعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إلغاء مشاركته والوفد المرافق له في القمة، وإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يتواجد في الشرق الأوسط نبّه مسؤولي بعض الدول التي زارها عبر مستشاره العسكري إلى معلومات من شأنها تغيير أوقات وصول وفودها.

أضاف المصدر أن ثمة احتمالا كبيرا أن تُلغى مشاركة وفود بكاملها، لأن طريقها من المطار إلى مكان إقامتها في بيروت محفوف بالمخاطر، كما أن مكان انعقاد القمة والطرق المؤدية إليه والفنادق التي سيبيت فيها أفراد الوفود غير آمنة بتاتًا.

وعلمت "إيلاف" أن المبعوث الأميركي إلى لبنان ديفيد هيل أبلغ بعض الأطراف اللبنانية بالأخطار المحدقة بالقمة، وببعض الوفود المشاركة فيها، متمنيًا على الأجهزة الأمنية اللبنانية معالجة الوضع سريعًا إذا كان لبنان يريد فعليًا عقد القمة على أرضه بنجاح.

ليست جديدة... ولكن!

علق مسؤول لبناني لـ"إيلاف" على هذه المعلومات المتعلقة بالتهديدات الأمنية، قائلًا إن هذه التهديدات ليست جديدة، "والأمن اللبناني قادر على معالجتها، وأمن الوفود الضيفة وسلامتها مهمان، وعلى الجميع التعاون لتأمينهما".

واستدرك المسؤول اللبناني قائلًا إن من الأفضل تأجيل القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية وعدم عقدها حاليًا في بيروت، في ظل الانقسامين الداخلي والعربي تجاه قضايا مهمة ومصيرية.

وأفادت مصادر مطلعة أن أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أعرب عن أمله في انعقاد القمة، على الرغم من كل العوائق، إلا أنه عبّر عن قلقه الشديد من التهديدات الأمنية واحتمال تعرض الوفود لعمليات إرهابية.

تجدر الإشارة إلى أن ليبيا أعلنت مقاطعتها القمة بعد إنزال عناصر تابعة لحركة أمل الشيعية، التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، العلم الليبي عن عامود خارج مقر انعقاد القمة، على خلفية قضية اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر التي يتهم بها نظام معمر القذافي. وقد تحذو حذوها دول أخرى بحجة استنكار الاعتداء على الهيبة الليبية وحرق أعلامها في بيروت.