الخرطوم: السودان الذي يشهد حركة احتجاجية منذ شهر، بلد تمزقه نزاعات منذ عقود ويحكمه الرئيس عمر البشير بقبضة من حديد منذ ثلاثين عاما.

بين الشرق الأوسط وإفريقيا السوداء

يقع السودان بين إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، تحده سبع دول هي جنوب السودان ومصر وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا، وله واجهة على البحر الأحمر.

قبل انفصال جنوب السودان، كان أكبر بلد في إفريقيا، لكن مساحته تبلغ اليوم 1,88 مليون كيلومتر مربع، جزء منها صحراوي.

أما عدد السكان فيبلغ عددهم 40,5 مليون نسمة (أرقام البنك الدولي في 2017) معظمهم من المسلمين، ويتسمون بتنوع كبير. اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد التي تطبق حكم الشريعة منذ 1983.

يحكم منذ 1989

يقود السودان الذي خضع للحكم الانكليزي المصري المشترك منذ 1898 حتى استقلاله في 1956، عمر البشير، بعد انقلاب عسكري دعمه الإسلاميون في 1989.

وقد انتخب البشير رئيسا في 2010 و2015 في انتخابات قاطعتها المعارضة.

في 2013، أسفرت تظاهرات غير مسبوقة احتجاجا على زيادة أسعار المحروقات أكثر من ستين بالمئة، عن سقوط عشرات القتلى، حسب الأرقام الرسمية، وأكثر من مئتي قتيل، حسب منظمة العفو الدولية.

في بداية 2018، تم احتواء تظاهرات ضد التضخم بسرعة، لكن الاحتجاج استؤنف بقوة في كانون الأول/ديسمبر مع زيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

حروب أهلية وحركات تمرد

شهد السودان حربا أهلية أولى من 1955 الى 1972، ثم حربا أهلية ثانية من 1983 الى 2005 بين الشمال والجنوب أوقعت مليوني قتيل.

في 2005، وقع اتفاق سلام بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان منح الجنوب حكما ذاتيا حتى استفتاء 2011 الذي حصل فيه على استقلاله في 09 تموز/يوليو.

في ربيع 2012، توترت العلاقات بين الشمال والجنوب في المناطق الحدودية الغنية بالنفط ودارت معارك بين الطرفين.

في شباط/فبراير 2003، اندلع نزاع بين القوات السودانية ومتمردين من أقليات إتنية تعتبر نفسها مهمشة في إقليم دارفور في غرب البلاد. أدى النزاع الى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون شخص.

في آذار/مارس 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

تضخم ونقص في المواد الأساسية

في 2011، شكل انفصال جنوب السودان ضربة قاسية للاقتصاد السوداني وحرمه من ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية والجزء الأكبر من عائداته من الذهب الأسود.

والاقتصاد السوداني متضرر أيضا من حظر اقتصادي أميركي عمره 20 عاما على خلفية اتهامه بانتهاكات لحقوق الإنسان و"الإرهاب". ورفع الحظر في 2017، لكن السودان ما زال مدرجا على اللائحة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب، ما يؤدي إلى ابتعاد المستثمرين عنه.

وتشهد البلاد تضخما تبلغ نسبته حوالى سبعين بالمئة وأزمة نقدية خطيرة. وتشهد مدن عدة نقصا في الخبز والمحروقات، ما تسبّب بحركة الاحتجاج الحالية.

وتشكل الزراعة وتربية الماشية بين 35 و40 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي، حسب البنك الدولي. وتضم البلاد عددا من مناجم الذهب غير المرخص بها.

السودان واحد من أفقر دول العالم ويحتل المرتبة ال165 على لائحة برنامج الأمم المتحدة للتنمية (تقرير 2016).

كنوز أثرية لم تستغل

شيدّت الحضارات القديمة في السودان عددا من الأهرامات أكبر من تلك التي بنيت في مصر لكنها ما زالت مجهولة إلى حد كبير.

وكان موقع جزيرة مروي (220 كلم شمال الخرطوم) الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) على لائحتها للتراث الإنساني، موضوع معرض في متحف اللوفر في 2010. واستوحت هذه الحضارة التي استمرت من القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن الرابع ميلادي، من الإرث الثقافي من مصر الفرعونية واليونان ثم روما، وأضافت إليه طابعها الإفريقي. لكن العديد من معالمها لم تستكشف بعد.