ما مدى أهمية انعقاد القمة الإقتصادية سياسيًا في بيروت، وهل تشير إلى رغبة عربية فعلية في إعادة الدور الرائد للبنان في المنطقة وإلى عودة الخليجيين إلى ربوع لبنان؟.

إيلاف من بيروت: ما مدى أهمية انعقاد القمة الإقتصادية في لبنان اليوم وما تمثله من ثقة العرب بلبنان سياسيًا وإقتصاديًا؟.

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أنه من الناحية النظرية يبقى انعقاد القمة في بيروت مهمًا، لكن إذا نظرنا إلى الدول العربية من مشرقها إلى مغربها، نلحظ أن الأماكن التي يمكن أن توحي بالثقة أمنيًا وسياسيًا أصبحت محدودة، وقد يكون لبنان بالمقارنة مع العواصم العربية يتمتع بالأمن، نظرًا إلى الوضع القائم في تلك الدول، ويبقى مركزًا أساسيًا للدول العربية، لكن يبقى الأهم أن نستخدم تلك الفرصة لإعادة الثقة بلبنان.

الحكومة
هل نشهد إنعكاسًا سياسيًا للقمة الإقتصادية في بيروت من خلال تفعيل موضوع تشكيل الحكومة؟. يجيب علوش أن تشكيل الحكومة يبقى غير مرتبط بانعقاد القمة في بيروت، لا قبلها ولا بعدها، وكان من المفترض تشكيل الحكومة قبل انعقاد القمة، كي نذهب إلى القمة مع وجود حكومة، وتبقى القضية، بحسب علوش، أن انعقاد القمة لن يغيّر شيئًا في تأليف الحكومة، وهما مساران منفصلان.

نتائج وحكومة
وردًا على سؤال هل عدم تشكيل الحكومة في لبنان سيضعف من وقع نتائج القمة الإقتصادية في بيروت؟. يجيب علوش أن عدم تشكيل الحكومة في لبنان يؤدي إلى فقدان نتائج ما قد يتقرر في القمة ومن فوائد على لبنان، كما يجري في كل المؤتمرات، من هنا المفروض أن تتشكل الحكومة سريعًا، وقد تكون دافعًا لتشكيل حكومة مع صعوبة الأمر في ظل الواقع الذي نعيشه منذ 10 أشهر.

تجاذبات وقمة
ولدى سؤاله بعد التجاذبات التي رافقت القمة واعتذار الرؤساء العرب عن الحضور شخصيًا إليها هل تهدأ الأمور سياسيًا في لبنان أم ستزيد الأمور حدة سياسيًا بعد القمة؟. يجيب علوش أن ما حصل خلال هذه الفترة يبقى من أجل تسجيل مواقف أدى الأمر إلى سجال قائم بين الأطراف السياسية وعلى المستوى الشعبي، وقد مر لبنان بظروف أصعب، ومن ثم عدنا بعدها إلى الهدوء النسبي سياسيًا.

القمم العربية
عن أهمية القمم العربية وهل من دور فعلي لها، يجيب علوش أن بعض القمم العربية شكلت محطات تاريخية، لكن عمليًا العبرة ليست بالقمم وانعقادها، بل في تطبيق المقررات، ولا يبدو أن القمم المتعاقبة أدت إلى تغيير موضوعي في الدول العربية وشعوبها.

ما مدى تأثير تلك القمة على العلاقات اللبنانية الخليجية؟. يلفت علوش إلى أن القمة مجرد انعقادها يشير إلى رغبة على الأقل من جزء كبير من الدول العربية، وخصوصًا الخليجية، في إعادة الدور الى لبنان والعودة إليه، وهناك حراك برعاية روسية وأميركية لتغيير بعض الوقائع، ومنها الوجود الإيراني في العراق ولبنان وسوريا، وقد يكون مؤشرًا إلى عودة العرب إلى لبنان وسوريا، من خلال القمة الإقتصادية، ويجب انتظار المقررات، لكن يبقى أن مستوى التمثيل غير مشجع في الوقت الحالي.

بمعنى سنشهد عودة للخليجيين إلى ربوع لبنان بعد القمة؟. يؤكد علوش أن هذا مرتبط بمدى خروج إيران من المنطقة، والدخول العربي إلى المنطقة سيكون بموازاة الخروج الإيراني. أما إذا استمرت الأمور غير واضحة فستكون العودة العربية متأخرة.

يلفت علوش إلى أن المنتظر من القمة قد يكون أقل من الواقع، ونتوقع من التجارب السابقة أن قرارات القمم تكون عالية، ولكن الإنجازات ضئيلة.

أما هل يستفيد لبنان سياسيًا من تلك القمة؟، يؤكد علوش أنه مجرد انعقادها يعتبر نوعًا من تحسين المعنويات السياسية رغم أن المسار الذي حصل من تهديد الوفود والإعتذارات من القادة على مستوى التمثيل تخفف كلها من وهج هذا الواقع.


&