أسامة مهدي: بعد ساعات من تجدد الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة العراقية الجنوبية واحراق مقر للشرطة، انطلقت اليوم دعوات لاعتبار المحافظة منكوبة وادارتها من قبل عبد المهدي وإقرار خطة إنقاذ خدمية ميدانية لها فيما وجه ناشطون نداء استغاثة الى ترمب.

واكدت &المفوضية العراقية العليا لحقوق الأنسان قلقها البالغ "شهراً بعد شهر" من الأوضاع الإنسانية في محافظة البصرة وحركة الاحتجاجات الجارية فيها.

وعبرت في بيان صحافي السبت تابعته "إيلاف" عن استغرابها الشديد مما قالت انه "عدم ايفاء الحكومة المركزية بتعهداتها ازاء البصرة وعظيم معاناتها وتضحياتها في إيجاد فرص العمل وعدم التعامل الجدي مع موضوع العمالة في شركات التراخيص النفطية والاستمرار بغض النظر عن العمل بالمشاريع الاستراتيجية الخدمية لانهاء أزمة المياه وألطاقة وهو ما يؤدي إلى استمرار الاحتجاجات التي هي حق بسيط من حقوق مواطنيها".

وطالب مكتب المفوضية في محافظة البصرة حكومتها المحلية بعقد جلسة طارئة بحضور ممثلي البصرة في مجلس النواب لدراسة وإيجاد الحلول لمشاكل المحافظة موضحا انه سيقدم تقريرا مفصلا عن واقع حقوق الإنسان في البصرة والمعالجات المطلوبة لها.

وحذرت المفوضية من خطورة تداعيات تصاعد موجة التظاهرات المطالبة بالخدمات نتيجة مواجهتها "بإهمال متعمد وعجز حكومي أتحادي و محلي واضح لمعالجة معاناة واطنيها".&

وشددت على ضرورة أعتماد الجدية والسرعة في أنجاز واستكمال المشاريع الخدمية المرتبطة بتحسين الواقع المعيشي بأعتباره حقا أساسيا مكفول دستوريا ودوليا لمواطني المحافظة التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة.&

محافظة منكوبة

وطالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي "بأعلان محافظة البصرة &مدينة منكوبة خدميا وأدارتها من قبله من موقع أدنى وأقرار خطة أنقاذ خدمية ميدانية للمحافظة لا تتجاوز الستين يوما ثم يجري أثرها تقييم كفاءة ومهنية وزراء الخدمات ومدراء الادارات الخدمية في المحافظة وبما يسهم في حشد جهد الدولة الوطني وتوفير الخدمات والحياة الكريمة للمواطن العراق".
&
ناشطون يستغيثون بترمب

ومن جهتهم وجه ناشطون في محافظة البصرة نداء إستغاثة الى الرئيس الاميركي دونالد ترمب لتوجيه الجيش الاميركي بالتدخل والقضاء على ما اسموها "العصابات المسلحة" التي تسرق نفط المحافظة وأغتالت متظاهرين وناشطين شاركوا في التظاهرات الاخيرة.

وقال الناشطون في رسالتهم باللغتين العربية والانطليزية الى ترمب والتي نشرتها وكالة "بغداد اليوم" أن ابناء محافظة البصرة "يطالبونك" بأنقاذ محافظتنا البصرة من العصابات المسلحة" التي تسرق نفط البصرة منذ سنة 2003 والى يومنا هذا ويرسلونه الى ايران والى الجهات الارهابية التي تمولهم بالاسلحة".. مضيفين بالقول " لقد قمنا بالتظاهرات الكبيرة ضد هذه العصابات ولكن كان القمع والتعذيب والقتل والاغتيالات هو الرد علينا".

واكدوا افتقاد مواطني المحافظة الى "ابسط وسائل العيش مثل الماء والكهرباء.. نحن نطالب بالاصلاح والتعيينات للشباب العاطل عن العمل واكثرهم من الخريجين واصحاب الشهادات العليا ولكن المجاميع المسلحة تحتكر التعيينات لصالحها ولصالح احزابها وعصاباتها.. انهم يقومون بقتل كل من يتفوه بكلمة ويقف ضدهم وانهم يتخذون من القصور الرئاسية الموجودة في محافظة البصرة مقراً لهم وفي التظاهرات الاخيرة قاموا بأطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وقتلوا الكثير من الشباب العزل الابرياء الذين يطالبون بحقوقهم وقاموا بأغتيال الناشطين المدنيين امام بيوتهم وفي الشوارع والاسواق".

وطالب الناشطون الذين وقعوا رسالتهم بأسم "شباب محافظة البصرة" الرئيس الاميركي ترمب "بالتدخل السريع لانقاذنا من هذه العصابات المسلحة القذرة.. نحن لدينا علم بان الجيش الاميركي قد دخل الى العراق ونحن نرحب بذلك كل الترحيب لاننا نعتقد بأن هذا الجيش له القدرة على انقاذ البصرة والعراق والعراقيين من هذه العصابات الفاسدة.. نأمل ان تستجيب لنا". &&

احتجاجات في محيط مقر الحكومة المحلية واحراق مركز للشرطة

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من قيام محتجين الليلة الماضية بأضرام النار بمبنى للشرطة ونقطة تفتيش بالقرب من مبنى المحافظة احتجاجا على الفساد وعدم تلبية مطاليبهم بتوفير فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات الضرورية.

واشار مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة البصرة مهدي التميمي الى ان المتظاهرين قاموا بقطع الطريق المؤدي الى مقر المحافظة قرب تقاطع القوة البحرية واشعال النار في الاطارات وحرق كرفان للشرطة.

واضاف ان القوات الامنية وتشكيلات مكافحة الشغب قامت بتطويق موقع التظاهرة واعتقلت متظاهرين اثنين . واوضح ان المكتب سيقوم بمتابعة اوضاع المعتقلين القانونية والانسانية و توفير اجراءات الاحتجاز العادلة.

وقد طالب المتظاهرون بايجاد فرص عمل للشباب العاطلين وتحسين الخدمات في مناطق المحافظة التي تعاني الاهمال واعادة تشغيل المشاريع المتوقفة بعد ان تسلمت حكومة البصرة الاموال المخصصة لها.

واكدوا بانهم سيستمرون في الاحتجاجات لحين استجابة الحكومتين المحلية والمركزية للوعود التي قطعتهما لاهالي البصرة ولم تنفذها لحد الان.

وتشهد محافظة البصرة تظاهرات منذ الصيف الماضي للمطالبة بحل حكومتها المحلية وإقالة المحافظ وتقديمه للقضاء وأختيار محافظ مستقل وتقديم المحافظين والمسؤولين السابقين في المحافظة الى القضاء اضافة الى طرد العمالة الاجنبية غير الماهرة واستبدالها بالعراقية فضلا عن حل مشكلة المياه ومحاسبة الفاسدين ونزع السلاح وحصره بيد الدولة والاسراع بتنفيذ وعد الحكومة السابقة بمنح البصرة 10 ألف درجة وظيفية.

وكانت المحافظة قد شهدت في تموز يوليو الماضي احتجاجات غاضبة واسعة أحرق خلالها المتظاهرون مبنى الحكومة المحلية ومقار عدد من الاحزاب إضافة الى مبنى القنصلية الايرانية.

وقد تجددت احتجاجات البصرة خلال الاسابيع الاخيرة للضغط على الحكومة الجديدة التي يقودها عادل عبدالمهدي من اجل العمل على تحسين الظروف المعيشية وإيجاد فرص عمل للعاطلين وتوفير الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب حيث تشهد التظاهرات أعمال عنف بين الحين والآخر بين المحتجين والقوات الأمنية أسفرت منذ الصيف الماضي عن مقتل 9 محتجين واصابة العشرات واعتقال اكثر من مائة منهم اطلق سراح معظمهم فيما بعد.