إيلاف من لندن: طلب القطب الاعلامي الملياردير روبرت مردوخ من الحكومة البريطانية تخفيف التعهدات التي قدمها منذ نحو اربعين سنة بضمان استقلال صحيفة التايمز وشقيقتها الاسبوعية صندي تايمز.

وكانت الحكومة البريطانية أجبرت مردوخ على تقديم ضمانات باحترام الاستقلال التحريري للصحفيتين العريقتين قبل ان ينال موافقتها على شرائهما وضمهما الى امبراطوريته الاعلامية في عام 1981.

كما منعت الضمانات تقاسم الموارد بين الصحيفتين. وبعد عام أو نحو ذلك استقال هارولد ايفنز رئيس تحرير التايمز متهماً مردوخ بالتدخل في ادارة الصحيفة، كما افادت صحيفة الغارديان.

وقدم مردوخ طلبه تخفيف هذه التعهدات الى وزير الثقافة البريطاني جريمي رايت من خلال شركة نيوز يو كي التي يملكها في المملكة المتحدة طالباً الغاء بعض الضمانات القانونية والسماح للصحيفتين بتقاسم المحتوى والعاملين.

ونقلت صحيفة الغارديان عن متحدثة باسم شركة نيوز يو كي قولها ان إدارة الصحيفتين ستبقى منفصلة بغرفة اخبار ورئيس تحرير لكل منهما.

وفي حال موافقة الحكومة على الطلب سيتمكن مالك الصحيفتين من السعي الى اجراء تخفيضات كبيرة بالتكاليف في الصحيفتين اللتين يبلغ عدد اعضاء أسرة التحرير فيهما 505 أشخاص.

وقال جون ويذرو رئيس تحرير التايمز "ان ضغوط الكلفة التي تواجهها صناعتنا تعني ان علينا أن ندير غرف اخبارنا بأكبر قدر ممكن من الحرص وعلينا ان نبقى تنافسيين في سوق تزداد صعوبة لنتمكن من الاستمرار في بناء مستقبل مستدام لصحافة التايمز".

وصرح مارتن اينفز رئيس تحرير صندي تايمز قائلا "اننا لحماية صوتنا المتميز نحتاج الى حرية العمل بصورة أوثق لتفادي التكرار واستثمار المزيد في صحافة تحديد الأجندة التي اشتهرنا بها".

ومن المتوقع ان تدعو وزارة الثقافة ذوي العلاقة في سوق الصحف الى ابداء تعليقاتهم قبل ان تبت بطلب مردوخ إرخاء الضمانات وبذلك تمكين صحيفتيه من تقاسم الموارد والخدمات وحتى الصحفيين.

وقال متحدث باسم وزارة الثقافة "ان شركة نيوز يو كي تعتقد ان مثل هذا التقاسم خطوة ضرورية للتخفيف من التحديات المالية التي ستواجه الصحيفتين في المستقبل".

واضاف ان الوزير سيدرس الطلب "بطريقة شبه قضائية من خلال عملية عادلة وشفافة".

وأعلنت الشركة المالكة لصحيفتي التايمز وصندي تايمز مؤخراً ان ارباحها قبل الضريبة بلغت 9.6 مليون جنيه استرليني في السنة المالية المنتهية في 1 يوليو 2018 بعد خسائر بلغت 6.5 مليون جنيه استرليني في السنة السابقة.

وكشفت الشركة المالكة لصحيفتي ذي صن وصن اون صندي، التي تنتمي هي ايضاً الى امبراطورية مردوخ، ان خسائرها قبل الضريبة زادت أكثر من ثلاث مرات الى 91.2 مليون جنيه استرليني في الفترة نفسها.

واكدت شركة نيوز يو كي ان ايرادات الاعلان ازدادت خلال هذه الفترة لأول مرة منذ سبع سنوات وان نمو الاعلان في الطبعات الرقمية يعوض عن استمرار تراجعه في الطبعات الورقية.

وكان مردوخ تحرك لشراء التايمز وشقيقتها الاسبوعية صندي تايمز بعد دخوله سوق الصحف البريطانية عام 1968 متفوقاً على روبرت ماكسويل في شراء نيوز اوف ذي وورلد التي كانت اوسع الصحف الاسبوعية البريطانية انتشاراً، ثم شراء ذي صن بعد عام.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/media/2019/jan/18/times-owner-seeks-to-relax-editorial-independence-rules-murdoch