بهية مارديني: كشف مصدر كردي لـ"إيلاف" عن البنود التي تشكل ثوابت الإدارة الذاتية للأكراد، حيال مفاوضات مع النظام السوري.

وتحدث المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، عن "وحدة الأراضي السورية وأن النظام &في سوريا نظام جمهوري ديمقراطي، وأنّ الإدارات الذاتية جزء من هذا النظام".

وقال: يجب أن يكون للإدارات الذاتية ممثلون في البرلمان في المركز دمشق وإلى جانب العلم السوري، يجب أن تكون هناك أعلام تمثل الإدارات الذاتية".

واعتبر أن "الدبلوماسية في مناطق الإدارات الذاتية لا بدّ أن تُسير بما لا يتعارض مع مصالح الشعب السوري، والدستور".

وقال أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يجب أن تكون: "جزء من الجيش السوري، والمسؤولة عن حماية الحدود السورية وأن قوى الأمن الداخلي في مناطق الإدارات الذاتية تعمل وفق المجالس المحلية بما لا يتعارض مع الدستور السوري".

وشدد أيضا على "أن التعلم باللغة الأم (الكردية) وهي أساس التعليم في مناطق الإدارات الذاتية، واللغة العربية هي اللغة الرسمية في عموم سوريا. وفي مناطق الإدارات الذاتية يتم التعليم باللغات المحلية في كليات التاريخ والثقافة واللغات والآداب وما يماثلها".

وشدّد على أنه يجب توزيع الثروات السورية على المناطق السورية "بشكل عادل".

مفاوضات جارية

ويخوض الأكراد مفاوضات مع النظام منذ أسابيع، وكان القيادي الكردي البارز، ريدور خليل، قد أكّد لوكالة “فرانس برس”، وجود مفاوضات مع النظام السوري "للتوصل إلى صيغة نهائية لإدارة شؤون مدينة منبج".

وقال إنه "في حال التوصل إلى حل واقعي يحفظ حقوق أهلها، فبالإمكان تعميم تجربة منبج على باقي المناطق شرق الفرات"

في حين نشرت صحيفة الشرق الأوس في عددها أمس، وثيقة من 11 بندا قالت إنّ الأكراد وجهوها إلى الروس وتختزل نظرتهم للمفاوضات مع النظام.

وكانت مصادر كردية تحدثت لـ"إيلاف" عن جهود روسية للوساطة بين الأكراد والنظام السوري عبر محاولة كسر الحواجز العالقة والتحدث عنها بانفتاح خلال زيارة قام بها مسؤولون أكراد الى موسكو أخيرا، والإيضاح بشفافية القضايا الخلافية عبر خريطة طريق متكاملة، وخاصة أن الجهود السابقة وجلسات الحوار التي خاضها الأكراد لتقريب وجهات النظر مابين مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) وبين النظام لم تسفر عن نتائج.

في الفترة الأخيرة وبعد التصعيد التركي وتهديده باجتياح منبج، ظهرت مسارات جديدة عبر جهود روسية لدعم حوار الأكراد مع النظام منجهة، وعبر جهود أميركية ووساطات ومبادرات لدعم حوار الأكراد مع أنقرة، من جهة ثانية.

وتحدث مسؤولون في وزارة الخارجية السورية الشهر الجاري عن ثقة النظام في الوصول الى نتائج الحوار مع الأكراد في الادارة الذاتية وهو مايحدث للمرة الأولى.

خلافات&

ولكن سرعان ما ظهر خلاف جديد حول المنطقة الآمنة في شمال سوريا التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب والشكل المنتظر الذي يريد كل طرف تحقيق مصالحه من خلاله.

وقالت جريدة الشرق الاوسط إن تركيا تريد فرض شروطها على المنطقة بينما يختلف معها الأكراد والروس والأميركيون، في ستة أمور أساسية، أولها "حول عمق المنطقة اذ تريد أنقرة أن يمتد عمق الشريط الأمني إلى 32 كيلومتراً، فيما وافقت واشنطن مبدئياً على 10 كيلومترات. واقترحت موسكو أن يكون العمق بين 5 و10 كيلومترات، فيما طالب قائد وحدات حماية الشعب الكردية سيبان حمو بأن تكون المنطقة في الطرف التركي من الحدود".

تتعلق الخلافات أيضا بحماية المنطقة واسمها حيث "تريد تركيا أن تكون المنطقة آمنة أي أن تتضمن حظراً جوياً. لكن موسكو تقبل منطقة عازلة من دون حظر جوي، فيما طالب الأكراد بـ«حظر جوي» لحمايتهم من تركيا".

وحول وجود "الدولة السورية"، والكلام لذات المصدر الذي تحدث لـ"إيلاف"، فإنّ أنقرة تتمسّك برفض أي وجود لقوات الحكومة السورية، فيما تقترح موسكو انتشار قوات الحكومة على الحدود ضمن مبدأ السيادة السورية.

أما لجهة الملف مع الأكراد: ففي 23 من الشهر الماضي، اتصل الرئيس دونالد ترمب بنظيره رجب طيب أردوغان لضمان "حماية الأكراد بعد انسحاب أمريكا، كما أن "جون بولتون حذر من الهجوم على الأكراد، الأمر الذي أغضب إردوغان.&

وتقول أنقرة إن «وحدات حماية الشعب» لا تمثل كل الأكراد، فيما تتمسك موسكو بالوصول إلى ترتيبات تتضمن مصالح وحماية الطرفين”.

وهناك خلاف حول إدارة المناطق، اذ تقترح أنقرة تشكيل مجالس محلية تضم أشخاصاً لا علاقة لهم بـ«الوحدات». وتوافق موسكو على تشكيل مجالس محلية، فيما يقول الأكراد إن المجالس الموجودة منتخبة.

اضافة الى كل ذلك تبدو الأمر متشابكة لجهة علاقة المناطق بالمركز، حيث "تريد أنقرة إجراءات وترتيبات تبعد هذه المناطق عن سلطة الدولة المباشرة، فيما تتمسك موسكو تأييداً لدمشق بعودة كاملة لسلطة الحكومة على هذه المناطق. ويقترح الأكراد الاعتراف بـ"الإدارة الذاتية".