إيلاف من دبي: تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة بقوة وتسرع الخطى لدخول عالم الهايبرلوب المعروف باسم الكبسولات فائقة السرعة التي تزيد سرعتها عن 1100 كيلومتر في الساعة الواحدة لنقل الأشخاص والبضائع، للحاق بالمعرض الدولي إكسبو 2020 الذي تستضيفه إمارة دبي ويشهد التحضير له اهتماما بالغا من قبل الإمارات. حيث إنه من المقرر الانتهاء من القسم الأول لعملياته التشغيلية بحلول موعد معرض إكسبو 2020، وهي المرحلة التي يبلغ طولها 10 كيلومترات. وسيتم تطوير المشروع على عدة مراحل انطلاقا من مسافة 10 كم كمرحلة أولى، استعدادا لإنشاء شبكة "هايبرلوب" تجارية تغطي أنحاء الإمارات وخارجها.

الإمارات الأولى عالميا

وستشهد دولة الإمارات إنشاء أول نظام هايبرلوب تجاري في العالم. ويتخذ المشروع موقعه في أرض مملوكة من قبل شركة "الدار" بمنطقة سيح السديرة في أبوظبي، بالقرب من مشروع "الغدير السكني" التابع للدار العقارية، بين إمارتي دبي وأبوظبي، بالقرب من موقع تنظيم معرض "إكسبو 2020" ومطار آل مكتوم الدولي.

وأكدت شركة هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز أن المشروع يسير بخطى سريعة في إطار الجدول الزمني المحدد له، موضحة أن أنظمة هايبرلوب تستخدم المغناطيس لتخفيف وزن حجيرات داخل أنبوب مفرغ من الهواء، ما يخلق ظروفا تسمح لها بنقل الأشخاص والبضائع بسرعات بسرعة فائقة.
وذكرت أن تكلفة نظام هايبرلوب أبوظبي - دبي تتراوح بين 20 و40 مليون دولار للكيلو متر الواحد، وأن المشروع سيحقق أرباحا للدولة بعد تغطية تكلفته الاستثمارية في غضون 8-15 عاما.

مرحلة البناء.. الربع الأول من 2019

وأفادت الشركة أنها تخطط للبدء في بناء خط هايبرلوب فائق السرعة لشبكة النقل في أبوظبي في الربع الثالث من 2019. وذلك بناء على الاتفاقية التي وقعتها الشركة مع شركة الدار العقارية، والتي عند تنفيذها سيتم إطلاق مشروع نظام "هايبرلوب" ومركز الابتكار "إكس أو سكوير" الخاص بالشركة، ومركز زوار هايبرلوب، حيث ستجري عمليات الإنشاء على أرض سيح السديرة في أبوظبي بين دبي وأبوظبي، قرب موقع معرض إكسبو 2020 ومطار آل مكتوم الدولي في دبي.

وأضافت أنه تم إنجاز وتسليم أول كبسولة ركاب لنظام "هايبرلوب" في اسبانيا، ومن المقرر تجميع الكبسولة واختبارها في مدينة تولوز الفرنسية، قبل أن يتم تركيبها في دولة الإمارات وفق الجدول الزمني لإنشاء هذا الخط فائق السرعة بالدولة. لافتة إلى أن تكلفة المشروع تتباين باختلاف تضاريس المنطقة التي يمر بها، حيث تختلف المنطقة الصحرواية عن المناطق الزراعية أو وسط المدينة. وأوضحت أن المشروع لن يشهد استمرار الإنفاق الحكومي عليه بشكل مستمر، لأنه سيكون قادرا على تغطية تكاليفه في خلال عقد تقريبا من إنشائه، وهو ما يعد بالشيء الإيجابي والمميز لهذا المشروع العالمي الذي سيحدث طفرة غير مسبوقة في عالم النقل البري، ويعد بديلا قويا لقطارات السكك الحديدية.

12 دقيقة بين دبي وأبوظبي

وفي حال نجاح ذلك المشروع الضخم الذي يستهدف تغطية مسافة 150 كيلو مترا بين إمارتي أبوظبي ودبي، فإنه من الممكن لسكان الإمارات الانتقال من دبي الى أبوظبي في 12 دقيقة فقط، وبالتالي إذا تم تعميم ذلك المشروع على منطقة الخليج العربي فيمكن لسكان المنطقة السفر بين عدد من دول الخليج في وقت مختصر جدا، إذ إن الرحلة بين دبي والدوحة تستغرق قرابة 23 دقيقة، وبين دبي ومسقط 27 دقيقة، وبين دبي والرياض 48 دقيقة.

كبسولة كل 30 ثانية

ويعد هذا المشروع الذي تعمل على تطويره شركة هايبرلوب، ثوريا في وسائل النقل فائقة السرعة، حيث يعمل على انتقال حجيرات القطار في ظروف شبه مفرغة من الهواء، وذات احتكاك ضعيف أو معدوم لزيادة سرعتها التي قد تصل إلى 1100 كيلومتر بالساعة وتستطيع كل كبسولة حمل نحو 20 راكبا، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد دون أي مشكلة أو خطر لاصطدام الكبسولات ببعضها أو خروجها عن المسار، كما توجد مسافة أمان بين كل كبسولة وأخرى تبلغ خمسة أميال.
وتعد شركة هايبرلوب ترانسبورتيشن تكنولوجيز واحدة من بين شركات عديدة تعمل على تقنية النقل، والتي تعرف بنفس الاسم، إضافة الى أن هذه التقنية أطلقها رجل الأعمال والمخترع الأميركي من أصول جنوب إفريقية إيلون ماسك البالغ من العمر 45 عاما، وقد أسس شركة سبيس إكس وشركة تصنيع السيارات الذكية تيسلا موتورز.

&