دبلن: أصدرت الشرطة في إيرلندا الشمالية الاثنين تحذيرا أمنيا في ديري بعدما تلقت بلاغا عن حافلة مخطوفة بينما أوقفت شخصا خامسا على ارتباط بتفجير سيارة وقع السبت في المدينة ونُسب إلى مجموعة جمهورية منشقة.

وزاد التفجير القلق بشأن مخاطر زعزعة بريكست للسلام الذي تم التوصل إليه بصعوبة في المقاطعة البريطانية.

وتم التوصل إلى مسودة اتفاق بشأن بريكست بين لندن وبروكسل لكنها قوبلت برفض واسع في الأوساط السياسية البريطانية حيث شكلت مسألة الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا أبرز النقاط الخلافية فيه.&

وأفاد جهاز الشرطة في إيرلندا الشمالية عبر "تويتر" "تحذير أمني حاليا في ديري/لندنديري في منطقة الطريق الدائري بعد بلاغ عن خطف حافلة حوالي الساعة 11,30 من قبل ثلاثة رجال ملثمين ألقوا بشيء ما في الخلف قبل أن يتركوها".

وقال الرقيب في الشرطة غوردون ماكالمونت في بيان "نتوقع إرباكات كبيرة بينما نعمل على تأمين الموقع". وذكرت الشرطة كذلك أنها أوقفت رجلا يبلغ من العمر 50 عاما بموجب قانون الإرهاب كجزء من التحقيق الجاري بشأن السيارة المفخخة التي انفجرت السبت خارج محكمة في مدينة ديري الحدودية التي تعرف كذلك باسم لندنديري.&

وتم الأحد توقيف أربعة رجال يبلغون من العمر 42 و34 عاما إلى جانب اثنين في الـ21 من عمرهما. وقالت الشرطة إنها تعتقد أن مجموعة شبه عسكرية تطلق على نفسها "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد"، تقف خلف التفجير.

وقال مارك هاملتون من جهاز الشرطة في إيرلندا الشمالية لإذاعة "بي بي سي" "لم أر جهازا كهذا يتم استخدامه منذ مدة طويلة. إنه تكتيك عالي المخاطر". وقال هاميلتون إن "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد" ارتبط مؤخرا بعدة حوادث لكن تفجير السبت "هو الهجوم الأكبر على الأرجح الذي يقع في السنوات الأخيرة".&

وأنهى اتفاق سلام أبرم عام 1998 ثلاثة عقود من العنف الطائفي في إيرلندا الشمالية الذي انخرطت فيه مجموعات شبه عسكرية جمهورية ووحدوية والقوات المسلحة البريطانية.

وقتل نحو 3500 شخص في النزاع، الكثير منهم على أيدي "الجيش الجمهوري الإيرلندي". وقال هاملتون الأحد إن "الجيش الجمهوري الإيرلندي الجديد" "عازم على جر الناس إلى حيث لا يرغبون".&

"الأعصاب مشدودة"

وتسري مخاوف من أن يكون الهجوم مؤشر على أن هذه المجموعات شبه العسكرية تسعى لاستغلال الاضطرابات السياسية الحالية على خلفية وضع إيرلندا الشمالية وحدودها مع جمهورية إيرلندا التي ولّدها بريكست.&

وعنونت صحيفة "آيرش إنديبندنت" في هذا الصدد الاثنين "قنبلة المنشقين تغذي المخاوف من عودة الإرهاب بعد بريكست".

وجاء في مقال الصحيفة أن "حوادث على غرار تفجير ديري تذكرنا بأن خطر (قيام) حدود ’فعلية’ أو مرئية سيكون هدفا لهذه (المجموعات) الطائشة التي تريد أن تجرنا جميعا إلى تاريخنا الحديث المظلم".&

وأضافت "على هذا الخطر أن يدفع جميع قادتنا السياسيين للتعبئة للقيام بكل ما هو ممكن لتجنب احتمال كهذا". بدوره، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من بروكسل أن تفجير ديري تحذير بأن على بريكست ألا يتسبب باضطراب عملية السلام في إيرلندا الشمالية.&

وقال "أعتقد أنه من المهم أن لا تصدر أي قرارات تؤدي في النهاية إلى حدود فعلية بين إيرلندا الشمالية وإيرلندا لأنه كما رأينا نهاية الأسبوع، فإن الأعصاب مشدودة هناك كذلك".&

"عمل إرهابي"

وقال المحرر لدى صحيفة "آيرش تايمز" المختص بشؤون الأمن والجريمة كونور لالي إن عناصر الشرطة والسياسيين حذروا مرارا من أن بريكست قد يتحول إلى "شعار من أجل التحرك للجمهوريين المنشقين".&

وتلقت الشرطة بلاغا عبر الهاتف بزرع عبوة وكانت على وشك استكمال عملية الإخلاء عندما وقع الانفجار. لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا.&

ودان قادة جمهورية إيرلندا وأحزاب سياسية من الجانبين الجمهوري والوحدوي التفجير الذي وصفه رئيس الوزراء ليو فارادكار بأنه "مروع وطائش وعمل إرهابي مستهتر". &