الرباط: أصدر المغرب مذكرة بحث دولية في حق الإعلامي المصري أحمد منصور، صاحب برنامج "بلا حدود" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية.

وتناقلت تقارير إعلامية محلية اليوم الإثنين، أن النيابة العامة بالمغرب أصدرت مذكرة "بحث وتوقيف في حق الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور، على خلفية قضية زواج عرفي من سيدة مغربية".

وتفيد المعطيات المتداولة بأن التهم التي يواجهها منصور هي "السب والقذف وعدم تنفيذ عقد زواج مؤقت بالمغربية كريمة فريطيس"، التي تداول الإعلام المغربي قضيتها منتصف سنة 2015، علما بأن القانون المغربي لا يعترف بالزواج العرفي.

وكانت يومية "الصباح" سباقة لنشر الخبر الذي عدته "فضيحةً أخلاقيةً من العيار الثقيل"، اتهمت فيه القيادي في حزب العدالة والتنمية &عبد العالي حامي الدين بلعب دور الوساطة في "زواج مشبوه" بين إحدى مناضلات الحزب، والإعلامي منصور.

واعتبر حامي الدين ، في تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن ما تناقلته بعض المنابر بخصوص الموضوع "إشاعة موحدة الصيغة ومحاولات استهداف شخصي وتلفيقات لحرف النقاش السياسي عن قضايا الحرية والديمقراطية".

وأكد حامي الدين أن تواصله مع الصحافي منصور جرى "في إطار حزبي صرف وبتكليف من قيادة حزب العدالة و التنمية، بصفته مدعوا للمؤتمر الوطني السابع للحزب الذي انعقد في صيف 2012 بالرباط، ولم يتعداه إلى غير ذلك"، نافيا أن تكون له أي علاقة بالموضوع.

ونفى إعلامي قناة الجزيرة صحة الموضوع وخرج في تدوينة بحسابه بموقع "فيسبوك" يسب الصحافة المغربية وصحافييها ووصفهم بنعوت قدحية أثارت موجة غضب واسعة بالبلاد، ودفعت نقابة الصحافيين المغاربة للرد عليه ببيان شديد اللهجة.

وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان صدر إبان تفجر القضية، إن أحمد منصور، الصحافي في قناة الجزيرة القطرية "عمم كلاماً منحطاً عن الصحافيين في صفحته في فيسبوك &يرد فيه على نشر وسائل إعلام مغربية خبراً يتحدث عن زواج منصور عرفياً بمغربية"، وأضافت أنه "استعمل قاموساً من السب والقذف والكلام الساقط، في حق صحافيين مغاربة".

وذكر البيان أن الصحافة تعودت نشر أخبار، قد تكون صحيحة أو كاذبة أو مبالغ فيها، حول أشخاص، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو غيرهم، لكنهم يلجأون إلى التوضيح والتكذيب، كما يلجأون إلى القضاء، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الرد بالكلام الفاحش، الذي تجاوز كل الحدود والضوابط الأخلاقية، مشيرا الى أن وصف صحافيين مغاربة، نشروا خبرا صحيحا أو كاذبا، بهذه الأوصاف الحاطة من الكرامة وبكلمات نابية، من قبيل &"..انتم لستم سوى مجموعة من المرتزقة والأفاقين والشواذ وشذاذ الآفاق عبيد أسيادكم"، وغيرها من التعابير السوقية، يسيء إلى صاحبه، أكثر مما يسيء إليهم،"ويكشف المستوى الحقيقي، للمدعو أحمد منصور"، يضيف البيان.

وعدت نقابة الصحافيين المغاربة اتهام الصحافة المغربية بنشر "الرذيلة والزنا وارتكاب الفواحش بالمغربيات"، أمر لا يمكن السكوت عنه، ويستدعي موقفا قويا من طرف مختلف الهيآت، وكذا النظر في كل الإجراءات الأخرى الضرورية للدفاع عن كرامة المرأة وسمعة الصحافة في المغرب.

وسجلت نقابة الصحافيين المغاربة "بتقزز هذا السلوك المشين لأحمد منصور"، وأعلنت إدانتها الشديدة له، معلنة &أنها "ستبعث مذكرة إلى قناة الجزيرة، بهذا الخصوص، في غياب حق التنظيم النقابي والجمعوي في قطر، كما ستواصل مواجهتها لما اقترفه هذا الشخص (منصور) بمختلف الوسائل القانونية المشروعة".

ولم تخف النقابة أسفها لنشر الكلام البذيء لمنصور من دون تحفظ، من طرف بعض المواقع الالكترونية، وفي مقدمتهم، الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية متزعم الائتلاف الحكومي في المغرب. وقال البيان انه كان من المفترض على هذه المواقع مراعاة أن ما تضمنه كلام منصور من مصطلحات وتعابير مخلة بالآداب العامة، وإنتهاك صريح للأخلاق ولمقتضيات قانون الصحافة.
&