واصل الوفد البرلماني المصري، الذي يزور الكويت للمرة الأولى منذ تسع سنوات، جولاته على المسؤولين الكويتيين، حيث زار رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم.

وكان على رأس الوفد الزائر، رئيس مجلس النواب علي عبدالعال الذي اثنى على التجربة البرلمانية الكويتية معتبرا انها "ولدت قوية" نتج عنها مجلسا فتيا يقوم بتفعيل كل أدوات الرقابة التي منحها له الدستور الكويتي.

إختلاط الدم

وأشاد عبدالعال "بعمق العلاقات بين البلدين، ووصفها بالقوية والمتينة"، مشيراً "الى أن الدم الكويتي اختلط مع الدم المصري في حرب عام 1973، وأن وقوف مصر مع دولة الكويت في حرب التحرير عام 1990، جاء انطلاقاً من رفض الاعتداء على دولة أمنة مستقرة من دولة أخرى شقيقة."

وأشار عبدالعال "إلى التطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين، ودولة الكويت، تقف مع مصر وتساندها في الأزمات الاقتصادية،" وقال إن موقف الكويت الداعم لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو لا ينساه أحد.

دعوة للإستثمار

كما دعا رئيس مجلس النواب المصري، "الأشقاء الكويتيين إلى تعظيم استثماراتهم في مصر، في ظل وجود مزايا عديدة منها، شبكة طرق وبنية تحتية قوية جاذبة للاستثمارات الأجنبية"، لافتا إلى" أن البرلمان أقر العديد من التشريعات المحفزة للاستثمار، أهمها قانون الاستثمار وقانون الإفلاس الذي يضمن حرية تحويل الأموال التي كانت تمثل مشكلة في الماضي كما يضمن الخروج الآمن من السوق، وأشار إلى وجود تسهيلات كبيرة في تراخيص المصانع، وتابع: الاستثمار في مصر مبشر وواعد ويوجد عائد كبير منه، فضلاً أن مصر تمثل جسر العبور الحر لإفريقيا، فضلاً عن وجود اتفاقية تجارة حرة مع أوروبا."

من الصداقة الى الشراكة

ورأى عبد العال، "أن العلاقة بين مجلس النواب المصري ومجلس الأمة الكويتي يجب أن تنتقل من مرحلة الصداقة إلى مرحلة الشراكة، خاصة في ظل وجود ما اعتبره تشابه بين أمور كثيرة في كلا البرلمانين، سواء من حيث اللوائح أو التقاليد البرلمانية"، مؤكدا "على ضرورة وجود تعاون بين البرلمانات العربية لحل مشكلات الأمة كتلك القائمة في اليمن وليبيا وبعض الدول الأخرى، وعدم ترك الساحة لبعض الدول الإقليمية للتدخل في الشؤون العربية"، وتابع قائلا: "أمن الكويت وأمن الخليج خط أحمر ولن تسمح مصر بالعبث بهما".

علاقة متميزة

من جهته اعتبر رئيس مجلس الامة الكويتي، مرزوق الغانم، "أن العلاقات المصرية الكويتية راسخة ومتميزة عبر الزمن، ومن المهم ان تعرف كل الأجيال الجديدة قوة العلاقة بين البلدين، والتي لا تقتصر على الدم والأصول المشتركة، ولكنها علاقة قائمة على الوقوف مع بعضها البعض في كل المحن."، وأضاف، "الكويت لا تستطيع أن تنسى أن أول بعثة تعليمية للكويت، كانت بعثة مصرية ورفضت مصر ان تدفع الكويت روبية واحدة، وكانت تلك نواة بدء التعليم في الكويت".

تنويه بالموقف المصري

وتابع قائلا، "أينما تضع يدك في أي مكان في الكويت تجد مصر، سواء في المدارس أو المسارح أو الرياضة والاقتصاد، وأضاف أن الدستور الكويتي كتب بمساعدة المصريين، أن الأراضي المصرية والكويتية دفن فيها مواطنين من كلا البلدين، منوها، "ان موقف مصر من العدوان على الكويت كان مشرفاً وقوياً وثابتاً، ولم يضع اعتبارات لأية توازنات، وأن هذه مواقف محفورة في قلوب كل الكويتيين ويتوارثها جيل بعد جيل".

تجدر الإشارة الى انها المرة الثانية التي يلتقي فيها الوفد البرلماني المصري برئيس مجلس الامة الكويتي خلال هذه الزيارة، فالغانم كان قد استقبل الوفد فور وصوله الى الكويت يوم السبت الفائت.

وسبق للوفد البرلماني وان التقى بأمير الكويت الشيخ، صباح الأحمد الصباح، ووجه اليه دعوة لزيارة مصر والقاء كلمة في مجلس النواب.