سريعا بادرت المانيا الى فرض عقوبات على ايران بعد أيام قليلة من تصاعد التوتر بين طهران ودول الاتحاد الأوروبي، ولقيت خطوة برلين ترحيبا اميركيا.

وأعلنت ألمانيا الاثنين منع شركة "ماهان اير" الإيرانية من الهبوط في مطاراتها، في تصعيد للعقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على خلفية اتهام طهران باستهداف معارضين على أراضٍ أوروبية.

حماية المصالح الالمانية

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر للصحافيين في مؤتمر صحافي في برلين إنّ الخطوة كانت ضرورية لحماية "المصالح المتصلة بسياسة "ألمانيا" الخارجية والأمنية"، بينما اشارت متحدثة باسم وزارة النقل الألمانية، "إلى أنّ مكتب الطيران الفدرالي أرسل مذكرة إلى الشركة الإيرانية ومقرها طهران "يأمر فيها بالتعليق الفوري للترخيص الممنوح لها لتشغيل رحلات تجارية من ألمانيا واليها".

وتشغل ماهان اير، وهي ثاني أكبر شركة طيران في إيران، أربع رحلات بين طهران ومدينتي دوسلدورف وميونيخ الألمانيتين.

ترحيب اميركي

ورحب مستشار الامن القومي الأميركي، جون بولتون بالخطوة الألمانية معربا عن تأييد بلاده التام للإجراءات التي تتخذها المانيا لمواجهة الإرهاب الذي ترعاه ايران في أوروبا، ومشيرا الى ان شركة الطيران –ماهان- تستغل الطيران التجاري لدعم الإرهاب الإيراني من خلال نقل الأسلحة والأموال والنشطاء في الشرق الأوسط.

وزير الخزانة الاميركي، ستيف منوشين، اعرب من جهته عن تقدير واشنطن الكبير للقرار المهم الذي اتخذته المانيا بمنع شركة ماهان اير من الهبوط في مطاراتها"، لافتا، "الى ان شركة ماهان تقوم بنقل أسلحة ومقاتلين الى سوريا".

عقوبات اوروبية

وفرض الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر عقوبات على أجهزة الاستخبارات الإيرانية بعدما اتهم طهران بالضلوع في مخططات لاغتيال معارضين للنظام في الأراضي الهولندية والدنماركية والفرنسية، وشملت العقوبات تجميد اموال وأصول أخرى لوزارة الاستخبارات الإيرانية وأفراد تابعين لها دون أن تستهدف أي شركات، وفق ما أفاد مسؤولون.

وادرجت وزارة الخزانة الأميركية شركة "ماهان اير" على لائحة العقوبات في العام 2011، بعد ان اتهمتها واشنطن بتقديم دعم مادي وتقني لفيلق القدس، وهدّدت الوزارة الأميركية بفرض عقوبات على الدول والشركات التي تقدم خدمات للشركة الإيرانية او تسمح لها بالهبوط في مطاراتها.

طي صفحة الانفتاح

وييدو ان صفحة الانفتاح الأوروبي على ايران قد تطوى قريبا بعد تصاعد التوتر بين الجانبين، وبدا من خلال التصريحات الأخيرة ان الثقة باتت شبه معدومة، فدول الاتحاد الأوروبي تتهم طهران بشن عمليات امنية ضد معارضيها على أراضي القارة العجوز، وتتنصل من الالتزامات بوقف تجارب الصواريخ الباليستية.

يأس ايران

ايران من جهتها تشعر وبأن محاولاتها فصل الموقف الاوروبي عن اميركا بخصوص الاتفاق النووي تذهب ادراج الرياح خصوصا مع استضافة بولندا لقمة دعت اليها الولايات المتحدة لمواجهة الخطر الإيراني، كما انها وصلت الى قناعة تفيد بعجز الاتحاد الأوروبي عن اقناع الشركات الخاصة بالاستثمار في طهران وإدارة ظهرها لواشنطن.