لا للسيف ولا للضيف ولا لغدرات الزمان. بهذه الكلمات، أعرب مسؤول خليجي لـ«إيلاف» عن خيبة أمل خليجية من تشكيلة سعد الحريري الحكومية التي سلمت مفاصل البلاد الى حزب الله وحلفائه.

خاص إيلاف: عبر مسؤول خليجي لـ«إيلاف» عن خيبة أمل خليجية من تشكيلة سعد الحريري الحكومية التي سلمت مفاصل البلاد والحياة السياسية فيه لحزب الله ولحليفه الرئيس اللبناني ميشال عون، الداعم للنظام السوري، ما يعزز استمرار سيطرة حزب الله والتيار الوطني الحر &على مقدرات لبنان.
&
ويبدو أن الحكومة اللبنانية التي أبصرت النور قبل أيام تصطدم بألغام خارجية، إضافة إلى الألغام الداخلية التي بدأت تنفجر في وجه رئيسها الحريري، بعيد ساعات من إعلانها.

ففي تعقيب على حكومة الحريري الجديدة التي شكلها مؤخراً، لفت مسؤول خليجي إلى أن بعض الدول الخليجية كانت تدرس إمكانية دعوة رعاياها إلى تكثيف زياراتهم إلى لبنان، «لكن الأمر يبدو مستبعدًا في ظل التطورات الحكومية الأخيرة، ومع تأكد السيطرة السياسية الكاملة لحزب الله وحلفائه على الحكومة الجديدة التي ولدت بفعل شراكة وطيدة بين الحريري وبين التيار الوطني الحر حليف حزب الله ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وبشكل يضمن لحزب الله استمرار سيطرته على مفاصل الحياة السياسية في لبنان».

&

صورة أرشيفية تجمع الحريري ونصرالله

خيبة أمل

وفي تصريحات خاصة لـ«إيلاف»، عبر المسؤول الخليجي عن خيبة أمل خليجية عامة من التشكيلة الحكومية التي أعلنها الحريري أخيرًا، وقال: «قدم الحريري التنازلات الكثيرة، ومنح حزب الله وصاية حقيقية على البلد، متخليًا لصالحه عن ملفي الصحة واللاجئين، بشكل يكفل للحزب تخلصه من ورطته المالية بهاتين الوزارتين حيث سيتم علاج جرحى الحزب ومشوهيه من الحرب السورية على حساب الدولة اللبنانية التي لم ترضى أصلا بمشاركة الحزب بالحرب سوريا».

أوضح المسؤول أن هذا الأمر يتم من طريقين: أولًا، من خلال وزارة الصحة التي قدمها الحريري مباشرة للحزب بتعيين جميل جبق، الطبيب الخاص لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وزيرًا للصحة، ليتم علاج جرحى الحزب ومشوهيه في الحرب السورية على حساب الدولة اللبنانية التي لم يكن لها أي دور في قرار الحزب المشاركة في الحرب السورية؛ وثانيًا، من خلال وزارة الدولة لشؤون النازحين، التي تولاها صالح الغريب، المؤيد للرئيس اللبناني عون، حليف الحزب، والتي يمكن من خلالها التحكم بأموال المساعدات التي تتدفق لإعانة النازحين السوريين".

&

الحريري يُقبل عون ويظهر رئيس مجلس النواب الللبناني نبيه بري
&
&

نصحوه بالاعتذار

أضاف المسؤول الخليجي لـ«إيلاف» أن الحريري لا يزال يعتقد أنه ينقذ البلد، بعد أن شكل حكومة على قياس حزب الله، من دون أن يستمع إلى زعماء لبنانيين وخليجيين نصحوه بالاعتذار عن تشكيل الحكومة، «واستمر في تشكيل الحكومة على الرغم من علمه أن البلد قد يصل إلى هاوية سحيقة، خصوصًا أن العالم اليوم لا يوفر أداة لا يستخدمها للضغط السياسي والاقتصادي على حزب الله».

وكان المسؤول الخليجي نفسه قد التقى أخيرًا مسؤولين لبنانيين، وبحث معهم آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وأنذرهم بأن عقوبات أميركية وأوروبية آتية على مصارف لبنان وعلى وزارة المال اللبنانية، بسبب تحكم حزب الله بالسياسة اللبنانية.

&

الحريري وعون

الجدير بالذكر أن حزب الله وحلفاءه في التيار الوطني الحر وحركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان اللبناني يتمتعون معًا بأكثرية وزارية تصل إلى 18 وزيرًا من أصل 30 يشكلون كامل أعضاء الحكومة، ما يرجح كفتهم في أي قرار تتخذه الحكومة.