مع تواصل الجدل والانتقادات الحادة لقرار حكومته بتعيين عدد من أشقاء أعضاء في مجلس النواب بمناصب قيادية عليا، أكد رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز أنه لا يعفي نفسه من المسؤولية.&
وقال الرزاز الذي وضعت التعيينات العليا حكومته في "مهب الريح" وأمام تساؤلات كبيرة عن مدى الثقة بها ومزاعمها عن محاربة الفساد، "أنا لا أعفي نفسي من تعيينات أشقاء النواب وقد لا تكون جميعها صحيحة ونحن نصدع لتوجيهات جلالة الملك".
وأضاف رئيس الوزراء الأردني أن زيارة الملك عبد الله الثاني إلى مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، كانت مبرمجة مسبقا، وذلك في إيحاء بأن الزيارة لم تكن تحمل "غضبا ملكيا على التعيينات".
برنامج الحكومة
وأوضح الرزاز خلال جلسة مجلس النواب العادية، يوم الأربعاء، أن الزيارة الملكية كانت "بهدف إطلاع جلالته على أهم ملامح برنامج الحكومة للعامين 2019/2020 المتضمنة الخطط والبرامج والأعمال الحكومية القادمة".
وأضاف أن تعيين مديرة الإدارة العامة كانت عبر اللجنة العليا&لتعيينات الوظائف القيادية، في حين تعيين مدير عام شركة تطوير العقبة تم بتنسيب من سلطة العقبة، وبخصوص تعيين رئيس مجلس إدارة شركة المناطق التنموية جاءت بتنسيب من الشركة.
وأكد الرزاز أنه لا يعيب الشخص أن يكون شقيقا لنائب، لكن الأهم هو الكفاءة والقدرة وتحقيق متطلبات العمل. وشدد على انصياع الحكومة للتوجيهات الملكية لإعادة النظر بهذه التعيينات وكيف تم الأخذ بالأوراق الرسمية التي بينت كفاءة كل منهم.
وأعلن عن إعادة تشكيل لجنة التعيين في الوظائف العليا وبمراقبة من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وديواني المحاسبة والخدمة المدنية، مؤكدا أن المقابلات الشخصية ستكون مصورة تلفزيونيا.
وكان النائبان عبد الله زريقات وكمال الزغول طالبا رئيس الوزراء ببيان حقيقة التعيينات التي وافقت عليها الحكومة لأشقاء نواب. وانتقد النائبان خلال جلسة الأربعاء آلية التعيينات التي قامت بها الحكومة والتي أثارت الشارع الأردني.
تدخل ملكي
ويشار إلى أن تعيينات في مناصب عليا أصدرتها الحكومة الأردنية برئاسة عمر الرزاز ورفضها الشارع، أدت إلى تدخل سريع من الملك عبدالله الثاني حيث ترأس جلسة طارئة لمجلس الوزراء، ناقشت التعيينات الأخيرة التي ضمت أشقاء 4 نواب.&
وأكد العاهل الأردني خلال الجلسة، على أهمية التعامل بشفافية وعدالة مع أية تعيينات. كما شدد على أن تكون هذه التعيينات على أساس الكفاءة. ودعا الملك إلى ضرورة أن تقوم الحكومة بشرح القرارات للمواطن اليوم وعلى الفور، وإعادة النظر في أي تعيين غير مستحق.
وشملت التعيينات التي جسدت واقع المحسوبية والواسطة، ووضعت حكومة الرزاز في "مهب الريح" وأثارت الضجة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، تعيين بشار ابو رمان مديرا لشركة تطوير العقبة، خلف هميسات رئيسا للمناطق التنموية والحرة، يحيى النعيمات رئيسا لشركة ادارة المساهمات الحكومية، ورابعة العجارمة مديرا لمعهد الادارة العامة.
وخلال الجلسة، شدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة أن تقوم الحكومة بشرح القرارات للمواطن اليوم وعلى الفور، وإعادة النظر في أي تعيين غير مستحق.
تغريدات
وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الـ24 الماضية بتغريدات ومنشورات ومقالات عكست غضب الأردنيين وسخطهم على حكومة الدكتور عمر الرزاز بعد اجراء التعيينات الحكومية الاخيرة أمس الاثنين.
واتهم النشطاء الأردنيون، حكومة الرزاز بالتورط بـ"تنفيع" أشخاص محددين وخصوصا أشقاء لأعضاء في مجلس النواب على عاتق المصلحة العامة، التي تقتضي العدالة والكفاءة في المواقع الوظيفية وخصوصا القيادية منها.&
وسخر مئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من قرارات التعيين، التي قالوا إنها لا تدل على توجه الحكومة للإصلاح الحقيقي، بل ثبت أنها حكومة مصالح ومعارف واصدقاء.
&