في خطوة غير مسبوقة، التحقت شقيقة ملك تايلند بسباق المنافسة على منصب رئيس وزراء البلاد المقبل.
AFP
صورة للأميرة أوبولراتان تعود إلى عام 2010

في خطوة غير مسبوقة، التحقت شقيقة ملك تايلاند بسباق المنافسة على منصب رئيس وزراء البلاد.

وبحسب أوراق التسجيل، فإن الأميرة أوبولراتان ماهيدول -67 عاما- ترشحت عن حزب حليف لرئيس الوزراء السابق المثير للجدل تاكسين شيناواترا.

ويخالف قرار الأميرة تقاليد العائلة الملكية التايلاندية التي تنأى بنفسها عن الخوض في شؤون السياسة.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في تايلاند في 24 مارس/آذار.

ويتابع المراقبون الانتخابات المقبلة عن كثب؛ فهي فرصة تايلاند الأولى للعودة إلى الديمقراطية بعد خمس سنوات من الحكم العسكري.

من هي الأميرة أوبولراتانا ماهيدول؟

ولدت الأميرة أوبولراتانا راجاكانيا سيريفاندانا بارنافادي عام 1951، وهي الابنة الكبرى لملك تايلاند الراحل بوميبول أدولياديج.

والتحقت الأميرة بمعهد ماساتشوستس للتقنية بعد زواجها من مواطن أمريكي عام 1972، ثم تخلت عن لقبها الملكي وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة. وبعد انفصالها عن زوجها عادت إلى تايلاند وعاودت مرة أخرى المشاركة في الحياة الملكية.

وتتفاعل الأميرة بنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر في العديد من الأفلام التايلاندية.

ورُزقت أوبولراتانا بثلاثة أبناء، مات أحدهم في كارثة موجات المد العاتية تسونامي عام 2004، بينما يعيش الآخران الآن في تايلاند.

وسجلت الأميرة أوراقها للترشح عن حزب "تاي راكسا تشارت" الموالي لعائلة شيناواترا المثيرة للجدل التي سيطرت على زمام الأمور السياسية في البلاد لسنوات.

مَن ينافس الأميرة في سباق الانتخابات؟

رئيس الوزراء الحالي، برايوت شان-او-شا، أعلن أيضا يوم الجمعة عن عزمه خوض سباق الانتخابات لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات الجارية.
Getty Images
برايوت شان-او-شا

رئيس الوزراء الحالي، برايوت شان-او-شا، أعلن أيضا يوم الجمعة عن عزمه خوض سباق الانتخابات لمنصب رئيس الوزراء.

وسيترشح برايوت، وهو قائد الجيش الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري عام 2014، عن حزب بالانج براتشارات المؤيد للجيش.

لكن العائلة الملكية تحظى بالتبجيل في تايلاند، ونادرا ما تتعرض لانتقادات، ومن ثمّ تثار تساؤلات عما إذا كان مرشح آخر قد يرغب في تحدي أحد أعضاء العائلة الملكية.

ما رد فعل الشعب التايلاندي؟

تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بوسم مؤيد للأميرة تحت اسم #LongLiveSlender

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن هذا الوسم يشير إلى برنامج تلفزيوني ظهرت فيه الأميرة، وقالت فيه مازحة إنها تتمنى لو تسمع عبارة "تحيا الرشيقة" - في إشارة إلى مظهرها - بدلا من عبارة "تحيا سمو الأميرة".

ويقارنها كثيرون بزعيمات تاريخيات قويات وبشخصيات نسائية روائية.

ماذا يعني ذلك للسياسة التايلاندية؟

ستكون انتخابات مارس/آذار الأولى منذ استيلاء برايوت على السلطة في 2014، حين أطاح بحكومة ديمقراطية وعزل رئيسة الوزراء وقتذاك ينغلوك شيناواترا، الأخت الصغرى لتاكسين شيناواترا.

ويعيش الآن كل من تاكسين وشقيقته في منفى اختياري لكن لا يزالان يحظيان بنفوذ في الساحة السياسة التايلاندية، حيث يدين لهما الكثيرون بالولاء.

ويقول مراسل بي بي سي في بانكوك، جوناثان هيد، إن المراقبين ينظرون إلى الانتخابات المقبلة كصراع بين حلفاء تاكسين من جانب والجيش من جانب آخر، لكن قرار الأميرة خوض السباق من المرجح أن يوجه ضربة قوية لاستراتيجية الجيش الرامية للاحتفاظ بنفوذ في عالم السياسة.

وفي عام 2016، صوتت تايلاند على دستور جديد وضعه قادة الجيش خصيصا لضمان استمرار النفوذ العسكري، والحيلولة دون فوز حلفاء تاكسين في أي انتخابات أخرى.

ولكن الطاولة انقلبت الآن بعد انضمام الأميرة إلى حزب حليف لـ تاكسين، بحسب مراسلنا في بانكوك.

وللجيش التايلاندي سجل حافل من التدخلات في الشؤون السياسية للبلاد، وقد استولى على السلطة 12 مرة منذ نهاية الملكية المطلقة وتدشين أول دستور للبلاد عام 1932.