أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "الغياب الكامل للمجتمع الدولي وانقطاعه عمّّّا يجري على الأرض في الشمال السوري"، حيث يستمر "القصف العشوائي من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بتغطية روسية في خرق متكرر لاتفاق إدلب" وسط تناقض في المواقف بين روسيا وتركيا حول مصير إدلب ومخاوف من عملية عسكرية روسية شاملة.

إيلاف: قال الائتلاف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن قوات النظام وحلفاءه مستمرون في استهداف المدنيين العزل، مضيفًا: "وكأن الأمر طبيعي، وكأنه لا وجود لأي اتفاق، ولا لأي أطراف ترعاه أو يهمّّها استمراره".

استحالة الفرار
وبرغم اتفاق الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) على خفض التصعيد، وفق اجتماعات رسمية واتفاقات مبرمة، إلا أن محافظة إدلب، التي نزح إليها المدنيون من كل مكان هربًا من بطش النظام، ما زالت هدفًا للقصف، حيث تتعرّض لقصف مدفعي وصاروخي متكرر، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

وصلت إلى "إيلاف" نداءات من عائلات محاصرة في المحافظة، أكدوا أن "القصف متواصل، وأنه لا مفر لهم مع أطفالهم وسط استمرار إغلاق الحدود مع تركيا".

أكد الائتلاف الوطني إدانته للقصف العشوائي المستمر من قبل قوات النظام، وكذلك لأية هجمات أو تحركات تخالف ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات سوتشي.

قال الائتلاف إن "العالم مطالب بعدم هدر المزيد من الوقت، وبالعمل على ممارسة ضغط على النظام وداعميه، لإجبارهم على سلوك طريق آخر، يلتزم بوقف الإجرام والقصف، ويتحرك بجدية نحو العملية السياسية، وفق قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف".

الالتزام باتفاق إدلب
دعا الائتلاف الأطراف الضامنة لاتفاق إدلب، الموقعة عليه، وجميع أطراف المجتمع الدولي إلى متابعة الوضع على الأرض، وعدم ترك المدنيين يتعرّضون لقصف عشوائي، يهدف إلى قتلهم أو تهجيرهم، محوّلًا القرى والبلدات والمدن إلى خراب.

وطالب الائتلاف الوطني، في بيانه، المجتمع الدولي بإدراك مخاطر الهجمات التصعيدية للنظام والميليشيات الإيرانية "الإرهابية" واستيعاب أهدافها الحقيقية، والعمل على وقفها وتجنيب المنطقة عواقبها الكارثية.

كما جدّد الائتلاف الوطني إدانته استهداف مدفعية قوات النظام الأماكن المأهولة بالسكان، داعيًا المجتمع الدولي إلى "ردع قواته ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات المتكررة بحق الأهالي وأطفالهم على اعتبار ذلك جرائم حرب".

بلدات منكوبة بلا سكان
وكان قد أعلن المجلس المحلي في بلدة "جرجناز" وبلدة "التمانعة" الواقعتان في جنوب مدينة إدلب في سوريا أن "البلدتيّن منكوبتان نتيجة القصف المتكرر لقوات نظام الأسد وروسيا" .

قال المجلس المحلي لبلدة "جرجناز"، في بيان له، تلقت "إيلاف" نسخة منه، "في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها المدنيون والمرافق العامة من قصف صاروخي من قبل قوات النظام وروسيا، فإننا نعلن البلدة منكوبة وخالية من السكان".

قصف مستمر
كما أكد المجلس المحلي لبلدة "التمانعة" في بيان مماثل أن "البلدة تتعرّض لقصف مستمر من حواجز النظام المحيطة، وبغطاءٍ روسي". كما كان المجلس المحلي في بلدة "التح" قد أعلن في وقت سابق أن البلدة منكوبة، نتيجة "القصف العنيف الممنهج" من قبل قوات النظام.

وأفاد ناشطون محليون بقتل طفل وجرح ثلاثة مدنيين، يوم أمس، بقصفٍ صاروخي لقوات النظام على بلدة "جرجناز" في جنوب إدلب، حيث نُقل الجرحى إلى نقاط طبية قريبة لتلقي العلاج، نتيجة القصف الذي استهدف منازل المدنيين في البلدة.

دعا المجلسان المحليان منظمات المجتمع المدني إلى "تقديم المساعدات العاجلة إلى أهالي البلدتيّن المنكوبتين"، وطالبوا منظمات المجتمع المدني بتحمل مسؤوليتها تجاه النازحين منها.

مواقف متناقضة
في المقابل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن "انسحاب القوات الأميركية من سوريا والوضع في إدلب، سوف يكونان على رأس الموضوعات المطروحة للبحث خلال قمة سوتشي المزمع عقدها يوم الخميس المقبل".

وأشار إلى أن "التحرك العسكري المحتمل في إدلب سيكون منظمًا بشكل فعال في حال إذا ما تم"، معتبرًا أن "إدلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع، التي تم إنشاؤها في عام 2017".&

أضاف "منذ البداية تم التأكيد في جميع اتفاقياتنا حول مناطق التصعيد أن هذا تدبير موقت، أي لا يمكن الاعتراف من جانب أي طرف باستمرار الوضع في هذه المنطقة على هذا النحو إلى الأبد".

فيما أعلنت تركيا رفضها عملية عسكرية مشتركة مع روسيا في محافظة إدلب السورية، معتبرة أن وجود مجموعات متشددة لا يبرر مثل هذه العملية، التي ستخلف ملايين اللاجئين، ورأت أن "هناك استفزازات تهدف إلى تقويض اتفاق سوتشي، بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، عبر هذه الجماعات المتشددة".


...