تثار في لبنان تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقة بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي وعمّا إذا كانت الأمور ستعود إلى نصابها وإلى ما قبل اندلاع التراشق الاعلامي الأخير بين الطرفين.

بيروت: يؤكد كثيرون في لبنان على عودة العلاقة ما بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي إلى الواقع الذي كانت عليه قبيل اندلاع السجال الأخير، ويشيرون إلى أن اللقاء المقبل بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط سيشكّل مناسبة لطي صفحة التباينات بشكل نهائي بين الطرفين.

ومنذ أيام، حصل تراشق اعلامي كبير بين الحريري وجنبلاط، كانت شبكات التواصل الاجتماعي مسرحه، وبعد تغريدات وتغريدات مضادة، تتدخّلت أكثر من وساطة على خطّ التهدئة بين الطرفين، ما أنتج ما يشبه "الهدنة الإعلامية" بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

ويعتبر مراقبون أن القلق الذي يتشاركه كل من رئيس الحكومة وزعيم المختارة، من تطوّرات المرحلة المقبلة، وبشكل خاص على الساحة السورية، شكّل قاعدة لرسم أجندة تعاون سياسية في الدرجة الأولى، ثم اقتصادية وإنمائية، وصولاً إلى الإطار الأمني المتعلق بحماية السلم الأهلي والإستقرار على الساحة الداخلية.

منفتح على الجميع

عن التحالفات القديمة الجديدة التي بدأت تتمظهر أكثر فأكثر، يقول النائب اللبناني السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" إن الحريري ليس بوارد القيام بتحالفات ضد أخرى، فهو منفتح على الجميع، رغم مآخذه على سياسة حزب الله، ولكنه لا يقوم بتحالف ضد تحالفات أخرى.

مد اليد

والحريري، يضيف طعمة، يمد يده للجميع، وقد ضحّى منذ زمن مع انتخاب رئيس الجمهورية وفي قانون الانتخابات من أجل مصلحة لبنان، إذ يقول الحريري إنه جاهز لمجمل الأمور التي يتم الاتفاق عليها، حتى لو كانت هذه الأمور في بعض الأحيان ضد مصلحته شعبويًا.

ويلفت طعمة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك تحالفات جديدة من خلال فريق ضد آخر.

انتهاء الحلف القديم

وردًا على سؤال حول انتهاء الحلف القديم بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، يجيب طعمة أن ما يجمع بين الحريري وجنبلاط أكبر مما يفرقهما، فهناك ثوابت 14 آذار التي تجمع بينهم.

تحديات المرحلة

ويبدو أنّ تحديات المرحلة الإقليمية تحتم وجود تحالفات قوية في لبنان لتلقي الصدمات المقبلة على المنطقة، ويرى طعمة أن الأمر مؤكد، لأن الدول الكبرى تتعامل عادة مع الدول القوية بتحالفاتها، إن كانت الدول الأجنبية أو العربية منها، وسيكون لبنان بلدًا فاشلاً إذا كان الوضع الاقتصادي مزريًا وصعبًا في لبنان، كذلك إذا كان الوضع الانمائي تعيسًا، ومع وضع أمني يحتاج إلى المتابعة، ومع عدم وجود التحالفات القوية في لبنان، لا يمكن أن نظهر للخارج كأننا دولة تستعيد قوتها، وحينها الدول الخارجية لن تتعامل مع لبنان كما يجب أن تتعامل معه.

اتفاق واختلاف

وعن الأمور التي يختلف ويتفق الحريري مع جنبلاط فيها، يقول النائب السابق طعمة إنّ ما يجمعهما هو روحية 14 آذار، فقد دفعا أثمانًا سوية من شهداء، من أجل القضايا الوطنية، والجميع في تيار المستقبل والحزب الإشتراكي يجتمعون من أجل مصلحة البلد وإعادة الثقة به من جديد، ويتفقون على أن سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار وأن يخرج حزب الله من سوريا، والجيش اللبناني يحمي الحدود، ويختلفون على بعض التقنيات لكنها تبقى هامشية.