يشهد لبنان زحمة وفود خارجية إليه، للتهنئة بتشكيل الحكومة ولأسباب أخرى، منها استراتيجية وسياسية، مع وجود كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووصول المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وغيرهم.&

إيلاف من بيروت: وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في زيارة إلى لبنان، يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.

كان في استقباله في صالون الشرف في المطار، سفير مصر نزيه النجاري والسفيرة نجلا عساكر من وزارة الخارجية اللبنانية وسفير الجامعة العربية في بيروت عبد الرحمن الصلح. الجدير ذكره أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موجود في بيروت في زيارة تستمر حتى اليوم.&

وقد أفادت معلومات أن المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا سيصل إلى بيروت مساء اليوم. ومنذ أيام، ذكرت مصادر صحافية أنه يجري الإعداد لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.&

زيارات متكررة
عن الزيارات الخارجية المتكررة إلى لبنان، يقول النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" إن الزيارات الخارجية إلى لبنان تصب ضمن الزيارات التي تقوم بها وفود الدول الكبرى، وذلك لسببين، الأول هو التهنئة بالحكومة، وكذلك وجود قرار دولي بإبعاد لبنان عن كل ما تتعرّض له المنطقة من إرهاب، والتأكيد على حياد لبنان في هذه الفترة عن الصراعات الإقليمية.

الأمر الآخر يكمن في حض المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الوحدة، وعدم الاتكال على الخارج، لأنه ملهيّ&بمشاكله، إن كان أميركا أو روسيا، ويحثون بالتالي اللبنانيين على الاتكال على أنفسهم.

المسائل الداخلية
هذه الزيارات المتكررة من الوفود الخارجية.. ألا تشكل تدخلًا في المسائل الداخلية للبنان؟. يجيب طعمة: "لا شك لبنان ساحة، والكل يتدخل بطريقة من الطرق، ونحن نسمح للخارج بالتدخل في مسائلنا الداخلية، بضعفنا وعدم وحدتنا وأنانيتنا نسمح لكل تلك الدول بالتدخل، إن كان في مسألة السلاح، أو السياسة".

أما كيف يمكن للبنانيين أن يمنعوا هذا الأمر؟ فيجيب طعمة: "يجب أن يتنازل اللبنانيون عن أنانيتهم، وعلى اللبنانيين أن يدركوا أننا نحتاج وحدة وحوارًا".

الدبلوماسية الغربية
بدوره، يعتبر النائب السابق غسان مخيبر في حديثه لـ"إيلاف" أن الزيارات الدولية التي يشهدها لبنان تدخل ضمن جوّ الإطار العام الذي يمكن أن نستخلص منه أنه يدخل ضمن الدبلوماسيّات الغربية، ولا سيما الأوروبية والأميركية، وكذلك السعي إلى&مساعدة لبنان على الاستقرار الأمني والمؤسساتي، ويلفت مخيبر إلى أنه في الشق الأمني هناك مواكبة ومساعدة لمدّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية بما تحتاجه من أسلحة، تدافع فيها عن الأرض، لا سيما في وجه "الإرهاب".

وكذلك إعادة المؤسسات واستقرارها في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى الاستقرار، والنأي بلبنان عن الأتون الذي وقعت فيه المنطقة. ولا يرى مخيبر أن تلك الزيارات تدخل في إطار التدخل بالمسائل الداخلية، إنما ضمن إطار المساعدة.
&