أسامة مهدي: اكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لوزير الدفاع الاميركي باتريك شاناهان رفض بلاده لاية قواعد عسكرية اجنبية على اراضيها فيما قال المسؤول الاميركي ان مهمة قوات بلده في العراق تركز على مكافحة الارهاب وتدريب القوات العراقية.

وخلال اجتماع عبد المهدي مع شاناهان في بغداد اليوم فقد تم بحث تطوير العلاقات بين البلدين والحرب ضد الارهاب وتطورات الأوضاع في المنطقة مؤكدا حرص العراق على العلاقات مع الولايات المتحدة والمساهمة في محاربة الارهاب وداعش، مشددا على انه يجب التقيد بالاتفاقات الاساسية وهي محاربة الارهاب وتدريب القوات العراقية وليس اي شيء آخر في اشارة الى دور القوات الاميركية في العراق.

واكد عدم قبول اية قواعد اجنبية على الارضي العراقية داعيا واشنطن لمساندة جهود الاستقرار والاعمار وتطوير الاقتصاد، مشيرا الى ان العراق "حقق نجاحات واضحة ويشهد اليوم استقرارا بعد دحر عصابة داعش الارهابية بتضحيات ابنائه وبالتماسك الاجتماعي ووحدة اطياف الشعب العراقي كما ان الحياة في المدن العراقية ومنها العاصمة اصبحت افضل مما كانت عليه &" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

واضاف المسؤول العراقي ان قرار بلاده "مستقل ولايتأثر بأي نفوذ واملاءات من اي طرف"، مشيرا الى انفتاح العراق على محيطه العربي والاقليمي وحرصه على اقامة علاقات تعاون تخدم مصالح العراقيين وتعزز فرص التنمية والاستقرار لشعوب المنطقة.

من جهته اعرب وزير الدفاع الاميركي الذي وصل الى بغداد في زيارة مفاجئة صباح الثلاثاء عن اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون مع العراق وارتياحه لما يشهده من أمن واستقرار.

وقال انه جاء ليستمع بشكل مباشر لرؤية الحكومة العراقية لطبيعة ومستقبل العلاقات بين البلدين.

وشدد على ان مهمة القوات الاميركية في العراق تتمثل بمحاربة تنظيم داعش والتدريب الذي تحتاج اليه القوات العراقية ودعمها في القضاء على بقايا التنظيم.&

أنصار ايران في العراق يضغطون لاخراج القوات الاميركية

وبدأ شاناهان زيارته الى بغداد وسط حملة تشنها القوى السياسية العراقية المؤيدة لايران لاخراجها من العراق.
واشارت وزارة الخارجية الاميركية الى ان زيارة وزير الدفاع هذه تهدف الى "التأكيد على أهمية سيادة العراق وبحث مستقبل القوات الأميركية في العراق" والبالغ عددها 5500 عسكري يتخذون من قواعد عسكرية بغرب البلاد خاصة مقرات لتحركاتهم ونشاطهم.

وتتصاعد دعوات القوى السياسية العراقية لاخراج القوات الاميركية منذ اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الشهر الماضي عن ابقاء قوات بلاده في العراق وعدم سحبها وذلك من اجل مراقبة ايران وتحركاتها الامنية والعسكرية في المنطقة وهو ما اثار غضبا رسميا ايرانيا تفاعل معه انصارطهران في العراق مطلقين تصريحات تعتبرهذه القوات محتلة وتهدد بمواجهتها عسكريا.

ويوم امس شدد اكبر تحالفين شيعيين افرزتهما الانتخابات البريلمانية الاخيرة التي جرت في ايار مايو الماضي اثر اجتماع لقياديتهما وهما سائرون بزعامة مقتدى الصدر والفتح بزعامة هادي العامري على ضرورة العمل لاخراج القوات الاميركية من العراق مؤكدين بالقول "لقد استطعنا اخراجهم استطعنا اخراجهم من الباب لكن عادوا من الشباك".. مطالبين بضرورة اتخاذ موقف في البرلمان ازاء هذا الوجود الاميركي.

وكان الناطق باسم قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة العميد يحيى رسول قد اشار مؤخرا الى ان "إنسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون الى أربيل عاصمة اقليم كردستان (220 كم شمال بغداد) وربما بعد ذلك تعود الى الولايات المتحدة او الى وجهتها المقبلة المحددة لها".

واشار الى عدم حاجة العراق لهذه القوات.. مبينا ان القوات الاميركية المنسحبة لن تستقر في قاعدة عين الأسد بمحافظة الانبار الغربية لان عدد المستشارين الأميركيين فيها كافٍ ولا يحتاج العراق لزيادتهم.
&
مشروع قرار في البرلمان لاخراج القوات الاميركية

ومن جهته اعلن تحالف سائرون بزعامة الصدر انه قدم الى رئاسة البرلمان مشروع قرار لمناقشته واقراره يدعو إلى مغادرة جميع القوات الأجنبية وفي مقدمتها الأميركية من البلاد بحلول نهاية العام الحالي في مهلة غير قابلة للتمديد، كما يتضمن إلغاء الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية الموقعة بين واشنطن وبغداد والتي تم بموجبها الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.

وفي مواجهة ذلك ينفي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وجود أية قواعد عسكرية "صرفة" للجيش الأميركي في بلاده قائلا في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي إن "هناك قواعد عسكرية عراقية فيها جنود أميركيون ولا وجود لقواعد عسكرية أميركية صرفة في العراق".

لكن مصادر عراقية مستقلة تؤكد أن الجيش الأميركي لديه عدد من القواعد في صحراء الأنبار بغرب العراق فضلا عن قاعدتين في قضاء القائم شمال وجنوب شرق نهر الفرات وقاعدة في الرطبة غرب بغداد وقاعدة في البغدادي بالانبار وجميعها لا يتواجد بها إلا القوات القتالية الأميركية دون أي أثر لتواجد عراقي.

وتشير الى ان الوجود الكثيف للقواعد الأميركية في العراق يأتي في سياق الترتيب للصدام المحتمل مع الوجود الإقليمي الإيراني في المنطقة والذي يشكل العراق التواجد الأكبر له فيها.