ما الذي يحمله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته المرتقبة إلى بيروت في أوائل الربيع المقبل، بعد التباين بين لبنان وفرنسا في موضوع مقاربة ملف اللاجئين السوريين في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: من المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت في أوائل الربيع المقبل، ومن المرجّح أن يزور الموفد الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات سيدر بيار دوكان بيروت في 18 الجاري للمشاركة في الاجتماع المخصص للتنسيق بين المؤسسات المالية المانحة، وقد يشكل هذا الأمر فرصة لحسم الجدل الذي أثاره التباين بين لبنان وفرنسا في مقاربة ملف اللاجئين السوريين، قبل زيارة ماكرون.

علاقة مركزية
عن زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة إلى بيروت، يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن العلاقة بين لبنان وفرنسا تبقى مركزية عبر التاريخ القديم والحديث، تعاقبت عليها كل العهود، وبقيت أسسها صامدة في هذا الخصوص، وفوائدها الإدارية والسياسية والعلمية لا تزال ماثلة، حيث عشرات الطلاب اللبنانيين يتعلمون اليوم في فرنسا.

ملفات
عن الملفات التي سيحملها معه ماكرون إلى لبنان لدى زيارته، يقول علوش إن أهمها يبقى ما له علاقة بالفرنكوفونية، والتبادل الثقافي، وكل المسائل التي لها علاقة بالتبادل التجاري، إضافة إلى الملفات السياسية في المنطقة، التي أصبحت اليوم على نار حامية.

النازحون
ماذا عن ملف النازحين السوريين في لبنان؟. يلفت علوش إلى أن ملف النازحين ستتم مناقشته، لأنه هاجس لبناني ودولي، لكننا نعلم أن هذا الملف يبقى بيد روسيا، وكذلك كيفية إدارته تستند إلى رعاية دولية ودعم دولي، لأن تكلفة هذا الملف باهظة جدًا، وتحتاج رعاية دولية وتسوية سياسية تؤدي إلى تغيير النظام في سوريا.

تدخل
عن الزيارات الرسمية إلى لبنان وإمكانية التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، يؤكد علوش على أن لا وجود لدول لا تتدخل في شؤون دول أخرى، فحتى الولايات المتحدة الأميركية تتأثر بالدول المحيطة بها، وتبقى الزيارات الخارجية تقليدًا عريقًا تتبعه كل الدول، تقليدًا يعبّر عن التعاون وتبادل المصالح.

فرنسا وروسيا
وردًا على سؤال هل تريد فرنسا من خلال زيارة رئيسها المرتقبة إلى لبنان أن تؤكد على دورها في المنطقة، خصوصًا بعد تنامي الدور الروسي؟.

يجيب علوش أن كل دولة كبرى تنظر إلى مصالحها في الدرجة الأولى، الثقافية والإقتصادية والأمنية والسياسية، فحتى لو أتت روسيا، وتنامى نفوذها في المنطقة، تبقى هذه المنطقة عمليًا غير منحصرة في مجموعة واحدة من الدول، إنما كل الدول الموجودة لها ظروفها وعلاقاتها، وفرنسا لم تأتِ لتنافس روسيا، إنما لتحافظ على دورها في المنطقة.

ولدى سؤاله أي دور فرنسي مرتقب في المنطقة في ظل التجاذبات الإقليمية؟، يؤكد علوش أن الدور المركزي والمحوري الذي كانت تتمتع به فرنسا في أوائل القرن العشرين سيتأثر بمن يملك السلاح في المنطقة.
&