أُطلق مشروع جديد على الانترنت لرقمنة ملايين اللوحات المائية في العالم، وخاصة تلك التي توثق تاريخ العالم عن قصد أو بدون قصد. &

إيلاف: أشارت صحيفة "الغارديان"، في تقرير عن مشروع "العالم بالألوان المائية"، إلى أن صاحب الفكرة هو الدبلوماسي البريطاني السابق فريد هوهلر، الذي اكتشف خلال جولة لرقمنة المجموعات الفنية في حوزة المتاحف العامة، حجم المهمة لحصر اللوحات المائية وحدها. &

أبعد من الجمال
لتكوين فكرة عن جسامة المشروع، فإن متحف قلعة نوريتش يضم نحو 4500 لوحة لفنان واحد، والحدائق النباتية الملكية في منطقة كيو في غرب لندن تحفظ ما بين 200 و300 ألف لوحة مائية في أدراجها.&
&
تتمثل قيمة "العالم بالألوان المائية" في أن المشروع لا ينظر إلى هذه اللوحات التاريخية على أنها أعمال فنية جمالية فحسب، بل وثائق أيضًا، أو سجلات بصرية للعالم الواسع بالألوان قبل 150 سنة على ظهور الفوتوغراف، ليكون أداة التوثيق الرئيسة. وبين اختراع الكاميرا في نحو 1900 وظهور الفوتوغراف الجماهيري الملون في الخمسينات، فقد العالم نصف قرن من توثيق العالم بالألوان المائية. &

معظم صانعيها نساء
يركز الموقع، الذي أُطلق بنحو 80 ألف عمل فني، على اللوحات المائية التوثيقية قبل عام 1900. وكان بعض الفنانين المتاحة أعمالهم على الموقع رسامين محترفين، والبعض الآخر مصمّمين مهنيين وخبراء بالنباتات ومسّاحين، إضافة إلى عدد لا يُحصى من الهواة. &

الجسور القديمة والجديدة في لندن 1828 لصاحبها جدعون ييتس من معهد بيشوبسغايت

وقال هوهلر إن غالبية هؤلاء الهواة نساء إلتقطن الفرشاة لتصوير العالم من حولهن من دون أن تُكافأ مساهمتهن بالوقت أو المهارة الفنية.&

مدخل لفهم الحاضر
وأعرب الدبلوماسي السابق عن اقتناعه بأن المشروع عندما يصل إلى رقمنة مليون لوحة مائية على الموقع سيكون "أداة لا غنى عنها لمساعدتنا على فهم عالم اليوم". فمن تآكل الشواطئ وذوبان الغطاء الجليدي للقطبين إلى فقدان أنواع عديدة من الحيوانات والنباتات، ناهيكم عن التدمير المباشر بأيد بشرية، كما في تدمر السورية، التي هشّم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" آثارها بالمعاول والمتفجرات، تعمل اللوحات المائية بمثابة مرجع لا غنى عنه لتوثيق هذه الفصول من تاريخ عالمنا. &

يضيف: "على سبيل المثال فإن لوحات مائية هي السجل البصري الوحيد الموجود لما كانت عليه قبل 150 عامًا حقول الجليد في الهملايا التي ذاب ثلثها بفعل التغير المناخي".&

الكل مدعو إلى المشاركة
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن هوهلر أن في بريطانيا لوحات مائية، ليس عن البلد وحده، بل عن بقية العالم أيضًا، وهي مكدسّة في أدراج. أما خارج بريطانيا فليست لديه فكرة عن عدد اللوحات المائية التي توثق طبيعة العالم وصناعاته وحرفه، وتتعيّن فهرستها في إطار المشروع، لكنه يقدر عددها بالملايين. &

عرض خاص للأكاديمية الملكية، 1858 لصاحبها وليام باين

من الواضح أن مهمة حصر هذه اللوحات تفوق طاقة الفريق، الذي شكله هوهلر، فالمشروع دعوة عالمية، بقدر ما هو خدمة عامة. &وكل من لديه هاتف يستطيع أن يرسل صورة لوحة مائية قد تكون بحوزته ليعرف العاملون في المشروع إن كانت تستحق الفهرسة.&

وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يرسلون صور لوحات مائية، زاد اكتمال الصورة التي يمكن أن يقدمها المشروع عن العالم كما كان.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان".