بور أو برنس: أحرق متظاهرون علمًا أميركيًا الجمعة في قلب العاصمة الهايتية بور أو برنس، مطالبين روسيا بالمساعدة لتسوية الأزمة، التي تشلّ البلاد منذ أسبوع، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس.

قال برونسون أحد المتظاهرين الذين كانوا في مجموعة صغيرة، وقاموا بإحراق العلم، "نريد أن نقول إننا نريد الانفصال نهائيًا عن الأميركيين. بقينا بأيدي الولايات المتحدة لفترة طويلة، ولم نعد نريدهم".

رأى هؤلاء المتظاهرون، الذين يبلغ عددهم نحو مئتي شخص، أن الولايات المتحدة هي من نصبت في السلطة الرئيس الهايتي السابق ميشال مارتيلي والرئيس الحالي جوفينيل مويز.

بعد إحراق العلم، هتف الشبان "يسقط الأميركيون، يحيا بوتين"، حسب المصدر نفسه. وقال برونسون "نطلب من روسيا وفنزويلا والصين أن تنظر إلى البؤس هنا". وبعد ذلك، اندلعت صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن. وسمع صحافي من وكالة فرانس دوي انفجارات.

وكانت الشرطة فرّقت في وقت سابق معظم التجمعات في المدينة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. وفي بقية أنحاء العاصمة، استؤنفت النشاطات إلى حد ما الجمعة، لكن السكان يشعرون بالخوف من أعمال العنف، ويفضلون البقاء في منازلهم.

وكان الرئيس الهايتي جوفينيل مويز خرج عن صمته الخميس، بعد أسبوع من احتجاجات عنيفة تطالب باستقالته، قتل خلالها سبعة أشخاص. وقال في خطاب مسجل مسبقًا بثه التلفزيون الرسمي "لن أترك البلد بأيدي العصابات المسلحة ومهرّبي المخدرات".

25 طالبًا كيبيكيًا
قال سيزار، الذي يساعد السكان في وسط المدينة، على ملىء أوعيتهم بالمياه، "لم يقل أي شيء جديد إطلاقًا، بل سبب تفاقمًا في الوضع، لأنه بالوقاحة التي تحدث فيها إلينا، أثار عداء مزيد من الناس له". وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الخميس استدعاء جميع "الموظفين غير الأساسيين" من هايتي، وحذرت الأميركيين من السفر إلى هذا البلد الغارق في أزمة سياسية عميقة واحتجاجات عنيفة.

وأغلقت كندا الخميس سفارتها إلى أجل غير مسمى. وبقي نحو مئة سائح كيبيكي في فندق على الشاطئ في غياب إجراءات أمنية كافية لنقلهم إلى مطار بور أو برنس.

وفي إجراءات جديدة أعلنتها الجمعة، علقت كندا إبعاد الهايتيين، الذين ترفض طلباتهم للجوء، أو صدرت بحقهم قرارات طرد، إلى بلدهم، ودعت رعاياها إلى الامتناع عن زيارة هذا البلد، موضحة أنه قد يتم إجلاء السياح العالقين السبت. وقال رئيس الوزراء الكندي في لقاء مع صحافيين بعد ظهر الجمعة إنه "قلق جدًا من الأحداث الجارية في هايتي".

كتبت وزارة الخارجية الكندية على موقعها الالكتروني "تجنبوا السفر إلى هايتي بسبب الاضطرابات التي تحدث في جميع أنحاء البلاد". أضافت أن "الوضع الأمني يمكن أن يتدهور بسرعة، وعيلكم التفكير في مغادرة هذا البلد بالوسائل التجارية، طالما أنها متوافرة".

من جهته، صرح رئيس وزراء كيبيك فرنسوا ليغو إنه قد يتم استئجار ثلاث مروحيات السبت لتنظيم إعادة 113 سائحًا عالقين منذ بداية الأسبوع في فندق في منتجع شعبي. من جهة أخرى، أكد مصدر حكومي كندي لفرانس برس أنه إلى جانب هؤلاء السياح، يحاول 25 طالبًا كيبيكيًا في المرحلة الثانوية وصلوا الأحد إلى هايتي، العودة إلى كندا.

وأكد أحد مرافقي هؤلاء الطلاب على صفحته على موقع فايسبوك أنه "لا تجري أي تظارهة في المنطقة التي يتواجدون فيها والشبان بأمان"، مؤكدًا العمل على إعادتهم "في أسرع وقت ممكن".

ومنذ السابع من فبراير، قتل سبعة أشخاص على الأقل على هامش التظاهرات التي سبب الفلتان خلالها أضرارًا مادية جسيمة في العاصمة خصوصًا. وتباطأ النشاط الاقتصادي في البلاد بسبب الحواجز التي نصبت على المحاور الرئيسة للطرق.
&