طرابلس: احتفل آلاف الليبيين الأحد بالذكرى السنوية الثامنة للثورة التي أطاحت الدكتاتور معمّر القذافي، على الرغم من أزمات سياسية وأمنية مزمنة تعاني منها البلاد.

والأحد تدفّق الآلاف ملوّحين بالأعلام الليبية في مسيرة إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس حيث كان القذافي يلقي خطاباته، وذلك استكمالا لاحتفالات كانت انطلقت السبت.

وتخلل الاحتفالات إطلاق ألعاب نارية وإحياء حفلات غنائية وموسيقية.

لكن في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس و"مهد الثورة"، كانت الاجواء أقل احتفالية مع تجمّع العشرات في ساحة الحرية التي انطلقت منها التظاهرات المناهضة للقذافي.

فالمدينة التي كانت في السابق رمزا للثورة دمّرتها عملية "الكرامة" التي يشنّها "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خلفية حفتر بهدف القضاء على الجماعات الاسلامية المتشددة في المدينة.

وقال محمد العقوري (32 عاما)، وهو من سكان بنغازي، إن "هذه الثورة&التي انطلقت من الشوارع والأزقة والميادين وقادها شباب طموح يافع وحليم جاءت رجعا لصدى صرخات البسطاء الفقراء والمستضعفين، لكن ذكراها تمر علينا اليوم بعد محاولات سرقة أحلام وطموحات شعبنا في العيش الكريم".

وأبدى أسفه لما آلت إليه هذه الثورة من "نزاع سياسي عقيم أدخل الوطن والمواطن في نفق مظلم وعميق.

وقال عبد الحميد المغربي، وهو صيدلي مقيم في الزاوية وأب لأربعة أطفال "انتظر بفارغ الصبر أن أرى بلدي مستقرا وأبناءه يبنون ويطورونه والأهم أن يعيشوا&بسلام وهناء. كفانا حربا وقتلا ودمارا".

وأضاف "أولادي لم يعرفوا حكم القذافي الجائر والدموي كما عرفه جيلي، فأتمنى أن تكون ذكريات طفولتهم جميلة. لم احتفل السنة الماضية بعيد الثورة لأني كنت غاضبا من حال البلاد، ونقص السيولة والأمان. ندمت لأني لم احتفل مع أولادي و لن أكرر ذلك هذه السنة. لدي أقارب في طرابلس سنزورهم لنحتفل مع أهل العاصمة بعيد الثورة".

وليبيا غارقة في الفوضى منذ إطاحة نظام معمّر القذافي في 2011 وتنتشر فيها مجموعات مسلّحة عدّة.

وتتنازع السُلطة في ليبيا سلطتان: حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي في طرابلس، وحكومة موازية في الشرق يدعمها البرلمان المنتخب و"الجيش الوطني الليبي".