كسر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم صمته في موضوع الصورة الجماعية التي أظهرت وقوف نائب وزير الخارجية خالد الجار الله على مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إيلاف: أثارت هذه الصورة جدلًا كبيرًا في الشارع الكويتي، وخرجت دعوات تطالب بمحاسبة نائب وزير الخارجية، وبضرورة تقديم اعتذار إلى الشعب، باعتبار أن ما حصل، وفق المعترضين، يعدّ تطبيعًا مع إسرائيل.

موقفنا واضح
رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، قال في تصريحات صحافية، إنه لا يتمنى رؤية أي مسؤول كويتي أو عربي أو مسلم في صورة جماعية مع "رئيس وزراء الكيان الغاصب"، مؤكدًا أن "الموقف الكويتي قيادة وشعبًا واضح ومبدئي وتاريخي في نصرة الشعب الفلسطيني، ورفض الاحتلال الصهيوني وممارساته، وهي قضية شرعية في مقدمة سلم الأولويات بالنسبة إلينا".

وجودنا في وارسو طبيعي
أضاف الغانم: "الكويت على مستوى القيادة والحكومة والبرلمان والشعب ترفض المزايدة على مواقفها التاريخية والمبدئية إزاء القضية الفلسطينية، وسيبقى شعار الكويت وعنوانها الواضح المتعلق بكونها آخر من ستطبّع مع دولة الاحتلال قائمًا وراسخًا ومبدئيًا".&

تابع قائلًا: "نعم، وجود ممثل كويتي رسمي، إضافة إلى ممثلين خليجيين رفيعي المستوى في مؤتمر دعت إليه أميركا وبولندا، ويناقش أوضاع المنطقة، أمر طبيعي وحتمي، حتى تقول الكويت رأيها ووجهة نظرها، وإن كنت لا أتمنى رؤية نائب وزير الخارجية في صورة جماعية مع رئيس وزراء الاحتلال، وهو الأمر الذي أوضحت الخارجية الكويتية بشكل جلي ملابساته وأبعاده الحقيقية".

هذا تاريخنا
الغانم أشار إلى أنه "إذا أردتم مواقف الكويت الحقيقية والدائمة والتقليدية إزاء الاحتلال الصهيوني، فالتاريخ يعجّ بها، ولعل أبرزها تلك المواقف الصلبة والواضحة والقاطعة التي تتخذها الكويت من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي في نصرة القضية الفلسطينية ورفض الاحتلال وممارساته، وعلى الصعيد البرلماني فالكل يتذكر المواقف المتتالية والمستمرة في رفض ممارسات الاحتلال الصهيوني، ولعل أبرز تلك المواقف عندما طردنا الوفد الإسرائيلي من أحد اجتماعات مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في سان بطرسبيرغ، والذي لقي دعم ومباركة سمو أمير البلاد في حينها، والذي أرسل رسالة دعم وتأييد ومساندة لهذا الموقف في أقل من 12 ساعة على وصولنا إلى البلاد".

أين كانت هذه القوى؟
وفي رده على بعض الأصوات التي شنت حملة انتقادات عنيفة، قال إن "ما يثير الاستغراب هو أن عددًا قليلًا من القوى السياسية والنواب صمتوا صمت القبور عندما كان البرلمان الكويتي يتخذ مواقف بارزة ومؤثرة ضد الكيان الصهيوني، وكأن القضية الفلسطينية لا تعنيهم، وهم يعتبرونها وسيلة أو جسرًا لإثارة أي لغط داخلي، ولذلك رأينا هذه الأقلية تخرج ببيانات هدفها التصعيد فقط".&

واعتبر أن "تأثير هذه الأقلية من القوى لا يتجاوز خمسة أو ستة أشخاص، بعدما كُشفت أكاذيب رموزهم وخداعهم للشعب الكويتي، وأظهرت الأيام مواقفهم التي كنا نعرفها من قبل، ولهؤلاء أقول أنتم آخر من يتحدث عن القضية الفلسطينية، وآخر من يزايد على هذه القضية، فعندما كنا نواجه وفود الكيان الصهيوني، كنتم تختبئون وتصمتون صمت القبور، فلا يحق لكم التحدث عن موقف الكويت قيادة وبرلمانًا وحكومة".&

وتمنى الغانم لو "بدلًا من المزايدة على مواقف الكويت المبدئية، كنا نرجو أن نسمع دعمًا ومؤازرة لكل المواقف الكويتية رسميًا وبرلمانيًا وشعبيًا، التي تفردت بها الكويت في زمن الهرولة نحو العدو ومحاولات طمس القضية الفلسطينية، ورغم كل الضغوطات التي تمارس علينا، والتي رفضتها الكويت، وقاومتها، رغم كلفتها السياسية".

وأعرب رئيس مجلس الأمة، "عن الشكر لكل القوى السياسية والمجتمعية الحية الرافضة للتطبيع، والتي تنتفض دائمًا مساندة للقضية الفلسطينية، وهو موقف الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس. أما تلك القوى والأسماء المعروفة التي لم تنبس ببنت شفة عندما اتخذت الكويت رسميًا وبرلمانيًا وشعبيًا مواقف حاسمة وقوية، فلا يحق لها الآن المزايدة على موقف الكويت التاريخي من الاحتلال ومن نصرة الشعب الفلسطيني".


&