الامم المتحدة: ذكر مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أن أول انسحاب للقوات من مدينة الحديدة المضطربة يمكن أن يبدأ في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء، وذلك في أول خطوة ملموسة باتجاه خفض التصعيد في الحرب الدائرة في هذا البلد.&

والأحد اتّفقت الحكومة اليمنية مع الحوثيين على المرحلة الأولى من انسحاب المقاتلين من مدينة الحديدة والتي تعتبر جزءا مهما من اتّفاق وقف إطلاق نار المبرم في أوائل ديسمبر في السويد.&

قال غريفيث لمجلس الأمن الدولي إن الطرفين اتفقا على الانسحاب من مينائي الصليف ورأس عيسى، يليه الانسحاب من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، إضافة إلى مفاصل مهمة من المدينة.&

أضاف "مع بدء عملية الانسحاب، ربما اليوم أو غدا، ضمن ذلك الجزء من اتفاق الحديدة، أصبحت لدينا الآن فرصة للانتقال من الوعد الذي تم قطعه في السويد إلى الأمل الآن في اليمن".&

سيتيح الانسحاب الوصول خلال الأيام المقبلة إلى مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، التي يعتقد أنها تحتوي على ما يكفي من الأغذية لإطعام 3,7 مليون شخص لمدة شهر، بحسب مدير المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوكوك.&

وتأمل الأمم المتحدة في أن يتيح خفض التصعيد في الحديدة وصول مساعدات غذائية وطبية إلى ملايين اليمنيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في بلد يقف على شفير المجاعة.

انخفاض الأعمال العدائية
يعتبر ميناء الحديدة على البحر الأحمر نقطة عبور رئيسة للسلع المستوردة والمساعدات إلى اليمن الذي قالت الأمم المتحدة إنه يشهد أسوأ أزمة إنسانية.&

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، حرباً منذ 2014 بين الحوثيّين المدعومين من إيران والقوّات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

مذّاك، قُتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظّمات حقوقيّة مستقلّة إنّ عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

وقال غريفيث للمجلس "يوجد زخم في اليمن" مؤكداً أنه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر، حدث "انخفاض كبير ومستمر في الأعمال القتالية في الحديدة".&

وأشار إلى أن محادثات منفصلة تجري في الأردن بشأن تبادل آلاف الأسرى، تحقق تقدما، إلا أن الحوثيين والحكومة يصرون على اتفاق بشأن القوائم الكاملة للمعتقلين. &وقال "حسب اعتقادي فإننا لسنا بعيدين جداً عن الاتفاق والتوصل الى الإفراج عن الدفعة الأولى".

يحتاج نحو 80% من سكان اليمن المساعدات الغذائية، بينهم 10 ملايين شخص على حافة المجاعة، بحسب الأمم المتحدة. وانهار اقتصاد البلاد بسبب القيود التي تفرضها الحكومة المدعومة من السعودية على توسيع الواردات.

وصرح مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارك لوكوك أمام مجلس الامن أن الحكومة اليمنية منعت اربع سفن تحمل وقوداً ضروريا لضخ المياه واستمرار تشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات من الدخول الإثنين. وأعرب لوكوك عن أمله بأن لا يعود اليمن مصنفاً ضمن الدول التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحلول 2019.&
&