على الرغم من نتائجه الباهتة يطرح السؤال هل كرّس مؤتمر وارسو الأخير التوطين، وهو الأخطر على لبنان ويتعلّق بتوطين فلسطينيي الشتات كما يتضمّن مشروع "صفقة القرن"؟.

إيلاف من بيروت: يعتبر الكثيرون أنه على الرغم من نتائجه الباهتة كرّس مؤتمر وارسو الأخير التوطين، وهو الأخطر على لبنان، ويتعلّق بتوطين فلسطينيي الشتات، كما يتضمّن مشروع "صفقة القرن"، ويؤكدون أنه ليس من باب المصادفة مثلًا الشروع في إعمار مخيم نهر البارد بتمويل أوروبي، من خلال إنشاء بيوت ومنازل من الباطون، ما يعني أنها ثابتة وأبدية، مع الإشارة إلى أنّ مساحة شاسعة من المخيم تمّ الانتهاء من إعمارها.

فما هو الموقف من التوطين في لبنان، وهل تصمد المعارضة ضد التوطين أمام إلحاح الدول الغربية عليه؟.

الإدارة الأميركية
الوزير السابق سجعان قزي يؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أنه "من الخطأ تحميل الادارة الأميركية، وتحديدًا إدارة دونالد ترمب، مسؤولية توطين الفلسطينيين، فكل الإدارات الأميركية منذ عام 1949 وحتى اليوم متواطئة مع إسرائيل بعدم تنفيذ قرار حق العودة لفلسطينيي الشتات، وإذا كان ترمب صرح أخيرًا بأن عودة الفلسطينيين مستحيلة، ويقترح إبقاءهم في دول اللجوء، فيستحق الشكر لأنه للمرة الاولى يصرح عن حقيقة الموقف الأميركي، في حين أن الإدارات السابقة تعلن رفضها التوطين وتعمل له، وليس المهم ما هو الموقف الأميركي أو سواه من قضية توطين اللاجئين، إنما المهم هو الموقف اللبناني، فالملاحظ أن لناحية قضية اللاجئين الفلسطينيين أو النازحين السوريين، بأن الدولة اللبنانية بالتكافل والتضامن بين كل مؤسساتها صارت تتذرع بمشروع التوطين الخارجي للفلسطينيين والسوريين لكي تبرر عجزها، عن معالجة هذين الملفين الاستراتيجيين".

تغيير النهج
ويدعو قزي الدولة اللبنانية والجهات المختصة الرسمية إلى "تغيير نهجها في ما خص هذين الموضوعين، فليس علينا أن نسأل ماذا يريد الآخرون، فلتبادر وتطرح مشروعًا تنفيذيًا لا إعلاميًا، فيهرول حينئذ المجتمع الدولي لمعالجة موضوع اللاجئين".

ويعتبر قزي أن "الدولة اللبنانية على حق برفضها مشاريع الخارج"، ويشدد على "أهمية قيامها بمبادرات تنفيذية، حيث لن يتحمل المجتمع الدولي موضوع معالجة اللجوء في لبنان"، مضيفًا "هناك مشروع قديم بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين يقضي بإعادة انتشارهم على الدول العربية، وغيرها إن شاءت، فلا يتحمل لبنان، وهو البلد الأصغر، المسؤولية الأكبر عن هذا العدد الهائل للاجئين، وهو نصف مليون فلسطيني، وليس 180 ألف لاجئ".

النازحون السوريون
كما يتطرق قزي إلى مسألة النازحين السوريين، ويشدد على "وجوب مبادرة الدولة اللبنانية إلى تنظيم قوافل عودتهم بالآلاف، وليس بالعشرات، وأن تدفع بهم إلى الحدود السورية، و"لا أعتقد أن النظام السوري أكان ديموقراطيًا أو ديكتاتوريًا، أكان عادلًا أم ظالمًا، يستطيع اليوم أن يرفض عودة أبناء سوريا إلى بلادهم، وكفانا قولًا إن أميركا تريد التوطين، والأمم المتحدة تريد دمج النازحين، بل يجب أن ننتقل من رد الفعل إلى الفعل التاريخي لإنقاذ لبنان".

لن يحصل
الوزير سليم جريصاتي يؤكد من جهته أن التوطين لن يحصل لأي نازح في لبنان، داعيًا الدول الأخرى المعنية بشأن النازحين إلى أن "تتخذ موقفًا يلائم سيادتها".
&