بعد تسجيل أوساط عربية ودولية استياءها من الأمر، قسمت زيارة وزير النازحين اللبناني صالح الغريب إلى سوريا الرأي العام اللبناني بين مؤيد لتلك الخطوة وبين رافض لها.

بيروت: سجلت أوساط عربية ودولية استياءها إزاء زيارة وزير شؤون النازحين اللبناني صالح الغريب إلى سوريا، وتخوفت من أن تكون هذه الحكومة ممرًا سهلاً للنظام السوري يعبر من خلاله إلى تحقيق التطبيع من لبنان ويستعملها وزارة خارجية له، في وقت يشترط المجتمعان الدولي والعربي دخول سوريا في مرحلة انتقالية، رابطًا إيّاها بالإعمار والعودة الآمنة والطوعية للنازحين.

ولفتت الأوساط &إلى أنّ "أي اشارة عربية إيجابية لمساعدة الحكومة، مرتبطة بتطبيق "النأي بالنفس" في التعامل مع النظام السوري، وكذلك مع حزب الله الذي حددت السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد بعد زيارتها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري تدخّله في 3 بلدان عربية على الأقل، في وقت تستعد الإدارة الأميركية لفرض مزيد من العقوبات عليه في المرحلة المقبلة.

إنجاز

ويؤكد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان&أن "زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى سوريا إنجاز مهم في مقاربة ملف النزوح بشكل عملي وجديّ وواقعي بعيدًا عن الغوغائية والارتجال، فحل مشكلة النزوح هو&من صلب الاهتمام المشترك اللبناني السوري لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين".

وفي تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد إرسلان أنه "لا بد من التنويه والدعم من الرئيسين بشار الأسد وميشال عون بمقاربتهما الموضوعية لهكذا ملف"، داعيًا الجميع إلى "التعالي عن الصغائر والنظر إلى هذا الموضوع من منظار المصلحة اللبنانية العليا".

أما عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش فيؤكد لـ "إيلاف"، رفضه التعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرًا إلى ان "الحكومة مؤلفة من مكونات لكلّ رأيها في إطار العلاقة مع سوريا، ولا يحق لأحد التفرّد بالقرارات"، مضيفًا ان "الفريق الذي يذهب الى سوريا مخطئ".

قرار رسمي

كما يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش لـ "إيلاف" " أن "مسألة علاقة الدولة اللبنانية مع سوريا مرتبطة بقرار رسمي من جامعة الدول العربية"، ويقول:""لم أستغرب زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا، فوزراء الثامن من آذار لم يقطعوا علاقاتهم يومًا بسوريا وهذا التعاطي فردي، لكن في السياسة نحن لا نوافق على هذه الزيارة"، داعيًا إلى "وجوب أن يكون هناك التزام بالقرارات الحكومية".

ملف النازحين

وعن ملف النازحين، يقول حبيش: "نحن مع العودة الآمنة للنازحين إلى سوريا وهذا الأمر مفروغ منه، لكن كما أن هناك مصلحة لبنانية هناك أيضًا نظرة إنسانية".

ويشدد على أن "للحكومة الحالية مهمة أساسية تتمثل بإنقاذ الوضع المالي"، لافتًا إلى أن "أول قرار في إطار محاربة الفساد يجب أن يتمثل برفع الحصانة عن الجميع، عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس وجميع الوزراء والنواب".
&