إيلاف من لندن: أثار تقرير للاتحاد الأوروبي حول الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة كشف النقاب عنه في بغداد اليوم، استياء لرصده عمليات ترهيب وتأثير على المتنافسين والناخبين وانحيازا للعبادي وغياب الشفافية وعدم ضمان سرية التصويت.

&ووجه تقرير لبعثة&خبراء الانتخابات في الاتحاد الأوروبي، وكشفت وزارة الخارجية العراقية عنه خلال الساعات الاخيرة، انتقادات حادة لسير العملية الانتخابية لانتخاب مجلس النواب الحالي التي جرت في 12&مايو الماضي وخاصة ما يتعلق منها بسير الانتخابات وبعمل المفوضية العليا للانتخابات وقناة العراقية شبه الرسمية الممولة من الدولة.

11 ملاحظة سلبية

وأشار التقرير الذي بعثت بنصه بعثة الاتحاد الأوروبي للانتخابات الى الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة ويتضمن&36 صفحة واطلعت على نصه "إيلاف"، الى& 11 ملاحظة سلبية رافقت الانتخابات.
وأشارت البعثة في تقريرها الى انه لم تتم حماية سرية الاقتراع واتباع اجراءات العد والفرز بشكل منتظم.. واكدت غياب الشفافية في الانتخابات العراقية الاخيرة وعدم اجراء مراجعة وتدقيق مستقلين لنظام تكنولوجيا المعلومات المستخدمة وتغيّر التشريعات خلال العملية الانتخابية.

كما اشار التقرير الى عمليات ترهيب وتأثير على المتنافسين والناخبين لا سيما في المناطق الحدودية المتنازع عليها في كركوك ونينوى ومحافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك.

وقالت البعثة إن الاطار القانوني للانتخابات احتوى على العديد من الاحكام التي لا تتماشى مع المبادئ الدولية لانتخابات ديمقراطية.. مبينة انه في خطوة غير مسبوقة اقر مجلس النواب السابق تعديلا على قانون الانتخابات بعد اعلان النتائج الاولية للانتخابات مما احدث تغييرات مهمة. واوضحت أن وكلاء الكيانات السياسية والمراقبين لم يتمكنوا من الوصول بحرية وبالشكل المطلوب الكافي الى مراكز الاقتراع.

ووجهت البعثة في تقريرها انتقادات الى المفوضية العليا للانتخابات قائلة انها "لم تلاحظ أي جهود مبذولة من قبلها لتسهيل وتمكين الناخبين من استلام توزيع بطاقات الناخب بسلاسة ما حرم اكثر من 20% من الناخبين المسجلين بحكم الامر الواقع من حقهم في الاقتراع".

واضافت ان أغلب المحاورين الذين ظهروا على شاشة قناة العراقية المملوكة للدولة كانوا منحازين بشكل واضح لصالح رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي. وبينت انه "على الرغم من افتراض استقلالية المفوضية (كما يوحي الاسم) الا أن اعضاءها هم مرشحو الكتل السياسية".

&المفوضية: الانتخابات خضعت لمراقبة دولية

ومن جهته، فقد رد مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات على تقرير البعثة الأوروبية مؤكدا ان الانتخابات قد خضعت لمراقبة المنظمات المحلية والدولية ومن ضمنها بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات.
واشار مجلس المفوضين في بيان اليوم الى أن "المفوضية دأبت على الاهتمام بجميع التقارير التي ترد من جميع المنظمات والخاصة بالشأن الانتخابي".&

وأوضحت أنها "عاكفة على اعداد تقرير مفصل واجابة رسمية على ما ورد في التقرير وفي جانبه الخاص المتعلق بعمل المفوضية وسيوزع هذا التقرير على&الرئاسات الثلاث والمنظمات الدولية وبعثة الاتحاد الأوروبي وسينشر في الموقع الرسمي للمفوضية خلال الايام المقبلة" من دون تحديد موعد لذلك.
&
شبكة الاعلام العراقي: عملنا بحيادية

&ومن جانبها، نفت شبكة الاعلام العراقي المشرفة على قناة العراقية الفضائية التلفزيونية انحيازها في تلك الانتخابات الى رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.

وعبرت الشبكة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" عن اسفها الشديد لتقرير بعثة الاتحاد الأوروبي الخاص بتغطيتها للانتخابات.. مشيرة الى انه "تضمن مغالطات قد تكون غير مقصودة او لم تدقق من قبل القائمين على كتابة التقرير وخاصة في الجانب الخاص المتعلق بتغطية شبكة الاعلام العراقي التي حازت على ثناء واشادة جميع القوى السياسية المتنافسة"، بحسب قولها.

واضافت الشبكة قائلة انها "وضعت قبل اجراء الانتخابات خطة عمل متكاملة أشرف عليها خبراء من داخل الشبكة وخارجها روعي فيها تمثيلهم لجميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء وعملت الشبكة وللمرة الاولى وبتوجيه من قبل رئيسها مجاهد أبو الهيل على حجب جميع النشاطات الانتخابية لرئيس الوزراء السابق الذي اثنى على هذه الخطوة".

ونوهت الى انها وللمرة الاولى ايضا خصصت مئات الساعات للمرشحين لعرض برامجهم الانتخابية او توجهاتهم اذ تمت استضافت 4000 مرشح يمثلون جميع القوى المتنافسة في الانتخابات من اصل 6904 مرشحين أي اكثر من 60 بالمئة من عدد المرشحين.

ونوهت الشبكة الى انها "نجحت باستضافة رؤساء الكتل الانتخابية المتنافسة او من يمثلهم &وتخصيص نفس وقت الاستضافة دون محاباة لأحد، بل تمت استضافة شخصيات كانت ممنوعة من الظهور على الشاشة بقرارات فردية من رؤساء الشبكة السابقين".

ودعت شبكة الاعلام العراقي في ختام بيانها بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق الى زيارة الشبكة والاطلاع على المادة الاعلامية المبثوثة خلال مدة التغطية الاعلامية للانتخابات.

يشار الى ان تحالف سائرون برئاسة زعيم التيار الصدري المتحالف مع الشيوعيين مقتدى الصدر قد تصدر نتائج الانتخابات السابقة بحصوله على 54 مقعدا تلاه قائمة الفتح الممثلة للحشد الشعبي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري بنيلها 47 مقعدا ثم حل ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ثالثا بنيله 42 مقعداً.
&