كيف تختلف ذكرى 14 آذار في العام 2005 عن الذكرى اليوم بعد مرور 14 عامًا على انطلاقة ما سميت حينها "ثورة الأرز"، وهل من عودة قريبة إلى تلاحم قوى 14 آذار مجددًا؟.

إيلاف من بيروت: مع الاحتفال بذكرى 14 آذار اليوم يطرح السؤال الآتي: "بماذا تختلف 14 آذار 2019 عن 14 آذار 2005، تاريخ انطلاقة "ثورة الأرز"؟.

في هذا الصدد،&يشير النائب السابق أمين وهبي في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن 14 آذار كقيم ومبادئ وتعلق بسيادة البلد وإستقلاله تبقى قيمًا موجودة عند كل مكونات 14 آذار، ولكن في فترة سابقة ظهرت تباينات بين قوى 14 آذار في بعض التفاصيل السياسية، أو في الحدث السياسي اليومي، وكلنا نتمنى أن تعود قوى 14 آذار إلى قراءة موحدة للوضع السياسي وللأولويات والمهمات الآنية والبعيدة لقوى 14 آذار، عندها نصل إلى الوحدة في ما بين قوى 14 آذار، وتبقى المبادئ مهمة جدًا، لكن ترجمتها فعليًا على الأرض تكون بالحدث السياسي اليومي، ونتمنى أن تعيد 14 آذار إنتاج وحدتها.

التباينات
عن أبرز التباينات بين مكونات 14 آذار، يؤكد وهبي أن التباينات موجودة، ولو بُذل الجهد الكافي من قبل كل مكونات 14 آذار، ولو اجتمعت هذه القوى لتقديم المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والفئوية، لما اختلفت في ما بينها، وعندما تبادر القوى السياسية في رؤية مصلحتها الفئوية، تكون تجافي الحقيقة، فالمصلحة الوطنية هي ما تُجمع عليه كل القوى، ونتمنى أن تعيد هذه القوى قراءة الواقع، وتبذل الجهد الكافي لإنتاج رؤيا مشتركة، تكون القاعدة على أساسها توحيد قوى 14 آذار.

المصالح الفئوية
أما ما الذي فقدته قوى 14 آذار حتى يجزم البعض أنها لن تعود إلى سابق عهدها؟. يجيب وهبي أن قوى 14 آذار قدم فيها الفرقاء المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية، وأصبح كل طرف يعتبر أن المصلحة الفئوية هي مصلحة الوطن ككل، وهذا غير صحيح، لأن مصلحة الوطن تبقى ما يجمع عليه جميع الفرقاء، والسبب يبقى أن تلك القوى بالغت في الالتصاق بالمصالح الفئوية والحزبية أكثر مما التصقت بالمصلحة الوطنية التي تجمع.

جمهور 14 آذار
ماذا عن جمهور 14 آذار.. هل هو متفق مع قياداته على التباينات في ما بينهم.. أم يبقى متضامنًا على القيم والمبادئ عينها؟. يرى وهبي أن جمهور 14 آذار يبقى الملايين التي اجتمعت في هذه الذكرى، وهي تساوي مئات الأضعاف من الحزبيين في مختلف القوى، والحزبيون المنضوون في تنظيمات يساوون 1 على مئة من &كل من كان موجودًا في جمهور 14 آذار، وبالتالي هذه الجماهير عندما تجتمع قوى 14 آذار وتتكلم لغة وطنية صافية بعيدة عن العصبيات المذهبية والحزبية ومصالح الزاوريب والأزقة، وعندما تتكلم كلامًا على مستوى قضية الوطن فهذه الجماهير موجودة وتتجاوب، لكن عندما يصبح كل طرف يتكلم خطابًا فئويًا حزبيًا أو مذهبيًا، حينها هذه الجماهير تصاب بالإحباط وتنكفئ، لذلك يجب ألا ينصّب أحد نفسه من كل مكونات 14 آذار مسؤولًا عن تلك الجماهير، هذه الجماهير تبقى للوطن، وهي دائمًا موجودة إذا أحسنّا مخاطبتها وجدّدنا الرؤيا بمصلحة الوطن العليا.
&