نصر المجالي: تشير كل الدلائل إلى أن السودان يقف على عتبات مرحلة جديدة من التغيير في النهج والممارسة في إطار منهجي تصالحي يحتوي جميع الخلافات لتدشين مسار عملي لحسم جميع الأزمات التي تتصدرها أزمتا "الاقتصاد" و"الثقة".

وتتكلم مصادر عديدة عن سيناريوهات المستقبل في إطار التطورات السريعة واللافتة التي يشهدها السودان راهنا بعد تعيين الرئيس عمر البشير، لوزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف نائباً له، حيث ترشح كل المعلومات أن يكون نجم المستقبل، وربما تربعه على سدة الرئاسة.

وعلى هذا النحو، فإن ثمة شعورا عاما بأن هناك إيجابية في ما يخص الوضع في السودان بعد التغييرات الإيجابية الأخيرة، حيث يرغب كل من عمر البشير وعوض بن عوف تكرار تجربة الرئيس السوداني السابق، عبد الرحمن سوار الذهب، الذي تنازل طوعا عن السلطة.

وتربط مصادر في تحليلها عن التطورات السودانية أمام (إيلاف) بين التطورات الوشيكة وبين ما صدر عن الجنرال ابن عوف، الذي تولى في السابق رئاسة الاستخبارات العسكرية، من حديث بنبرة تصالحية تجاه الاحتجاجات قائلا إن الشبان الذين شاركوا في الاضطرابات الأخيرة لهم "طموح معقول".

تفويض

وتقول المعلومات إن الرئيس البشير صار يفوض بعضًا من سلطاته لابن عوف الذي كان نجح في مراحل مهمة في حياته العسكرية، مما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من "مشير إلى جنرال" وهذا حال السودان الذي فشلت فيه كل الحكومات المدنية حتى المنتخبة منها بتحقيق دولة الرفاه.&

ومع هذه التوقعات، فإن الحديث يتداول عن زيارة للجنرال ابن عوف لدولة خليجية كبرى في إطار جولة متوقعة، وذلك بعد أيام من زيارته الأخيرة لمصر.&

ومثل هذه الجولة المتوقعة، يكون لها نتائج مهمة على واقع الحال السوداني بشكل ايجابي، والحؤول من دون تورط الخرطوم بعلاقات تحمل معها مخاطر غير محسوبة، وخصوصا العلاقات مع قطر أو تركيا وهي ظلت تلوح في الأفق في الأشهر القليلة الماضية.&

وفي هذا الإطار، تقول معلومات متوفرة عند (إيلاف) إن السودان طرد دبلوماسيين قطريين اثنين، بينما أوقفت السلطات القطرية رحلاتها الى السودان، كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية تعليق جميع رحلاتها المجدولة من وإلى السودان، اعتبارا من مطلع أبريل المقبل، تسعى بعض الخطوط الجوية الخليجية الآن الى اخذ حصة القطريين.&

تصادم

كما أن علاقات الخرطوم والدوحة شهدت تصادما، حين تحدثت إحدى القنوات القطرية الاخبارية عن لقاء مزعوم لمدير المخابرات السوداني مع إسرائيل في هذا الظرف العصيب الذي يمر به السودان الذي أغضبته المعلومة وهي غير صحيحة، حيث تغاضت القناة عن العلاقات المتميزة والسرية بين قطر واسرائيل.

وتشير المعلومات إلى أن الدولة السودانية بما فيها الحزب الحاكم رفضت بعض النصائح من إحدى الدول حول التعاطي بيد من حديد مع التظاهرات الشعبية في السودان، وسجن المعارضين، وقالت السلطات السودانية إن الحالة السودانية خاصة، ولا يمكن التعامل مع الوضع الراهن بمنطق القوة والقمع.

مسيرة عسكرية&

يذكر أن الجنرال ابن عوف المولود في مستهل خمسينيات القرن الفائت، في قلعة ود مالك بقرية قري والتحق بالكلية الحربية وتلقى تدريبه العسكري في مصر وتخرج في الدفعة 23 مدفعية وعمل معلما بكلية القادة والأركان.&

وخلال مسيرته العسكرية عمل مديراً للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، ونائباً لرئيس أركان القوات المسلحة.

وكان الجنرال قد لعب دوراً في تحسين العلاقات السودانية الأريترية عندما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات السودانية الأريترية.

وبعد تقاعده عام 2010، عين سفيراً في وزارة الخارجية حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات قبل أن ينقل قنصلاً عاماً للسودان في القاهرة ثم سفيراً للخرطوم لدى سلطنة عمان.

وفي أغسطس عام 2015، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً بتعيين الفريق أول ركن ابن عوف وزيراً لوزارة الدفاع الوطني.

وتشير التقارير إلى أنه خلال توليه منصبه شهد تسليح الجيش السوداني تطوراً نوعياً في ما يتعلق بالمنظومة الصاروخية والمدفعية.&

اليمن&

ومما يتناقله لمحللون عن مواقفه، هو تصريحه حول وجود قوات سودانية في اليمن، حين أكد إصرار الحكومة على بقاء جنودها باليمن ضمن تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية، رغم دعوات بسحب القوات من اليمن.&
وكان قال في مؤتمر صحفي في 2018 إن مشاركة القوات المسلحة السودانية في اليمن واجب والتزام أخلاقي.

ويشار في الختام، إلى أنه في 23 فبراير 2019، أعلنت الرئاسة السودانية تعيين وزير الدفاع عوض بن عوف نائباً أول للرئيس مع احتفاظه بمنصبه واستبدال جميع حكام الولايات بقادة عسكريين. جاء ذلك بعد إعلان البشير في اليوم السابق حالة الطوارئ في السودان لعام واحد، وتعيينه حكومة مؤقتة مع الإبقاء على وزراء الدفاع والخارجية والعدل، استجابة للاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ ديسمبر 2019.
&