إيلاف من دبي: تتواصل فصول المواجهة بين الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي مع الداعية الذي اصبح إماراتيا وسيم يوسف، وسط تأييد مطلق من الرأي العام الإماراتي والخليجي للطرف الأول الذي لم يقبل تشكيك الثاني في صحيح البخاري، حيث كان منطلق وسيم يوسف أنه لا يوجد ما يدعو إلى تقديس أي نصوص، وجاء رد ضاحي خلفان عليه بقوله إنه لا يعلم كيف يمكن تحري وتدقيق النصوص والأحاديث، بل إن عمله الذي يبرع فيه هو تفسير الأحلام.

اتهامات التحريض

وكان للداعية الذي اصبح إماراتيا رد فعل مثير للجدل، حينما تواصل مع الإعلامي عمرو أديب على الهواء مساء أمس متهماً ضاحي خلفان بأنه يعاني من مراهقة متأخرة، بل أشار إلى أن نائب رئيس شرطة دبي يحرض عليه، مما قد يجعله عرضة للطعن على يد متعصب أو مراهق، وربما يتسبب في تعرض أي من أفراد عائلته للإيذاء بسبب ما أطلق عليه تحريضاً.

الأمر الذي جعل ضاحي خلفان يرد قائلاً إن وسيم يوسف لا يفقه أصول الشريعة، كما لا يعرف شيئاً عن القانون، فالتحريض جريمة يعاقب عليها القانون، وهو لم يحرض بل استخدم حقاً له في الدفاع عن قيم دينية يحرص عليها الشعب الإماراتي، الذي يشهد له العالم بالتقدم والتواصل الحضاري مع العالم، ولكنه في الوقت نفسه يحافظ على ثوابت دينه.

هذا الرجل يمثلني

اللافت في الأمر أن المساندة التي حصل عليها ضاحي خلفان من الرأي العام الإماراتي والخليجي فاقت جميع التصورات، فقد تم تدشين هاشتاج ضاحي خلفان يمثلني، وجاءت المساندة لأسباب تتعلق بعدم تقبل الشارع لطرح وسيم يوسف، حيث غرد البعض مؤكدين إن وسيم يوسف ما هو إلا شخص ضمن أقليه تريد فرض رأيها ورؤيتها في بعض القضايا على الأغلبية، وأنه كان يتوجب عليه الحفاظ على صورته كداعية، وألا يتجاوز في حق رجل دولة له تاريخ كبير في العمل الأمني في دبي ودولة الإمارات.

لماذا يدعمون ضاحي خلفان؟

يرى الغالبية أن قضية ضاحي خلفان بالتصدي للتشكيك في ثوابت عقائدية إنما هي قضية عادلة، خاصة أن المجتمع الإماراتي معروف بقدرته على قبول الآخر والتواصل والإنفتاح على العالم، ولكنه في الوقت ذاته يحافظ على ما يتعلق بالجانب الديني والعقائدي، وهي معادلة لا تتوفر في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية.

كما أن الفريق ضاحي خلفان تميم يملك تاريخاً كبيراً في العمل الأمني بالإمارات منذ نهاية حقبة السبعينيات من القرن الماضي حتى الآن، و لديه مجلساً يتيح له اللقاء مع مختلف طبقات وثقافات المجتمع الإماراتي والمقيمين، الأمر الذي يجعله الأقرب إلى قضايا الشارع، فضلاً عن أنه يملك جرأة كبيرة في طرح المشكلات التي تواجه المواطن الإماراتي، ويضاف إلى ذلك أنه يساهم في العمل الخيري بصفة دائمة.

وخلال فترات التصدي للمد الإخواني، لعب ضاحي خلفان دوراً مهماً في كشف مخططات التنظيم الإخواني، وهو الآن يرأس المجلس الإتحادي لمكافحة المخدرات في الإمارات، أي أنه يجمع بين الدفاع عن هموم وقضايا الوطن، وفي الوقت ذاته لا يقبل التشكيك في الدين ، حيث يرى أنه على رأس القيم التي يتمسك بها الشعب الإماراتي، وبالنظر إلى جميع الأسباب السابقة وجد خلفان دعماً كبيراً من الرأي العام الإماراتي امتد للدول العربية والخليجية فيما بعد.

من هو ضاحي ؟

تم تعيينه قائداً عاماً لشرطة دبي قبل أن يتجاوز 30 عاماً، وتحديداً في عام 1980، ونجح طوال مسيرته في العمل الأمني بدبي في تطوير جهاز الشرطة وفق أعلى المعايير العالمية، سواء بتطوير العمل الإداري أو الأمني، وكذلك في الجانب الأكاديمي عن طريق إنشاء أكاديمية الشرطة التي تخرج منها الكثير من رجال الأمن والقانون، كما أن عدداً كبيراً منهم أتيحت له الفرصة لاستكمال دراساته العليا ليخدم الإمارات في مختلف المواقع فيما بعد.

كما حرص خلفان على إنشاء أول مختبر جنائي في المنطقة العربية يعتمد على الـDNA، وغيرها من المؤسسات الشرطية التي جعلت الأمن في دبي يحظى بمكانة عالمية، وفي الوقت الذي يوجد في دبي 200 جنسية، إلا أن معدل الجريمة من بين الأقل على المستوى العالمي، كما ينشط ضاحي خلفان في القضايا السياسية والإجتماعية، وهو صوت إماراتي يحرص العالم العربي على متابتعه.