نصر الجالي: اقحم رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، نفسه عنوة مما أثار تساؤلات، في حادثة الهجوم الإرهابي ضد مسجدي نيوزيلندا، وتوعد منفذ الهجوم بالعقاب إذا لم تحاسبه "بلاده".

وفي حين أخطأ أردوغان في تحديد هوية وجنسية الإرهابي برينتون تارانت، مشيرا إلى أنه "نيوزيلندي" بينما هو "أسترالي"، نقلت وكالة "الأناضول" الرسمية عنه قوله مخاطبًا منفذ الهجوم الذي راح ضحيته 50 شخصا: "عليك أن تدفع ثمن ما اقترفت يداك. وإن لم تحاسبك نيوزيلندا، فنحن نعرف كيف نحاسبك بشكل من الأشكال".

واعتبرت مصادر سياسية أن تهديد الرئيس التركي "تدخل&في الشؤون الداخلية لبلد آخر"، حيث مسؤولية التحقيق في حادثة الهجوم على المسجدين هي مهمة الحكومة النيوزيلندية أولا وأخيرا.

منحة مجانية

وقالت إن المهاجم كان منح طواعية لأردوغان "حق الدفاع عن الإسلام، وإنه حماة حماه دون غيرهم من المسلمين عبر الأرض" وذلك من خلال تهديده له في بيانه الذي كان نشره قبل تنفيذ الهجوم الإرهابي.

وحشد الرئيس التركي كل وسائله السياسية الإعلامية ومهارته الخطابية في الساعات التي تلت الهجوم الإرهابي يوم الجمعة الماضي، للرد على بيان منفذ الهجوم&الذي هاجم فيه&الدولة العثمانية وحرض على قتله شخصيا.&

وقال أردوغان: "تبيّن أن هذا القاتل نشر بيانا يستهدف فيه جميع المسلمين وبالإضافة إلى بلادنا وشخصي أنا". وأضاف: "مواقفنا ستكون مبدئية ضد سلب حياة أي شخص بريء من أي عرق أو مذهب أو مشرب كان".

عقوبة الاعدام

وأضاف حاكم تركيا: "بالنسبة لي، لقد أخطأنا حين ألغينا عقوبة الإعدام، إذ يصعب عليّ أن أرى الذين تسببوا في مقتل 251 مواطنا ليلة المحاولة الانقلابية (15 يوليو 2016)، وهم أحياء في السجون تتم تلبية احتياجاتهم، حتى ولو كانت عقوبتهم السجن المؤبد".

وكان تارانت قد خطّ عبارات عنصرية على سلاحه، هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، وتوعدهم، كما دعا أيضا لقتل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومثل تارانت يوم السبت أمام المحكمة في نيوزيلندا وسط تساؤلات حول العقوبة التي ستنزل به بعد إزهاقه أرواح 50 شخصا بدم بارد في مذبحة نيوزيلندا.

وذكرت صحف أن&هذا المجرم البالغ 28 عاما لن يواجه الإعدام، لأن هذه العقوبة ملغاة من القانون الجنائي في نيوزيلندا منذ 1961 بموجب استفتاء شعبي.

فيما رجح الخبراء أن يحكم عليه بأشد عقوبة في نيوزيلندا، وهي السجن المؤبد دون إمكانية الإفراج عنه تحت أي ظروف.

زيارة تركيا

يشار إلى أن وسائل إعلام تركية كانت ذكرت أن سفاح المسجدين الإرهابي برينتون تارانت، قد زار تركيا أكثر من مرة عام 2016.

ونقلت قناة "TRT عربي" الروسية عن مسؤول تركي قوله: "تقييمنا الأولي هو أن مرتكب الهجوم الشنيع في كرايست تشيرش، سافر إلى تركيا عدة مرات وقضى فترة طويلة من الوقت في البلاد".

وبين المسؤول التركي أن تارانت "قدم إلى تركيا مرتين، الأولى عام 2016 حيث دخل البلاد في 17 مارس، وغادرها في 20 من نفس الشهر، والثانية في 13 سبتمبر وغادرها في 25 أكتوبر من نفس العام".

وتابع: "نعتقد أنه ربما يكون قد سافر إلى بلدان أخرى في أوروبا وآسيا وإفريقيا (انطلاقا من تركيا). نحن نحقق حاليا في تحركاته واتصالاته داخل البلاد".

وأشارت وكالة "الأناضول" التركية إلى أن الإرهابي تارانت قد أقام 43 يوما في تركيا خلال زيارته الثانية.