احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأنصاره طويلًا يوم الأحد بعد الرسالة التي بعث بها وزير العدل ويليام بار إلى الكونغرس، وتضمنت تلخيصًا عن التقرير الذي رفعه روبرت مولر حول التحقيقات التي أجراها منذ مايو 2017.

إيلاف من نيويورك: رسالة بار أعطت صك البراءة للرئيس وحملته، فوزير العدل قال إن "التحقيقات التي قام بها المحقق الخاص لم تجد ما يثبت أن فريق حملة ترمب أو أي شخص له علاقة بهذه الحملة قد تعاون أو توافق مع روسيا في جهودها للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016".

شبح عرقلة العدالة
وعلى خطى تبرئة ترمب من مزاعم التواطؤ، يبدو أن شبح عرقلة العدالة قد أزيح من دربه، فمولر، وبعد تحقيق "واقعي وشامل"، لم يصل إلى استنتاج يؤكد حصول عرقلة مدروسة للعدالة.

تلخيص التحقيق
في رسالته الموجزة إلى الكونغرس، اختصر بار تحقيقات مولر بالقول: "في يوم الجمعة قدم المحقق الخاص تقريرًا سريًا بعنوان (تقرير حول التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016). وعلى الرغم من أن مراجعتي لا تزال جارية، إلا أنني أعتقد أنه من المصلحة العامة وصف التقرير وتلخيص الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها المستشار الخاص ونتائج تحقيقه".

عمل المحققين
أضاف "يوضح التقرير أن المحقق الخاص وموظفيه حققوا بشكل شامل في مزاعم تقول إن أعضاء حملة دونالد ترمب الرئاسية، وغيرهم من المرتبطين بالحملة، تآمروا مع الحكومة الروسية في جهودها للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، أو سعوا إلى عرقلة التحقيقات الفيدرالية ذات الصلة.&

وفي التقرير، أشار مولر إلى أنه عند استكمال تحقيقه، عيّن 19 محاميًا، ساعدهم فريق من حوالى 40 من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وعدد من الموظفين الفنيين. وأصدر المحقق الخاص أكثر من 2800 أمر استدعاء، ونفذ ما يقرب من 500 أمر تفتيش، وحصل على أكثر من 230 أمرًا لسجلات الاتصال، وقدم 13 طلبًا إلى الحكومات الأجنبية للحصول على أدلة، وأجرى مقابلات مع حوالي 500 شاهد".

بار تابع قائلًا في رسالته: "حصل المحقق الخاص على عدد من لوائح الاتهام والإدانات للأفراد والكيانات في ما يتعلق بتحقيقه، والتي تم الكشف عنها علنًا أثناء التحقيق، وأحال العديد من المسائل على مكاتب أخرى لاتخاذ مزيد من الإجراءات. لا يوصي التقرير بأي لوائح اتهام أخرى".

كيف حقق مولر؟
وفي قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، قسم مولر تقريره إلى جزئين. يصف في الأول نتائج التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. ويحدد الثاني الجهود الروسية للتأثير على الانتخابات وتوثيق الجرائم التي ارتكبها أشخاص مرتبطون بالحكومة الروسية.

كما يوضح أن الاعتبار الرئيس للتحقيق الذي يجريه المحقق الخاص هو ما إذا كان هناك أميركيون، بمن فيهم أفراد مرتبطون بحملة ترمب، قد انضموا إلى المؤامرات الروسية، للتأثير على الانتخابات، الأمر الذي يمكن النظر إليه على أنه جريمة فيدرالية.

ترمب بريء
بار أشار في رسالته إلى أن "التحقيق لم يجد أن حملة ترمب أو أي شخص يرتبط بها قد تآمر أو نسق مع روسيا في جهودها للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016".&

وكما يذكر التقرير فـ"لم يثبت التحقيق أن أعضاء حملة ترمب تآمروا أو قاموا بالتنسيق مع الحكومة الروسية في أنشطتها للتدخل في الانتخابات".

.. ومساعدوه أيضًا
لكن مولر قال إن هناك جهتين روسيتين رئيستين عملتا للتأثير على انتخابات 2016، أولاها وكالة أبحاث الإنترنت التي عمدت إلى القيام بعمليات تضليل وإعلام على وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، بهدف بثّ الخلافات الاجتماعية، وفي نهاية المطاف بهدف التدخل في الانتخابات.&

وكما هو مذكور أعلاه، لم يجد المحقق الخاص أن أي شخص أميركي أو مسؤول في حملة ترمب أو زميل له تآمر أو نسق عن عمد مع الوكالة، وذلك على الرغم من أن المحقق الخاص وجّه اتهامات جنائية ضد عدد من الرعايا والكيانات الروسية في ما يتعلق بهذه الأنشطة.

جهود الحكومة الروسية
ولفت بار في رسالته إلى "جهود الحكومة الروسية في إجراء عمليات القرصنة الحاسوبية المصممة لجمع ونشر المعلومات للتأثير على الانتخابات، بحيث وجد مولر أن الجهات الحكومية الروسية نجحت في اختراق أجهزة الكمبيوتر، وحصلت على رسائل البريد الإلكتروني من الأشخاص المنتسبين إلى حملة كلينتون والحزب الديمقراطي، ونشروا هذه المواد علنًا عبر مختلف الوسطاء، بما في ذلك ويكيليكس، وبناءً على هذه الأنشطة، وجّه المحقق الخاص تهمًا جنائية إلى عدد من الضباط العسكريين الروس بتهمة التآمر لاختراق أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة لأغراض التأثير على الانتخابات.&

لكن مجددًا لم يجد مولر أن حملة ترمب أو أي شخص مرتبط بها قد تآمر أو نسّق مع الحكومة الروسية في هذه الجهود، وذلك على الرغم من العروض المتعددة المقدمة من أفراد تابعين لروسيا لمساعدة حملة ترمب.

نقطة مهمة
إضاءة مولر على العروض المقدمة من قبل أفراد تابعين لروسيا تعطي براءة كاملة لدونالد ترمب جونيور، وجاريد كوشنر، في ما يتعلق باجتماع برج ترمب الشهير مع شخصيات روسية.


&