أعلن العراق حال الطوارئ واستنفر أجهزته الخدمية والفنية والصحية لمواجهة موجة سيول وأمطار ستسبب فيضانات واسعة خلال الساعات المقبلة، فيما سيتم إخلاء بلدات وقرى، من المتوقع تعرّضها للسيول من سكانها، خاصة في المناطق المحاذية للحدود الإيرانية. فيما أعلنت محافظات اليوم عن عطلة رسمية بسبب سوء الأحوال الجوية.

إيلاف: حذرت خلية إدارة الأزمات في الحكومة العراقية في تعميم فوري على أجهزة الدولة من موجة سيول جارفة ستسبب فيضانات واسعة، ودعت المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والتهيؤ التام لأي طارئ قد يحدث.&

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى امتداد خط سحابي رعدي كثيف في عموم العراق، حيث تشير تنبؤات الأرصاد الجوية إلى أن ذروة الاضطرابات الجوية ستمتد خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، وسط دعوات إلى الحذر من غزارة الأمطار وسرعة الرياح، التي ستسبب سيولًا وفيضانات تجتاح معظم مدن العراق، الأمر الذي دفع إلى استنفار أجهزة الدفاع المدني والصحة والبلديات والمجاري، وتوجيهها لأخذ الاحتياطات لأي طارئ، مع توقعات بارتفاع مناسيب نهر دجلة.

إجراءات احترازية استباقية
من جانبه وجّه وزير الموارد المائية جمال العادلي بتكثيف الجهود واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والاستباقية المطلوبة للسيطرة على مياه السيول المتوقعة.

هيليكوبتر عسكرية عراقية تنقذ مواطنين حاصرتهم سيول الأمطار في مدينة بدرة في محافظة واسط الجنوبية

وترأس العادلي اجتماع اللجنة العليا للفيضان، حيث تمت مناقشة الموقف المائي، وتقرر تكثيف الجهود واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والاستباقية المطلوبة للسيطرة على مياه السيول وخزنها لتعزيز الخزين المائي والحيلولة دون حدوث أضرار نتيجة الموجات الفيضانية المحتملة بسبب استمرار سقوط الأمطار وارتفاع مناسيب الأنهار. وأكد على ضرورة الاستمرار في تحذير المتجاوزين على حوض نهر دجلة بالابتعاد عن محرمات النهر حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم.&

محاولة درء سيول الغرب بتصريف المياه إلى الصحراء&
كما وجّه محافظ صلاح الدين (غرب) عمّار حيدر خليل تحذيرات أشار فيها إلى أنه بناء على البرقيات من مركز العمليات الوطني وتقارير الأنواء الجوية، التي تشير إلى حدوث سيول وفيضانات ضمن المناطق المحاذية لمحافظة صلاح الدين، والتي من المتوقع أن تكون أكبر بكثير من استيعاب نهر دجلة خلال الأيام المقبلة، ولكي يتم منع حدوث الكارثة وأخذ الإجراءات الاحترازية، وأهمها إيجاد منفذ لتصريف المياه باتجاه الصحراء بين محافظتي صلاح الدين والأنبار، والتي تحتاج جهودًا جبارة تفوق قدرة المحافظة.&

وطالب جميع الوزارات بالتهيؤ والمساعدة في هذا العمل الذي بوشر به من اليوم، حيث إن أخطر منطقة للفيضانات في العراق هي المنطقة المحصورة بين قضاء الشرقاط وسدة سامراء. ودعا المواطنين في محافظة صلاح الدين إلى أخذ تدابير الحيطة والحذر والابتعاد عن حوض النهر، وخاصة المناطق التي تعرّضت لسيول وفيضانات سابقة، وذلك لحماية أرواح وممتلكات المواطنين.

تحذير مناطق شرق العراق من سيول آتية من إيران
بدوره حذر مدير الدفاع المدني في محافظة البصرة الجنوبية العقيد تحسين علي ساري الحكومة المحلية من سيول جارفة خلال الساعات المقبلة.&

وقال في نداء "بموجب مؤشرات الأمطار المتوقعة يوم 25 من الشهر الجاري يلاحظ تأثر المناطق الشرقية من البلاد ابتداء من محافظة ديالى ونزولًا إلى محافظتي واطس وميسان، وستكون شديدة، وتنتج منها سيول كبيرة". وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية من قبل قيادات العمليات والحكومات المحلية في المحافظة والحيطة والحذر وتهيئة واستعداد مراكز المديريات وفرق الإنقاذ للتدخل في معالجة أي حادث والابتعاد عن حوض دجلة تحسبًا لاي طارئ.

إخلاء سكان حوض شط العرب
دعت وزارة الموارد المائية المواطنين الساكنين قرب شط العرب في محافظة البصرة إلى المغادرة فورًا بسبب السيول.

سيول الأمطار داخل المدن العراقية

وأشارت إلى أن المعلومات تؤكد قدوم كميات كبيرة جدًا من المياه على نهر دجلة وكذلك من الأهوار باتجاه شط العرب، لكون هذا الموسم يمتاز بالأمطار الغزيرة وكثرة السيول الواردة عبر الحدود الإيرانية.

ودعت مديرية موارد البصرة الحكومة المحلية إلى تبليغ الساكنين داخل حوض النهر أو بالقرب منه بضرورة المغادرة وإخلاء هذه الأماكن فورًا حفاظًا على سلامتهم وتحسبًا لحدوث أي أضرار مستقبلًا.

كما حذر مدير ناحية السيبة في قضاء الفاو في جنوب البصرة من تعرّض عدد من قرى ومناطق الناحية للغرق نتيجة ارتفاع مناسيب مياه شط العرب وزيادة الإطلاقات المائية فيه، فضلًا عن فتح نهر الكارون من قبل الجانب الإيراني.

وقال أحمد الربيعي، في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء، إن غالبية مناطق الناحية تتعرّض الآن لارتفاع مناسيب المياه وخصوصًا قرى الدويب ومحيلة والزيادية والشلهة البحرية والقطعة وشلهة القطعة وبعض المناطق في مركز الناحية، بسبب ارتفاع مناسيب المياه في شط العرب، وفتح نهر الكارون، وهبوب الرياح الجنوبية الشرقية، فضلًا عن تأكل سداد الأنهار لعدم وجود صيانة بشكل دوري.

أضاف "طالبنا الحكومة المحلية قبل شهر وحتى الأسبوع الماضي بضرورة توفير الدعم اللازم لدوائر الموارد المائية والبلدية، لكن للأسف (أسمعت لو ناديت حيًا)، لا حياة لمن تنادي". ودعا حكومة البصرة المحلية إلى الإسراع في إيجاد حلول لدرء الخطر عن الدور السكنية والعوائل التي تسكن القرى والمناطق والأراضي الزراعية في الناحية قبل فوات الأوان، لافتًا إلى ضعف الإمكانيات في بلدية السيبة، التي هي بحاجة إلى دعم مادي وهندسي من جهات أخرى، للقيام بالأعمال المطلوبة، لتجنيب الناحية من الغرق وقبل حلول الكارثة.&

أيضًا أعلنت مديرية ناحية قزانية في محافظة ديالى (شمال شرق) حالة الاستنفار القصوى تحسبًا لموجة سيول مائية آتية من الحدود العراقية الإيرانية.

وأشار مازن أكرم مدير الناحية إلى أن الإدارات الخدمية في ناحية قزانية في شرق بعقوبة عاصة محافظة ديالى أعلنت حالة الاستنفار تحسبًا لهطول أمطار غزيرة وفق تقارير الأنواء الجوية وتدفق سيول مائية إيرانية صوب قرى الناحية.
&


&