رأى هادي البحرة عضو هيئة التفاوض السورية أن الأوضاع في سوريا تتقدم نحو الإيجابية، وأنه كلما خف العمل العسكري سيزداد الحراك السياسي.

إيلاف: تحدث البحرة في تصريح لـ"إيلاف" عن "جهود في الاتجاه الصحيح، ومنهجية في العمل، وبوادر خير". وأوضح أن "هناك تقدمًا يلوح في الأفق بجهود مركزة، وفي سياق منتظم واضح التوجّه، وفي إطار التفويض الأممي الممنوح، وضمن حدود التوافقات الدولية والإقليمية الممكنة". وأكد أن هناك المزيد من العمل وألا عودة إلى الوراء.

وتعمل هيئة التفاوض، وبالتناغم مع مجموعتها في الائتلاف الوطني السوري المعارض، (البحرة عضو في هيئته السياسية) ومنصة القاهرة وهيئة التنسيق والمجلس الوطني الكردي، بتناغم واضح، وفِي جولة دولية وإقليمية قادتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية، ثم سيسافر وفد من هيئة التفاوض لتلبية دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي امتدح جهود الهيئة في لقاء سريع في الرياض، ودعاهم إلى موسكو.

لكن ما زالت تبدو الكثير من الصعوبات، حيث إن موقف منصة موسكو، التي هي جزء من الهيئة، يضعف الهيئة ومواقفها، ويظهر أن لديها أكثر من رأي.

كما إن المواقف الأميركية الروسية لم تتسق مع بعض بخصوص الملف السوري، رغم أن حدة الانتقادات الروسية لواشنطن قد خفت في الآونة الأخيرة، حتى لوحظ أن بيان الخارجية الروسية حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضم الجولان إلى إسرائيل لم يكن حادًا.

وكانت منصة موسكو، الممثلة في هيئة التفاوض، قالت إن قيادة الهيئة تمارس سلوكًا معاديًا للحل السياسي ولمسار "أستانة"، متهمة إياها بتأييد "الطروحات الغربية الهدامة".

اعتبرت منصة موسكو أنها "موجودة ضمن هيئة التفاوض على أساس القرار 2254 بوصفها واحدة من ثلاث منصات ذكرها القرار، وعلى هذا الأساس فقط، فإنه من الضرورة في مكان تبيان وجه المنصة المستقل ومواقفها المخالفة لمجمل ما يطرح رسميًا باسم هيئة التفاوض".

وأوضحت أن المسائل الأساسية المطروحة على الطاولة تتمثل في العقوبات المفروضة على سوريا، والتي "لم تصب غير عموم الشعب السوري، وزادت فقره، وعمقت مأساته، ووفرت الأساس لشبكة فساد كبيرة مشتركة بين الفاسدين الكبار في النظام والفاسدين ضمن الاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الدولية".

وأكدت أن "من يؤيّد استمرار العقوبات من أعضاء هيئة التفاوض، إنما يقدم خدمة كبيرة إلى فاسدي النظام الذي يدّعي معارضته".
كما تطرقت "منصة موسكو" إلى مسألة إعادة الإعمار، وأكدت أن "أي ربط لها بالجانب السياسي هو متاجرة بعذابات الشعب السوري وبآلامه، وتعليق حياته اليومية إلى أجل غير مسمى".

وانتقدت الهيئة التعامل مع هذا الملف، مشيرة إلى أن "المواقف الغربية تشجّع على عدم عودة اللاجئين قبل إنجاز الحل السياسي".

أضافت: "البعض يظن أن عدم حل مسألة اللجوء هو أداة ابتزاز سياسي للتأثير على شكل الحل المقبل، والحقيقة أن الغرض من عدم حل مسألة اللجوء هو بالضبط منع الوصول إلى أي حل كان، وإبقاء الجرح نازفًا وتعميقه وصولًا إلى استكمال مشروع الفوضى الخلاقة إنْ أمكن". وأكدت في بيانها أن "منصة موسكو"، كانت ولا تزال "تدعم حلًا سياسيًا حقيقيًا على أساس القرار 2254 والمدخل الدستوري الذي تم إقراره في سوتشي، حلًا يستند إلى توافق السوريين في ما بينهم".
&