إسماعيل دبارة من تونس: وجّه الاسلاميون في الجزائر سهام نقدهم إلى نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، رمطان العمامرة، واتهموه بتحريض الدول الأجنبية ضدّ التيار الاسلامي، لمنع وصولهم للحكم.

وانتقد رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري بشدة، جولة وزير الخارجية رمطان العمامرة، معتبرا أنها "تحريض دول أجنبية ضد الشعب" وقال: "عيب عليك أن تحرض الخارج على خاوتك (اخوتك).

وقال مقري في فيديو نشر على موقع الحركة الرسمي واطلعت "إيلاف" على محتواه: "عيب عليك أن تحرض الخارج على اخوتك الجزائريين اذا اعتبرتهم اخوتك، أين هي الأنافة والرجولة؟"

يضيف: "الذين تسميهم إسلاميين هم جزائريون لديهم جواز سفر جزائري ومواطنون جزائريون، كيف تسمح لنفسك بتحريض الخارج على إخوتك... الاسلاميون جزء من النسيج الوطني".

وأردف مقري قائلا "هناك شريحة عريضة من الاسلاميين الذين هم في الطبقة السياسية.. هؤلاء ربما يكونون وطنيين اعظم منكم.. من الاسلاميين من اعتديتم عليهم وادخلتموهم السجون والكثير منهم لا علاقة لهم بما جرى والذين تورطوا في الارهاب يتحملون مسؤولياتهم".

ويبدو أن الهجوم الاسلامي العنيف على العمامرة، مرده تسريبات عن فحوى اجتماعاته في عواصم أوروبية وموسكو، حيث قالت تلك التسريبات إن رمطان لعمامرة "حذر من صعود الاسلاميين إلى السلطة في حال عدم القبول بحزمة الاصلاحات التي تقدم بها الرئيس منتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة".

وفي وقت سابق، نفت الخارجية الجزائرية "المعلومات" التي تم نشرها على "حساب وهمي على تويتر" ونسب إلى وزير الخارجية رمطان العمامرة، واعتبرت ذلك "مناورة محضة".

وتم تعيين العمامرة في 11 آذار 2019 نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي سبق ان شغله بين عامي 2013 و2017، ويعتبر من أشدّ المدافعين على خيارات الرئيس بوتفليقة، ويروج منذ تعيينه نائبا لرئيس الوزراء، لخارطة الطريق التي طرحها بوتفليقة، في الخارج.

وقال المتحدث باسم الخارجية عبد العزيز بن علي شريف إن الوزير "لم ينشر أي شيء عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، أو غيرهما) منذ توليه منصبه الحكومي الجديد".

يشار إلى أن "حركة مجتمع السلم" تعتبر أحد أكبر الأحزاب في الجزائر، وتأسست في العام 1990 على يدي الشيخ محفوظ نحناح تحت اسم "حركة المجتمع الإسلامي".

ويقول خصومها أن لها ارتباطات بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. وشارك هذا الحزب (حمس) في جميع الاستحقاقات السياسية التي جرت في الجزائر، وشكل في الفترة الممتدة من سنة 2004 إلى غاية يناير 2012 مع حزبي "التجمع الوطني الديمقراطي" و"جبهة التحرير الوطني" ما كان يسمى ب"التحالف الرئاسي"، وتكتلت حركة (حمس) مؤخرا مع حركة النهضة الجزائرية وحركة الإصلاح الوطني فيما سمي ب"تكتل الجزائر الخضراء".