إيلاف من دبي: أثبت مجسم ضخم لتمثال بوذا على طريق دبي - أبوظبي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار أن الصراع بين قوى الظلام ومساعي التقارب والإنفتاح على العالم لا يزال على أشده.&

قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في إرساء قيم التسامح والتقارب مع الحضارات والثقافات والديانات الأخرى، مما يجعلها في صدارة الدول العربية والشرق أوسطية في هذا الجانب، وعلى الرغم من ذلك فقد تسبب هذا المجسم في إثارة جدل كبير، خاصة أن قوى الظلام تسابقت في وصف التمثال بأنه رمز للوثنية، وعبادة الأصنام، بل إن أكثر الأصوات تطرفاً أشار دون أن يعرف حقيقة الأمر إلى أن هذا المجسم يتحدى عقيدة الإسلام في دول الخليج بشكل عام، والإمارات على وجه الخصوص.

تغييب الحقيقة عمداً

واللافت في الأمر أن الصحف والمواقع وحسابات السوشيال ميديا التابعة لتنظيمات دينية، على رأسها التنظيم الإخواني، وكذلك الصحف القطرية والصحف والمواقع المعارضة للإمارات في الخارح هي التي تسابقت في نشر أخبار مغلوطة عن سبب وجود هذا المجسم لبوذا على الطريق الذي يربط بين دبي وأبوظبي، وتسبب ذلك في نقل الخبر بالصورة والفيديو على نطاق واسع، مما أثار جدلاً وسخطاً في بعض الأوساط دون محاولة واحدة لتحري الأمر، ومعرفة الحقيقة، مما يؤشر إلى أن القوى الظلامية مازالت تعمل بقوة، ولم يردعها صوت التسامح، أو محاولات التقارب مع ثقافات ومعتقدات العالم.

معرض فني للوفر أبوظبي

مجسم تمثال بوذا الموجود على الطريق بين دبي وأبوظبي ما هو إلا أحد المجسمات والأعمال التي يستعين بها متحف لوفر أبوظبي في معرض "الطريق الفني" على الطريق من دبي إلى أبوظبي، وتتم&الإستعانة بنماذج لهذه الأعمال من أجل أن تكون متاحة لأكبر عدد من المسافرين، ولا تكون مشاهدتها قاصرة على زوار متحف اللوفر في أبوظبي فقط.

ووفقاً لما نشرته وكالة أنباء الإمارات "وام" قبل أيام، فإن لوفر أبوظبي قد أعلن أنه سيتم عرض 10 أعمال جديدة من مجموعته، على شكل مجسمات ثلاثية الأبعاد أو لوحات عملاقة على مخرج 11 من دبي إلى أبو ظبي، وسيتمكن السائقون عند المرور باللوحات "من الاستماع إلى شرح تفصيلي عنها مدته 30 ثانية عبر إذاعات شريكة للمتحف.

رمز تسامح لا عبودية

وفي الوقت الذي يقوم لوفر أبوظبي برسالة مهمة لتعزيز التقارب بين الشرق والغرب عن طريق الأعمال الفنية والقطع الأثرية وغيرها، فقد جاءت فكرة الإستعانة بمجسمات على طريق دبي أبوظبي مثل مجسم بوذا من أجل نشر قيم التسامح والإنفتاح على ثقافات العالم، ولا يوجد منطق لما تتناقله مواقع وصحف وحسابات سوشيال ميديا مناهضة للإمارات عن أن هذا المجسم اعتداء على الإسلام، أو تجاوز في حق الثقافة العربية والإسلامية.

بل على العكس من ذلك، فإن هذا المجسم يرمز إلى رغبة راسخة في التقارب والإنفتاح على العالم، وهو الأمر الذي يتوافق مع النهج الإماراتي، فقد تم الإعلان عن 2019 عاماً للتسامح، كما شهدت أبوظبي زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان قبل أسابيع، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بحضور البابا فرانسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب.