عاش الرئيس السوداني المعزول عمر البشير على رأس السلطة لنحو 30 عامًا، إلا أن حياة أسرته ظل يحيط بها غموض، ولا يُعرف عنها شيء، سوى أنه متزوج من سيدتين، وأنه لم ينجب أبناء.

إيلاف من القاهرة: بعدما أسقطت ثورة 19 ديسمبر نظام حكم البشير، وجرى اعتقاله في "مكان آمن"، لا يزال الغموض يحيط بمصير زوجته الثانية وداد بابكر، التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في البلاد، بحكم أنها السيدة الأولى أو "الهانم" كما يلقّبها السودانيون.

فرار نحو جوبا
ظلت وداد بابكر، زوجة الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، تتمتع بنفوذ واسع في البلاد، منذ زواجه منها في عام 2001. وتتهمها المعارضة السودانية بالفساد والاستبداد، لكنها لم تظهر على الساحة منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام حكمه في 19 ديسمبر 2018، وتوارت عن الأنظار. وبعد سقوط النظام واعتقال البشير، أصبح الغموض يحيط بمصيرها.

كشفت صحيفة "التيار" السودانية، الصادرة اليوم الاثنين، أن زوجة البشير، وداد بابكر، وشقيقه عبد الله البشير، تقدما بطلب إلى حكومة جنوب السودان، من أجل المغادرة منها إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة.

وداد بابكر مستقبلة الشيخة موزة زوجة أمير قطر

وقالت الصحيفة إن الحكومة في جوبا رفضت منحهما إذنًا بالمغادرة، وطالبتهما بالعودة إلى الخرطوم، والسفر عبرها. وأشارت الصحيفة إلى أنّ وداد بابكر قد وصلت إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم، بصحبة أبنائها، فيما وصل عبد الله البشير قبل السادس من أبريل للقاء بعض شركائه.

الزواج كورقة سياسية
وذكر سفير جمهورية جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، للصحيفة السودانية، أن شقيق الرئيس المخلوع عبد الله البشير كان متواجدًا في جوبا منذ أيام، لكنّه وصل إلى الخرطوم، ونفى تواجد زوجة الرئيس المخلوع وداد في جوبا. فيما أكّدت مصادر للصحيفة تواجدها في جوبا، وأن هناك اتجاهًا لعودتها إلى الخرطوم.

تزوج البشير من وداد بعد وفاة زوجها اللواء إبراهيم شمس الدين أحمد، في حادث سقوط طائرة هليكوبتر عام 2001، ولديها 5 أبناء من زوجها الراحل.

ورغم أن البشير وقع في حبها بعد وفاة زوجها، إلا أنه استخدم هذا الزواج ورقة سياسية داخلية، ودعا الشباب وقادة الجيش إلى الزواج من أرامل الشهداء في القوات المسلحة، اقتداء به.

مصادر الثروة
تمتعت وداد بابكر، الزوجة الثانية للبشير، بنفوذ واسع خلال فترة حكمه، وتتهمها المعارضة السودانية بالفساد، وأنها تضع يديها على أراضٍ وأملاك شاسعة، إضافة إلى أرصدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات في بنوك أجنبية، وأنها استمدت قوتها ونفوذها بصفتها السيدة السودانية الأولى.

وفي 2014 كشف تقرير نشره مركز "جنوب كردفان" الإعلامي، أن وداد بابكر تمتلك ثروة طائلة تم وضعها في مصرف بريطاني ضمانًا للمستقبل".

نسب المركز إلى وداد قولها إن تلك "الأموال تعود إلى زوجها السابق"، لكنه يفنّد هذا الإدعاء بالقول إنها "كانت تسكن في أحد البيوت الحكومية القريبة من جهاز الأمن، وهو سكن متواضع للغاية".

أضاف المركز: "في الغالب زوجها لم يمكث معها طويلًا، فقد كان معظم وقته في مناطق العمليات العسكرية. فمن أين لوداد هذه الثروات المنقولة والمشاريع العقارية والمنتجعات السياحية؟".

مستشارون لتضخيم الأرصدة
ويحمل السودانيون على وداد لقب "الهانم"، وقال المركز إن لديها مستشارين ماليين يعملون معها لزيادة أرصدتها المالية على مستوى الدول ذات الصبغة المصرفية، كما إنها تمتلك منتجعات وعقارات في الإمارات وماليزيا.

تعتبر قصة زواج البشير من وداد واحدة من أكثر قصص الزواج في عالم السلطة غرابة، إذا إنه كان متزوجًا من فاطمة خالد، إحدى قريباته، التي كشفت أن البشير تزوج عليها وداد، بينما هي تتلقى العزاء في وفاة والدتها.

قالت فاطمة خالد، الزوجة الأولى للبشير، في تسجيل نادر: "طبعًا الشرع حلل 4 للرجل، وما فيها حاجة، ولكن أنا كانت أمي متوفية وكنت في البلد، وما حصل أني سمعت الكلام دا، أنه هو يتزوج".

لم تبارك له
أضافت أن البشير حضر إلى بيت والدها، وأخبره أنه سوف يتزوج، ومعه رجال كثيرون من أرامل الشهداء، مشيرة إلى أنه طلب من والدها أن يتحدث معها في هذا الأمر.

ولفتت إلى أن والدها أبلغها بأمر زواج البشير من وداد بعد ثلاثة أيام من الزواج، وطلب منها ألا تثير المشاكل، وألا تتحدث مع أحد في الأمر. أضافت إنها لم تتحدث معه إطلاقًا في أمر زواجه من وداد، ولم تبارك له.

يذكر أن وزير الدفاع عوض بن عوف، أعلن إسقاط نظام حكم عمر البشير، والتحفظ عليه في مكان آمن يوم الخميس الماضي، بعد تظاهرات استمرت لنحو أربعة أشهر.