باريس: تكرم فرنسا الخميس "الابطال" الذين أنقذوا كاتدرائية نوتردام بباريس من ألسنة اللهب وهم من الاطفائيين، الى جانب أشخاص&آخرين&أشاد الرئيس ايمانويل ماكرون لدى استقبالهم بعملهم "المثالي"، قبل موكب ينظم بمقر بلدية باريس.

وقال ماكرون لدى استقباله 300 مكرم بينهم 250 اطفائيا من باريس، "العالم بأسره كان يتابعنا ولقد كنتم مضرب المثل" مضيفا "كنتم قدوة لما يجب أن نكون عليه".

وعلاوة على اطفائيي باريس، كان ضمن المكرمين، اطفائيون من المنطقة الباريسية وشرطيون وعناصر من الصليب الاحمر والحماية المدنية، ساهم جميعهم في انقاذ المعلم.

أشاد ماكرون في كلمة مساء الاثنين بعمل الاطفائيين الذين وصفهم بـ "الابطال" بعد أن كافحوا، مخاطرين أحيانا بحياتهم، الحريق طيلة 15 ساعة ليل الاثنين الى الثلاثاء وتمكنوا في اللحظة الاخيرة من انقاذ الكاتدرائية من الدمار التام.

وتجند لمكافحة الحريق، الذي أثار تعاطفا عبر العالم وسيلا من التبرعات بلغ 850 مليون يورو الخميس، 600 اطفائي.

وسينظم موكب تكريم "للمساهمين في انقاذ" الكاتدرائية نحو الساعة 14,00 ت غ في مقر بلدية باريس على بعد مئات الامتار من الكاتدرائية.

وفي الاسبوع السابق على عيد الفصح سيتم تنظيم سهرة خشوع مساء الخميس في كاتدرائية ساكري كور بمونتمارتر التي ستبقى مفتوحة طوال الليل.

"نقاط بالغة الهشاشة"

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب اثر اجتماع للحكومة الاربعاء عن سلسلة من الاجراءات لرفع "التحدي الهائل" المتمثل في اعادة بناء الكاتدرائية خلال خمس سنوات، كما أعلن ماكرون، وذلك بعد مسابقة دولية لهندسة العمارة ودعم ضريبي للهبات لاعادة اعمار برج الكاتدرائية ومشروع قانون للتبرع على المستوى الوطني.

ويستمر نشر ستين اطفائيا عند الكاتدرائية تحسبًا من أي حريق جديد وتم جلب أعمدة لتدعيم بعض نقاط المبنى.

وقال فرانك ريستر وزير الثقافة الخميس أنه مازالت هناك "ثلاث نقاط بالغة الهشاشة" في المبنى ويجري العمل على تلافي وقوع أية اجزاء ذابت بفعل شدة حرارة اللهب.

كما لاحظ الوزير أن&هناك "خطرا حقيقيا" لانهيار الجزء المثلث (الجملون الخشبي) الشمالي الذي يصل برجي الأجراس في مواضع غير التي انهارت منه أصلا، ولذلك "سيتم تثبيت سقالات" هذا الخميس.

وقال اسقف باريس اوبيتي مساء الاربعاء في قداس بوسط باريس شارك فيه مئات الاشخاص، بينهم زوجة الرئيس، "إن كاتدرائيتنا الغالية تجثو على ركبتيها (..) لكنها ستعيش".

"مجسم كاتدرائية"&

وغداة الحريق عبر ماكرون عن الأمل في أن تتم اعادة بناء المعلم التاريخي الذي زاره 12 مليون شخص في 2017، في غضون خمس سنوات. وستتم اقامة مجسم خشبي للكاتدرائية خلال كامل فترة اعادة الاعمار.

وقال رئيس الوزراء ادوارد فيليب إن مسابقة معمارية "ستحسم مسألة ما اذا يتعين بناء برج مطابق" للبرج المستدق الذي انهار، أو "برج جديد يتلاءم مع تقنيات ورهانات عصرنا"

واعتبر حفيد المهندس المعماري الذي بنى المعلم ايجين فيولي لو دوك أن اعادة بناء الكاتدرائية دون البرج سيعني "بترها".

في الاثناء، انتقد مسؤولون سياسيون ونقابيون ومحتجو "السترات الصفر"، سرعة تبرع الشركات الكبرى في فرنسا لفائدة اعادة اعمار الكاتدرائية ووعودهم بتقديم مئات ملايين اليورو. (مع خصم ضريبي كبير).

ووعدت أسرة بينو بتقديم مئة مليون يورو، ومجموعة "ال في ام اش" وأسرة ارنو، التي تملك أكبر ثروة في فرنسا، مئتي مليون يورو ومثلها أسرة بيتانكور مييرز ومجموعة لوريال. وقدمت مجموعة توتال النفطية مئة مليون أخرى.

واعتبر بيرنار ارنو رئيس مجلس ادارة كبرى شركات المنتجات الفخمة في العالم ال يو ام اتش، أنه من "المثير للقلق" ان "يتعرض المرء للنقد" بعد أن قدم تبرعا بمئتي مليون يورو، وأعلن أنه سيتخلى عن الاعفاء الضريبي عن هذا التبرع.