القاهرة: تنعقد الثلاثاء في القاهرة قمتان إفريقيتان طارئتان بإشراف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي، للنظر في تطورات الوضع في السودان وليبيا.

وهي المرة الاولى التي يلتقي فيها قادة أفارقة على هذا المستوى للبحث في الأزمتين القائمتين في السودان وليبيا.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية الاثنين أن القاهرة تستضيف الثلاثاء "اجتماعين على مستوى القمة" للتباحث حول الشأنين السوداني والليبي.

وأضاف البيان أنه من المقرر أن يستقبل الرئيس السيسي للبحث في مسألة السودان، نظراءه التشادي ادريس ديبي، والجيبوتي اسماعيل عمر غله، والرواندي بول كاغامي، والكونغولي دنيس ساسو نغيسو، والصومالي محمد عبدالله محمد، والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا.

أما القمة الثانية حول ليبيا فستضم إضافة الى السيسي، رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا والكونغو، مع العلم أن الرئيس الكونغولي يترأس اللجنة الافريقية الخاصة بليبيا.

وجاء في البيان أن القمة الأولى "تستهدف مناقشة تطورات الأوضاع في السودان والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة (...) وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك".

أما القمة الثانية فستناقش "آخر التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب".

وسيشارك رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى الفاكي بالاجتماعين، إضافة الى مسؤولين ليسوا على مستوى القمة من اثيوبيا وجنوب السودان واوغندا وكينيا ونيجيريا.

تهديدات الاتحاد الافريقي

وتصاعد التوتر في السودان بعد تعليق التفاوض بين حركة الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي يطالب برفع الحواجز التي تغلق الطرق المؤدية إلى مقر قيادته والذي يتجمع آلاف المتظاهرين أمامه منذ أسبوعين.

ويتجمع المحتجون على مدار الساعة في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين وتوعدوا بتصعيد تحركهم للمطالبة بحكومة مدنية بينما يطالب المجلس بعودة الوضع إلى طبيعته في الخرطوم أمام مقره العام.

ويتولى المجلس العسكري الانتقالي زمام الأمور في السودان منذ إطاحة الجيش الرئيس عمر البشير في 11 من الشهر الجاري تحت ضغط الشارع.

وهدد الاتحاد الافريقي في الخامس عشر من ابريل بتعليق عضوية السودان في حال لم يغادر الجيش السلطة خلال 15 يوما على أن يسلمها "لسلطة سياسية مدنية".

وأدى قمع هذه الحركة الاحتجاجية الى وقوع اكثر من ستين قتيلا منذ بدايتها، كما اعتقل الآلاف.

استيعاب الأزمة

وفي ليبيا تدور معارك عنيفة منذ الرابع من ابريل في الضاحية الجنوبية لطرابلس بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وقوات المشير خليفة حفتر.

وكان "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير حفتر المدعوم من مصر خصوصا، شن هجوما على طرابلس في الرابع من ابريل الماضي.

واسفرت هذه المعارك حتى الان عن 227 قتيلا و1128 جريحا بينهم مدنيون، وادت الى نزوح نحو 30 الف شخص وفق الامم المتحدة.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 من فوضى عارمة نتيجة تكاثر الميليشيات المسلحة التي تتنازع السلطة.

ويكرر موفد الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة على الدوام تحذيراته من توسع النزاع ليصبح شاملا مطالبا بتحرك المجتمع الدولي لوقفه.