في ذكرى "المجزرة" الأرمنية، يتذكر أرمن لبنان ما مرّوا به ويطالبون بيومهم أي بتحديد الـ24 من أبريل يوم وقوع "المجزرة" ضدهم كيوم وطني لكل أرمن الشتات في العالم وخصوصًا في لبنان.

بيروت: في ذكرى "المجزرة" الأرمنية يؤكد وزير السياحة أواديس كيدانيان أن "المجزرة" التي تعرض لها الأرمن لم تعد تحتاج إلى دلائل وبراهين لاثباتها، لانها باتت مثبتة، تلك "المجزرة" الكبيرة التي وقعت بداية القرن العشرين والتي ارتكبها أشخاص لا يفكرون أبدا ولا يعترفون بما قاموا به، ويضيف: "اليوم، وبعد اعتراف المجلس النيابي اللبناني رسميًا ب"المجزرة" الأرمنية في العام 2000 ، نطلب من الحكومة اللبنانية تحديد يوم 24 إبريل يومًا وطنيًا وهذا ما طرحته على مجلس الوزراء، وهذا ليس بكثير علينا، نحن من أعطى هذا البلد الكثير، وقمنا بأدوار كبيرة فيه باعتراف كل مقوماته، لاننا كنا أوفياء لحسن الضيافة والاستقبال".

وفي لبنان ما يقارب الـ 100 ألف أرمني، 80 الفًا من الارثوذوكس و20 الفًا من الكاثوليك، يتوزعون على مختلف المناطق اللبنانية ويتواجدون بكثرة في منطقة برج حمود وعنجر وانطلياس، وقد حصلوا على الجنسية اللبنانية ولهم في البرلمان اللبناني العديد من النواب، وهم يتوزعون على ثلاثة احزاب رئيسية: الطشناق والهنشاك ورامغفار.

ولعب الأرمن في لبنان دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية، وشكلوا ثقلاً في الحياة السياسية وبقوا على مسافة واحدة من جميع الطوائف المكونة للشعب اللبناني فلم يستفزوا مشاعر أحد، ولم يشاركوا في الأحداث الداخلية ودفعوا ثمنًا باهظًا بسبب موقفهم هذا، إلا انهم لم يتراجعوا عن هذه الاخلاقيات وقد احبهم الجميع واحترموا من قبل الجميع، واتسم الارمن بالصدق في تعاملهم وحسن ادائهم، صدقوا في المعاملة وصدقوا في الحياة السياسية وبرز منهم نواب ووزراء وقادة جيش، ولهم صحف تصدر باللغة الارمنية "ازتاك" وسواها، ولم يسكن الارمن في مساكن خاصة بهم، فأحياؤهم خليط من مختلف شرائح الشعب اللبناني ولهم مدارس وكليات اهمها كلية "هايكازيان"، ويتكلم الارمن اللغة العربية الى جانب احتفاظهم بلغتهم الام وارتباطهم العاطفي بانتمائهم فاندمجوا في مجتمعهم.

ذكريات أليمة

ويتذكر ساكو كالدانيان "المجزرة" الكبرى التي بدأت &بتاريخ 24 ابريل 1915، ويقول لـ"إيلاف" :"في ذلك اليوم المشهود اعتقلت السلطات التركية ستمئة زعيم ارمني في اسطنبول وأقدمت على تصفيتهم جسديًا عن بكرة ابيهم، وسرح كل الجنود الموجودين في الجيش التركي من أصل أرمني ثم ارسلوا الى الاعمال الشاقة وقتلوا هناك.

ويضيف: "تلقى الارمن العائشون في منطقة الاناضول الشرقية انذارًا بمغادرة منازلهم خلال اربع وعشرين ساعة، وإلا تعرضوا للقتل، وعندما خرجوا من قراهم تمت تصفية كل الرجال الاصحاء وسمح فقط للنساء والاطفال والشيوخ بالهرب سيرًا على الأقدام مسافة مئات الكيلومترات دون غذاء أو دواء. وفي الطريق اغتصبت النساء ونكل بالباقين حتى قتل معظمهم بشكل أو بآخر، وانضمت القبائل الكردية والتركمانية الى الجنود العثمانيين من اجل التنكيل بالارمن، وخلال عام أو اكثر قليلاً قتل ما لا يقل عن مليون ارمني: أي نصف عدد سكان الارمن في ظل الامبراطورية العثمانية، اما الاتراك فلا يعترفون بقتل اكثر من ثلاثمئة الف شخص، ويرفضون القول بأن العملية قد تمت بتخطيط أو سابق قصد واصرار."

الصوت مدوي

أما هاغوب سركيسيان فيؤكد لـ "إيلاف" أنه "كي يصبح الصوت مدويًا ومسموعًا في كل أقطار العالم، كان لا بد من وجود وسائل إعلامية تعطي القضية الأرمنية حقها، وتسمح لهذه الفئة التي باتت تشكل شريحة كبيرة، أن تبقى على تواصل مع ما يجري حولها وبلغتها الأم، التي تحمل في طياتها الذكريات الحلوة والمرة، والأهم أنها تحمل جذور هوية ثقافية وحضارية لجماعة ترفض مسح ذاكرتها أو طمس هويتها، رغم اندماجها الوطني الكامل حيثما حلت، هكذا كانت الصحافة الأرمنية في لبنان، وسيلة تواصل ودفاع عن ذات تستحق الحياة، وأداة تثاقف وحضارة لجماعة مميزة في لبنان والمنطقة."
&