إيلاف من لندن: في رد على قرار واشنطن سحب موظفي سفارتها غير الضروريين من العراق، فقد أكدت بغداد أن الوضع الأمني في البلاد مستقر وأنها تحترم شركاءها وأصدقاءها.. فيما تسلم الرئيس العراقي دعوة رسمية من العاهل السعودي للمشاركة في مؤتمر القمة الاسلامي بمكة نهاية الشهر الحالي.

وأكدت وزارة الخارجية العراقية الاربعاء ردا على قرار وزارة الخارجية الأميركية سحب موظفيها غير الضروريين من العراق بسبب تصاعد الازمة الأميركية الإيرانية والتهديدات التي وجهتها مليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران بإستهداف القوات الأميركية في العراق، ان بغداد ملتزمة بسياسة الحوار بين اطراف الازمة الحالية.&

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف في بيان صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف" اليوم، إن الخارجية العراقية "تنسق مع الاطراف كافة وتلتزم خطاب الحوار وامكانية البناء على فرص التوازن في ضوء حاجة المنطقة لذلك". وشدد على ان "الوضع الأمني في العراق مستقر للغاية وهو بلد يحترم شركاءه وأصدقاءه ويتبادل معهم المصالح المشتركة، ويؤكد على سيادته وحماية مصالحه في نفس الوقت".

محادثات مع وزيري خارجيتي&الامارات والسعودية

ومن جهته، أجرى وزير الخارجيّة العراقي محمد علي الحكيم اتصالاً هاتفيّاً مع نظيره الإماراتيِّ عبدالله بن زايد حيث بحثا "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، كما بحثا آخر التطورات الإقليمية والدوليّة التي تحظى باهتمام الجانبين".

وايضا أجرى الوزير العراقي اتصالاً هاتفيّاً مع وزير الدولة للشؤون الخارجيَّة السعوديَّة عادل الجبير "وجرى بحث آفاق الارتقاء بالعلاقات الثنائيَّة إلى ما يُلبِّي مصالح الشعبين الشقيقين، علاوة على ذلك ناقش الجانبان آخر التطوُّرات بالمنطقة، وسُبُل الحفاظ على الأمن، والاستقرار"، كما قال بيان للخارجية العراقية.&

وفي وقت سابق اليوم أيضا نشرت السفارة الأميركية في بغداد توجيهاً اصدرته وزارة خارجيتها يقضي بسحب موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من العراق سواء أكانوا العاملين في السفارة أو في القنصلية الأميركية في أربيل.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد تحدث خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي مساء امس الثلاثاء عن الصراع الأميركي الإيراني قائلا " إن الحكومة لديها خطط لمواجهـة حالة الطوارئ في حال تصعيد الازمة بين طهران وواشنطن". واوضح ان " الطرفين صديقان للعراق ولايريدان الحرب، لكن هذا ملف معقد والعراق يساعد لعدم الانزلاق نحـو الخطر".

وأضاف أنّ "العراق يبذل جهودا كبيرة في هذا المجال وهناك رغبة مشتركة من الطرفين بأن ينتهي الامر على خير".. محذرا من ان "جميع الاطراف ستدفع ثمنًا كبيرًا في حال الانزلاق إلى الهاوية بما فيها العراق الذي سيتضرر كثيرا ".&

وأكد أنّ "معلوماتنا الأمنية لم تسجل أي تحركات جديدة تشكل تهديدا للاخرين والحكومة ملزمة بحماية الجميع ولانقبل ان تكون الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على الاخرين".

وأمس الثلاثاء، قال الجيش الأميركي إن هناك تهديدات وشيكة محتملة ضد القوات الأميركية في العراق، والتي صارت الآن في حالة تأهب قصوى.. مؤكدا المخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة بعد رصد تهديدات للقواعد الأميركية في العراق.

الرئيس العراقي تسلم دعوة الملك سلمان لحضور القمة الاسلامية بمكة

إلى ذلك، تسلم الرئيس العراقي برهم صالح اليوم دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في مؤتمر القمة الاسلامي الذي سيعقد في مكة نهاية الشهر الحالي.

وسلم الدعوة في رسالة خاصة من الملك سلمان إلى الرئيس صالح في قصر السلام ببغداد ممثله حسن العمري.. حيث أكد صالح حرص العراق على انتهاج سياسة الانفتاح على دول الجوار وبقية دول العالم عموماً.. مشيداً بترسيخ أسس التعاون المتبادل بين العراق والسعودية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وحمل صالح العمري تحياته إلى العاهل السعودي وتمنياته للشعب السعودي الشقيق بدوام التقدم والازدهار.

فيديو تسلم الرئيس صالح دعوة العاهل السعودي:

بدوره، نقل المبعوث السعودي تحيات الملك سلمان إلى الرئيس صالح وتمنياته للشعب العراقي بمزيد من الاستقرار والسلام والتقدم.. مؤكداً "وقوف بلاده إلى جانب العراق وحرصها على توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين"، كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "إيلاف".&

وستعقد&في مكة القمة الإسلامية العادية بمشاركة ملوك ورؤساء مختلف الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددهم 57 دولة باستثناء سوريا المعلقة عضويتها، وذلك لبحث جملة من القضايا المهمة حيث سيصدر عنها اعلان يؤكد على ضرورة التزام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بتعزيز وحدتها وتضامنها وتطوير علاقات تعود بالنفع على الجميع؛ صوناً للسلم والأمن وتحقيقاً للاستقرار والازدهار داخل الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها.

وتأتي هذه القمة الإسلامية الرابعة عشرة، بعد 3 أعوام من الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة الذي عقد بمكة في منتصف&نوفمبر عام 2016 لمناقشة استهداف الميليشيات الحوثية لمكة بصاروخ باليستي، والذي نتج منه إقرار مسؤولي 50 دولة حضروا الاجتماع الطارئ بتوجيه رسالة باسم الدول الأعضاء في المنظمة إلى الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة على مكة المكرمة وبقية الأراضي المقدسة.

وتُعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعاً وخمسين دولة موزعة على أربع قارات، وتُمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنه دعماً للسلم والأمن الدوليين، وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
&