غزة: أحيا الفلسطينيون الذكرى الحادية والسبعين للنكبة عبر تجمعات احتجاجية ومسيرات قرب السياج الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة، في حين انطلقت مسيرات في مدن الضفة الغربية المحتلة.

وذكر مراسل فرانس برس أن صدامات اندلعت على امتداد أجزاء من السياج الحدودي، أدت بحسب وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس إلى إصابة 65 شخصا بجروح بينهم اثنان من المسعفين وأحد أفراد الدفاع المدني.

واورد أشرف القدرة الناطق بإسم الوزارة في بيان أن بين المصابين "16 مواطنا أصيبوا بالرصاص الحي بينهم حالة واحدة خطيرة، و14 آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط".

وأقامت الهيئة العليا لمسيرات العودة عشرات الخيام عند مداخل نقاط الاحتجاج الخمس قرب السياج الفاصل، وكتب على بعضها أسماء بلدات وقرى فلسطينية مدمرة واخرى مهجرة. وشارك في الاحتجاجات قرب السياج الفاصل قادة من حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية.

واستمرت الاحتجاجات لنحو أربع ساعات، وكانت أقل كثافة وأهدأ من مسيرات العام الماضي، التي تزامنت مع نقل السفارة الأميركية للقدس، حيث كان قتل أكثر من 60 فلسطينياً بنيران إسرائيلية.

وبحسب مراسلي لفرانس برس فإن المحتجين تجنبوا إلى حد كبير الاقتراب من السياج.، وأطلق متظاهرون عددا قليلا من الطائرات الورقية بعضها محمل بمواد حارقة.

واندلع حريق داخل الأراضي الإسرائيلية القريبة من الحدود شرق مدينة غزة، بسبب إحدى هذه الطائرات الورقية على ما يبدو.

وقال الجيش الاسرائيلي ان نحو عشرة الاف "من مثيري الشغب" والمتظاهرين كانوا على طول السياج الفاصل.

وأشار الجيش في بيان إلى أن "مثيري الشغب أشعلوا النار في اطارات السيارات وألقوا الحجارة" وتابع أنه "تم إلقاء عدد من العبوات &المتفجرة، وبُذلت عدة محاولات للاقتراب من السياج الأمني". وقال إن "القوات ترد باستخدام وسائل تفريق الشغب".

وقال القيادي في حركة حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس "رغم الظروف الصعبة والحر ورمضان هناك مشاركة كثيفة للمواطنين".

وأشار نعيم إلى أن "تفاهمات التهدئة لعبت دورا في السيطرة على الميدان في التظاهر".

وأضاف "رسالتنا محددة بأن الشعب الفلسطيني رغم التضحيات الكبيرة احتشد بالآلاف وبشكل سلمي خالص لإيصال رسالة لكل العالم بالتأكيد على حق العودة وانهاء الاحتلال".

ووجه نعيم رسالة إلى منظمي مسابقة يوروفيجين الأوروبية للأغنية في مدينة تل أبيب قائلا "لا يمتلك أحد الصلاحية الأخلاقية أن يبيض صفحة الاحتلال ويغطي على جرائمه"، مع تأكيده أن "الفن والموسيقى رسالة راقية للحوار بين الشعوب".

وفي حديثه للصحافيين في مخيم "العودة ملكة" شرق مدينة غزة، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس إن "هذه المشاركة الجماهيرية تؤكد على أن حق العودة ثابت ورد على الصفقة المخزية وكل المؤامرات".

ويحيي الفلسطينيون في 15 أيار/مايو من كل عام ذكرى النكبة عام 1948 عندما هجر مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي سبقت قيام دولة إسرائيل.&

وتأتي احتجاجات هذا العام بعد أسبوعين من اندلاع أخطر موجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل، منذ حرب 2014، وقتل 25 فلسطينيا بينهم تسعة مقاتلين، كما قتل أربعة إسرائيليين خلال المواجهة التي استمرت يومين قبل التوصل لوقف إطلاق النار بوساطة مصر.

ووفق احصائية أعدتها فرانس برس قُتل 293 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية في غزة منذ بدء الاحتجاجات في آذار/مارس 2018، قضى معظمهم خلال الاحتجاجات الأسبوعية التي يسودها العنف في كثير من الأحيان، وقتل ستة إسرائيليين خلال الفترة الزمنية نفسها.